القاهرة: نورا حسن
يواصل النجم المصري ياسر جلال تألقه للعام الثاني على التوالي من خلال مسلسله «جودر»، المأخوذ من «ألف ليلة وليلة»، بعد سنوات طويلة من غياب هذا النوع من الأعمال عن شاشة رمضان.
ياسر جلال أبدى سعادة كبيرة بتحقيق المسلسل نجاحاً كبيراً في الجزء الأول، مؤكداً أن ردود الفعل على الحلقات الأولى من الجزء الثاني، مبشرة بشكل كبير، ربما أكثر من الجزء الأول، مشيراً إلى أن نجاح المسلسل جاء نتيجة لجهد كل فريق العمل، من نص جذاب مكتوب بحرفية شديدة وحوار رائع، والتمثيل بفريق عمل متناغم، والإخراج المبدع وأعمال المونتاج والجرافيكس والديكورات المبهرة، وقبل كل ذلك إنتاج سخي جداً، مؤكداً أن العمل الناجح لابد أن تتوفر له كل عناصر النجاح.
* لماذا تم تقسيم المسلسل إلى جزأين، رغم أنه مكتوب في 30 حلقة كجزء؟
- مسألة تقسيم المسلسل إلى جزأين، كان بسبب عامل الوقت، لأن العمل ضخم واحتاج إلى ديكورات ضخمة وأماكن تصوير عديدة خارج مصر، ولم يكن عامل الوقت في صالحنا، فكان قرار الشركة المنتجة بأن يتم تقديم جزء أول من العمل في 15 حلقة، واستكمال تصوير بقية الحلقات لعمل جزء ثان، وأعتقد أن ذلك كان في صالح العمل بكل تأكيد، لأننا أخذنا وقتنا في التصوير وتنفيذ بقية العمليات الفنية، والحمدلله النتيجة كانت أكثر من رائعة، بشهادة الجميع سواء جمهور أو نقاد.
* بعد قرار تقسيم العمل إلى جزأين، هل تم إجراء أي تعديلات في النصف الثاني؟
- لا على الإطلاق، الحلقات مكتوبة منذ اليوم الأول كما هي، وتم استكمال التصوير لحلقات الجزء الثاني كما هي، ولم يتم إجراء أي تعديلات في الأحداث أو الشخصيات، كل ما حدث هو أن المخرج اختار نهاية مشوقة وساخنة للجزء الأول، ليكون هناك تشويق في انتظار الجزء الثاني، الذي يحمل مفاجآت عديدة وأكثر تشويقاً.
* حقق الجزء الأول ردود فعل كبيرة مع الجمهور، فهل لمست ردود فعل على الجزء الثاني؟
- بالتأكيد لمسنا مدى انتظار الجمهور للجزء الثاني، والحمدلله ردود الفعل على الحلقات الأولى أكثر من رائعة، وإن كان لا يزال هناك أحداث أكثر سخونة وأكثر تشويقاً فيما تبقى من حلقات.
* ما المختلف الذي يجده الجمهور في الجزء الثاني؟
- بالتأكيد هناك اختلاف في الأحداث والحكايات، وفي شخصية «شهريار»، وكذلك اختلاف المراحل العمرية التي يمر بها «جودر» الذي بدأ الأحداث وعمره 30 سنة، ثم تستمر حتى يصبح عمره 45 سنة، فكان التركيز بشكل كبير على الأبعاد المختلفة لشخصيتي «شهريار وجودر»، وهو أمر أرهقني خاصة في التنفيذ.
* هل الظهور بأكثر من شخصية في عمل أمر صعب للممثل؟
- صعب وفيه تحدّ كبير لكنه ممتع في الوقت نفسه، فالأمر ليس سهلاً، وبجانب الاعتماد على السيناريو تكون هناك عوامل أخرى لظهور الشخصيات بالشكل المناسب، إلى جانب الأزياء التي تعدّ عنصراً مهماً وأحد أبطال العمل، فكنا حريصين على الدقة في اختيار الملابس التي تناسب العصر والشخصية، كما هناك جانب الجرافيك الذى استعان به المخرج إسلام خيري في المسلسل، والذي كان مرهقاً أيضاً واستغرق وقتاً طويلاً لتنفيذه بالشكل المناسب، وهنا لابد أن أشير إلى أن هناك تضحيات كبيرة قام بها القائمون على العمل للظهور بهذا الشكل.
* هل كان تصوير الجزء الثاني أسهل من الأول؟
- على العكس، كان أكثر صعوبة، لأن طبيعة الأعمال التاريخية مرهقة جداً، فقد صورنا مشاهد في مناطق جبلية بالمملكة المغربية، وكان التنقل إليها صعباً، وأحياناً كنا نصعد سيراً على الأقدام لفترات طويلة، فضلاً عن تغيرات الطقس، بين البرودة الشديدة، والحر الشديد، وعلى المستوى الفني، صعوبة استدعاء الإحساس السابق، حتى لا يكون هناك اختلاف في الأداء في المشاهد المكملة.
* ما أصعب المشاهد التي صورتها؟
- أغلب المشاهد الخارجية كانت صعبة جداً، لكن أصعبها كان في موقع جبلي، حيث اضطررنا لصعود جبل لمدة 45 دقيقة في ظروف مناخية قاسية، وبعد هذه المعاناة بدأنا التصوير.
* في رأيك هل الدراما المصرية في حاجة لمثل هذه النوعية من الأعمال؟
- الدراما المصرية في حاجة لكل الألوان الدرامية، تراجيدي، كوميدي، رومانسي، تاريخي، فانتازي، كل الألوان، لا نفضل لوناً على آخر، بل جميعها مطلوب، لأن من حق الجمهور أن يستمتع بكل أشكال الدراما، ولكل لون له جمهور عريض.
الجزء الثالث
*بعد نجاح «جودر»، هل يمكن أن يشجعك ذلك على الاستمرار في تقديم أجزاء أخرى من «ألف ليلة ولية»، بعد إعلان المؤلف جزءاً ثالثاً؟
- العادة تقول: إن النجاح يغري الفنان بتقديم المزيد من الشكل الدرامي الذي قدمه، وبالفعل الأستاذ أنور عبد المغيث أعلن وجود جزء ثالث، لكني لم أحدد حتى الآن هل سأشارك فيه أم لا، فأنا أفضل أن أقدم شيئاً جديداً مختلفاً، لأنني أحرص على التنوع في أدواري والأعمال التي أقدمها، مهما كان النجاح، وهذا في رأيي أفضل، لأنه من الجميل جداً أن الفنان يحرص على التغيير من نفسه، قبل أن يطالبه الجمهور بالتغيير.
* هل أسعدك اختيار «جودر» ليتم دبلجته باللغة الروسية وعرضه على منصة عالمية؟
- بكل تأكيد أسعدني جداً وأسعد كل فريق العمل، بل وكل صناع الدراما المصرية، لأنه إضافة كبيرة للدراما المصرية والعربية، أن تصل أعمالنا إلى العالمية لأنها تستحق، وقريباً سيتم تقديمه أيضاً على منصة صينية إن شاء الله.
السينما بعيدة
* رغم النجاح الكبير في الدراما التلفزيونية، فإنك بعيد عن السينما منذ عشر سنوات، فهل تضع شروطاً لوجودك بها؟
- بالتأكيد أحب السينما جداً، لكنها تختلف تماماً عن الدراما التلفزيونية، والممثل لا يضع شروطاً، لكن إذا كنت تقصد البطولة المطلقة، فأنا لا أسعى إلى البطولة المطلقة في السينما، بل أبحث عن الأدوار التي أستمتع بها وأؤمن بها، حتى لو لم تكن بطولة أولى، ولا أمانع من تقديم عمل سينمائي مميز إذا وجدت القصة المناسبة.
0 تعليق