عام من الحراك العربي والعالمي - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

الشارقة: جاكاتي الشيخ

حفل عام 2024 بالعديد من الأحداث الثقافية في مختلف المجالات، كان أبرزها معارض الكتب، وما تحتضنه من فعاليات، والمسابقات الأدبية العربية والعالمية، والملتقيات الفنية، بالإضافات إلى رحيل بعض الشخصيات الثقافية البارزة.
شهد هذا العام تنظيم فعاليات «طرابلس عاصمة للثقافة العربية لسنة 2024»، بمشاركة فرق ثقافية محلية وعربية وعالمية في احتفاليات جرت في عدة أماكن من المدينة اللبنانية، بينها أنشطة فنية، وعروض مسرحية، ومعارض للصناعات الحرفية، والكتب والمخطوطات، والطوابع البريدية والعملات القديمة، والزخرفة والخط العربي والفنون التشكيلية، إضافة إلى ورش عمل، وندوات ومحاضرات عن أعلام هذه المدينة.
وفي نفس الإطار احتُفي بمدينة مراكش المغربية عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2024، حيث استقبلت على مدار العام مجموعة من التظاهرات والأحداث الثقافية والفكرية والفنية، أبرزت مخزون الحضارة الإسلامية، كما كانت هذه المناسبة فرصة لإظهار ما تزخر به «المدينة الحمراء» من حضارة تاريخية وإشعاع فكري.
* استحقاقات
في مجال الجوائز العالمية نالت الكورية الجنوبية هان كانغ جائزة نوبل للآداب لعام 2024، وهي كاتبة وروائية وشاعرة، ولدت عام 1970 جنوب شرقي العاصمة سيؤول، وبدأت مسيرتها الأدبية سنة 1993، وألفت عدة كتب، وفازت بجوائز مختلفة، وقد وصفتها هيئة الجائزة بكونها «تنقل قوة الماضي إلى الحاضر».
أمّا جائزة البوكر الأدبية البريطانية، فقد فازت بها الكاتبة سامانثا هارفي عن روايتها «أوربيتال»، التي تحكي قصة ستة رواد فضاء في محطة الفضاء الدولية، وهي كاتبة بريطانية مولودة سنة 1975، لها العديد من الروايات التي رُشحت لجوائز أدبية مختلفة وفازت بها.
وعربياً فاز الشاعر البحريني قاسم حداد بجائزة الأركانة العالمية للشعر، التي يمنحها بيت الشعر في المغرب، ومؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير، بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمملكة، وفي جوائز البابطين لهذا العام، فاز بالجائزة التكريمية للإبداع الشعري الكويتي الدكتور خليفة الوقيان، وبجائزة الإبداع في مجال نقد الشعر (مناصفة) الدكتور أحمد بوبكر الجوة من تونس، والدكتور وهب أحمد رومية من سوريا، وبجائزة أفضل ديوان شعر الشاعرة لطيفة حساني من الجزائر، وبجائزة أفضل قصيدة: الشاعر عبد المنعم العقبي من مصر، وبجائزة أفضل ديوان شعر للشعراء الشباب الشاعر جعفر حجاوي من فلسطين.
وفاز الروائي الموريتاني امبارك ولد بيروك، بجائزة (LES AFRIQUES) الأدبية، التي تمنحها الجمعية الأدبية السويسرية «لاسين ليترير»، كل عام لكاتب إفريقي تقديراً لمكانته الأدبية.
* فعاليات فنية
وفي مجال الفن، نظمت الدورة الثانية من معرض بينالي الدرعية للفن المعاصر بالسعودية من 20 فبراير إلى 24 مايو، تحت شعار «ما بعد الغيث»، الذي ضم أعمالاً لفنانين من مختلف أنحاء العالم، حيث بلغ عدد المشاركين في هذه الدورة أكثر من 100 فنان من 44 دولة، وعرض 177 عملاً فنياً، كان بينها 47 عملاً تم إنجازها بتكليف خاص من المؤسسة المنظمة «بينالي الدرعية».
كما احتضنت العاصمة الجزائرية فعاليات الدورة الثامنة من المهرجان الدولي للفن التشكيلي المعاصر، في الفترة من 26 نوفمبر وحتى 07 ديسمبر، تحت شعار «من أجل إرث جديد»، وشارك فيه 70 فناناً من 39 دولة، وكانت فلسطين ضيف الشرف، حيث خصص لها جناح كامل، وكان المعرض فرصة للتبادل الثقافي بحضور شخصيات فنية بارزة من مختلف أنحاء العالم لمناقشة إشكاليات الفن التشكيلي المعاصر.


* رحيل
وشهد عام 2024 أحداثاً ثقافية مؤسفة برحيل بعض كبار المثقفين، مثل الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن، الذي ولد سنة 1949م في السعودية، ويعتبر أحد رواد الحركة الشعرية المعاصرة في منطقة الخليج، وعرف بنصوصه الغنائية الرائعة.
كما رحل قبل أيام الكاتب والمفكر البحريني محمد جابر الأنصاري، عن عمر ناهز ال 85، بعد مسيرة حافلة بالعطاء، فقد ولد في في البحرين وتعلم فيها حتى أنهى دراسة الثانوية، ثم انتقل للدراسة في الجامعة الأمريكية في بيروت حتى نال بكالوريوس الآداب سنة 1963م، وماجستير في الأدب الأندلسي سنة 1966م، والدكتوراه في الفلسفة الإسلامية الحديثة والمعاصرة سنة 1979م، كما تابع تعليمه وحضوره للدورات الدراسية في عدد من الجامعات العالمية المرموقة، كجامعة كامبردج البريطانية، وجامعة السوربون الفرنسية.
وقد عمل أستاذاً لدراسات الحضارة الإسلامية والفكر المعاصر، وعميداً لكلية الدراسات العليا في جامعة الخليج في البحرين، وعضواً في المجلس الوطني للثقافة والآداب والفنون في البحرين، وشغل عدة مناصب هامة، منها المستشار الثقافي للعاهل البحريني، ورئيس الإعلام وعضو مجلس الدولة في البحرين، وهو عضو مؤسس في أسرة الأدباء والكتاب بالبحرين، وأول رئيس لها سنة 1969. 
ورحل هذا العام عن الساحة الثقافية العربية أيضاً كل من الروائي والناقد والمفكر اللبناني إلياس خوري، والشاعر المصري محمد أبو سنة، والفنان التشكيلي الأردني ياسر الدويك.
كما شهدت الساحة العالمية رحيل عدة مثقفين، من بينهم الكاتب الألباني الشهير إسماعيل كاداريه، والروائية الأسترالية بريندا ووكر، وكاتبة السيناريو والروائية الصينية تشونغ ياو، والكاتب الفرنسي من أصل إسباني ميشيل ديل كاستيلو، وكاتب الشباب الأسترالي جون مارسدن.
ومن فعاليات معارض الكتب لهذا العام، نظمت الدورة ال55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب من 24 يناير إلى 6 فبراير، تحت شعار «نصنع المعرفة...نصون الكلمة»، وشارك فيه 1200 ناشر مصري وعربي وأجنبي، بأكثر من 5000 عارض، من 70 دولة، ونظمت خلاله 550 فعالية ‏ثقافية، ضمت لقاءات مع مبدعين وكتّاب ومفكرين، وفنانين ورموز، من مصر وخارجها، وقد كانت دولة النرويج ضيف الشرف، وكان عالم الآثار الدكتور سليم حسن شخصية الدورة، وكان الكاتب يعقوب الشاروني شخصية معرض كتاب الطفل.
كما نظمت الدورة ال 28 من معرض مسقط الدولي للكتاب في الفترة ما بين 21 فبراير و2 مارس 2024، التي شهدت مجموعة من البرامج والأنشطة، والفعاليات الثقافية، وشارك فيها 847 دار نشر من 34 دولة، وكان الذكاء الاصطناعي ثيمة المعرض في هذه الدورة، حيث أدرجت تحتها العديد من فعالياته، كما تم تخصيص مساحة لفعاليات ومناشط الطفل والأسرة، واستضافة نخبة من المثقفين والإعلاميين البارزين من عدة بلدان.
العاصمة التونسية احتضنت أيضاً الدورة ال 38 من معرض تونس الدولي للكتاب التي أقيمت من 19 وحتى 28 إبريل 2024، بمشاركة 25 دولة، تحت شعار «التضامن مع الشعب الفلسطيني»، وكانت إيطاليا ضيف الشرف، وضم المعرض 314 جناحاً لعارضين من داخل تونس وخارجها، بما لا يقلّ عن 109300 عنوان، كما نظمت خلاله العديد من الفعاليات، بحضور ضيوف من عدة بلدان، حيث خصص العديد منها للصغار، من خلال 280 ورشة للأطفال، وبرنامج متنوع، لمجالات من بينها الموسيقى، والأدب، وفن الخط، والواقع الافتراضي والواقع المعزز، والمسابقات. 
وبدورها احتضنت العاصمة الجزائرية فعاليات الدورة ال27 من معرض الجزائر الدولي للكتاب الذي استمر من 7 وحتى 16 نوفمبر تحت شعار «نقرأ لننتصر»، وكانت قطر ضيف الشرف، وشارك في المعرض أكثر من 1000 ناشر من 40 دولة، عرضوا أكثر من 300 ألف عنوان، في حين بلغ عدد الضيوف 350 ضيفاً أسهموا في تقديم برنامج متنوع تمثل في نشاطات ولقاءات مع كتّاب وباحثين ومبدعين، لمد جسور التقارب والتبادل بين البلدان المشاركة.
وكان من اللافت في هذه الدورة من المعرض ما شهده جناح الكاتب السعودي أسامة المسلم، من استقطاب لآلاف الزوّار، خاصة من فئة الشباب، الذين تدافعوا بشكل مثير، من أجل الحصول على توقيعه، وأعماله، خاصة روايته «خوف»، ما أثار تفاعلاً واسعاً في الأوساط الثقافية.
كما شهد العام عدة معارض أخرى للكتاب، مثل المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، الذي استمرت فعاليات دورته ال29 ما بين 9 و29 مايو 2024، بمشاركة 743 عارضاً، يمثلون 48 بلداً، بعناوين تنتمي إلى مختلف حقول المعرفة الإنسانية، ومعرض عمان الدولي للكتاب، الذي نظمت فعاليات دورته ال23، ما بين 10 و19 أكتوبر، بمشاركة 400 دار نشر، ومعرض الرياض الدولي للكتاب الذي نظم ما بين 26 سبتمبر و5 أكتوبر، واستضاف أكثر من 2000 دار نشر محلية وعربية ودولية. 
وغربياً، نظمت بألمانيا، في الفترة من 16 إلى 20 أكتوبر 2024، الدورة ال 76 من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، الذي شاركت فيه أكثر من 4000 دار نشر، من مختلف أنحاء العالم، وركز على عدد من المواضيع التي تعكس الاتجاهات الحديثة في صناعة النشر العالمية، مثل أدب الشباب، والذكاء الاصطناعي، ومسؤولية نشر كتب الأطفال.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق