الشارقة تُكرّم أربعة أدباء تونسيين - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، شهدت مدينة سيدي بوسعيد في تونس تكريم 4 أدباء تونسيين في إطار النسخة العشرين من ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، وهم: المترجمة د. فاطمة الأخضر مقطوف، والروائي والمترجم محمد علي اليوسفي، والكاتب البشير القهواجي، والأكاديمي والناقد الراحل د. عبد العزيز شبيل.
أُقيم حفل التكريم في قصر النجمة الزهراء في مدينة سيدي بوسعيد التاريخية، بحضور عبدالله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ود. إيمان السلامي، سفيرة دولة الإمارات لدى تونس، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، ود. توفيق قريرة المدير العام للمعهد التونسي للترجمة، وكوكبة من المثقفين وأهالي المكرمين.
استهل حفل الافتتاح بعرض تناول دور الشارقة في دعم المبدعين العرب، بالإضافة إلى استعراض السير الإبداعية للمكرمين الأربعة، وما حققوه من نتاج أدبي زاخر خلال سنوات من العمل الثقافي الدؤوب.
أدار الحفل الناقد التونسي حاتم الطرابلسي، ورحّب في البداية بالحضور، وأشار إلى أن الشارقة تمثّل دوراً حيوياً في دعم الثقافة العربية، لافتاً أن الملتقى أصبح من الفعاليات الدائمة التي تكرّم الإبداع والمبدعين.
ألقى عبدالله العويس كلمة ركّز في بدايتها على أهمية تجدّد العلاقات الأخوية والثقافية مع تونس، قائلاً: «تتجدّد البهجة والسعادة بتجدّد اللقاءات الأخوية وتتعزّز أواصر المحبة، عندما تكتمل عناصرها التي يتوّجها العمل العربي المشترك، وهذا ما يجسّدُه عمق العلاقات الأخويّة بين الإمارات وتونس، في ظل قيادة رشيدة تؤمن بأهمية استمرار التواصل العربي في كافة المجالات».
وأشار العويس إلى أهمية تواصل التعاون الثقافي، قائلاً: «ها نحن اليوم نمثّل معاً نموذجاً لهذه المبادئ من خلال الملتقى، الذي يهدف إلى تكريم الشخصيات الثقافية العربية التي أثرت الساحة الثقافية العربية المعاصرة بالإبداع في مجال الآداب بحقوله المتعدّدة، وإنها لمناسبة سعيدة، أن يتواصل التعاون الثقافي بين دائرة الثقافة في الشارقة ووزارة الشؤون الثقافية التونسية».
ولفت العويس إلى أن الملتقى هو اللقاء الثالث في تونس- في غضون الشهور القليلة الماضية، وقال: «تم تنظيم ملتقى الشارقة للسرد في سبتمبر الماضي، ثم تلاه مهرجان القيروان للشعر العربي في بيت الحكمة في قرطاج، وتتواصل لقاءات الثقافة اليوم في هذا البلد المضياف في مناسبة تكريمية لأدباء تونس، وهي المرّة الرابعة التي يتم فيها تنظيم الملتقى في تونس الخضراء لتقدير كوكبة جديدة ممن أخلصوا لإبداعهم وأفاضوا بجميل عطائهم الأدبي المتنوّع».
ونقل رئيس دائرة الثقافة تهنئة صاحب السمو حاكم الشارقة للمكرمين.
من جانبه، ألقى توفيق قريرة كلمة وزارة الشؤون الثقافية التونسية، وقال في بدايتها: «مرحباً بكم في تونس، في هذا البلد الذي يفتح أياديه كالأجنحة للأشقاء في دولة الإمارات، ونثمّن دور الشارقة في العناية بالحركة الثقافية التونسية، ومنها هذا الحفل الذي يقف دليلاً على مكانة التعاون، كما نحيّي رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للمثقفين التونسيين والعرب».
وسلّط قريرة الضوء على أبرز تجارب مكرمي الدورة الحالية، وعرج إلى العديد من إنتاجاتهم الإبداعية، واصفاً إياهم بالعلامات الثقافية المهمة في تونس.
* ريادة
أجمع المكرمون الأربعة أن الشارقة، بفعلها الثقافي النبيل، أصبحت رائدة في المجال الثقافي، بل باتت منارة للمبدعين، ومرسى للإبداع، وعبّروا في الوقت نفسه عن سعادتهم، معتبرين التكريم تتويجاً لمنجزاتهم الإبداعية.
وقالت فاطمة الأخضر مقطوف: «لا أخفي عليكم تأثري البالغ بهذه اللفتة الكريمة، بل، لا يمكن لي أن أكتم فرحتي الكبيرة بهذا الاحتفاء الذي نالني ونال بلادي العزيزة تونس، وكان اختياري رجع صدى جميلاً لجهودي، أثلج صدري وأبهجني، وفي مستهل كلمتي أتقدم بجزيل الشكر إلى صاحب السمو حاكم الشارقة».
وأشارت مقطوف إلى أن أعمالها تقوم على مشروع فكري متكامل، اشتغلت عليه طيلة عقود بصمت وشغف، وكان همّها الوحيد إفادة النشء حين كتبت أو ترجمت لهم، وعبّرت عن شكرها لكل من دعم مشوارها منذ البداية.
وألقى محمد شبيل نجل الراحل د. عبد العزيز شبيل كلمة العائلة، قال فيها: «يشرفني صحبة والدتي وشقيقتي حضور هذا الحفل التكريمي الذي فرح به والدي قبل وفاته، لكن الأجل عجّل عليه».
وأضاف: «يسعدنا أن نرفع أبلغ آيات العرفان والامتنان لصاحب السمو حاكم الشارقة، صاحب الفضل في تكريم رموز الثقافة العربية، وسموّه صافحت أياديه البيضاء كل من يشتغل بالفكر والإبداع والفن، وهي مشروعات تنويرية نبيلة سيخلد لها التاريخ».
* منارة
وفي بداية كلمته، قال القهواجي: إن ما يجمعنا اليوم هو اللغة العربية بيتنا الذي يجب أن ننهض به، وأعرب عن شكره وامتنانه للشارقة التي اعتبرها منارة للمبدعين ومرسى للإبداع، معتبراً أن التكريم يعني له الكثير من الناحية الرمزية والأدبية.
وأشار اليوسفي إلى أن الشارقة حققت نقلة نوعية في الثقافة العربية بفضل الرؤية اللافتة في هذا القطاع الإنساني الحيوي، مؤكداً أنها رؤية تعود في أساسها إلى صاحب السمو حاكم الشارقة واسعة الآفاق التي تقدّر أهمية الثقافة والفنون بوصفهما جسراً يربط بين شعوب العالم.
في ختام الحفل، سلّم عبدالله بن محمد العويس ومحمد القصير، يرافقهما قريرة والسلامي، شهادات تقديرية للمكرمين الأربعة، ممهورة بتوقيع صاحب السمو حاكم الشارقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق