رصدت مجلة «كتاب» في عددها الجديد الـ77، مسارات رحلة المخطوطات العربية الأندلسية في إسبانيا بين الحبر والنار، إذ تعرّض جزء منها إلى حرائق محاكم التفتيش وغيرها من الحوادث، وتلف جزء آخر نتيجة الحرب، وضاع جزء في عمليات سرقة. ويُقدّر عدد المخطوطات العربية في إسبانيا بنحو 4500 مخطوطة، في مكتبات حكومية وأهلية. وكانت سلسلة من الحرائق أتت على عدد كبير من محتويات مكتبة «الإسكوريال»، وخاصة الحريق الذي وقع في السنة الميلادية 1671، ودمّر ما يقرب من 2500 مخطوطة عربية.
ونشرت المجلة التي تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب، في عددها الجديد، موضوعات تتعلق بالكتابة والنشر والقراءة، من بينها حوار مع الروائية والشاعرة والمترجمة الجنوب إفريقية، سينديوي ماغونا، التي قالت في الحوار: إن «مأساة فلسطين، بالنسبة لي، هي انعكاسٌ محزن لغياب القيم الإنسانية التي يجب أن تستند إلى الحق والعدالة والمحبة، وهي انعكاس أيضاً لجشع قوى الاستعمار، ولعدم تحمّلنا مسؤوليتنا جميعاً».
وعن واقع الأدب في بلادها، ذكرت أنّ «هيمنة الكُتّاب البيض على المشهد الأدبي في جنوب إفريقيا أمر محزن»، مضيفة أنّ «الاستعمار طبع الشعور بالدونيّة في العقل الإفريقي».
وفي افتتاحية العدد كتب الرئيس التنفيذي للهيئة، رئيس التحرير أحمد بن ركاض العامري مقالاً بعنوان «وتيرة القراءة في رمضان»، أكد فيه أنّ «الحياة جديرة بالعيش، والكتاب جدير بالقراءة». وقال: إنّ «القراءة تتطلّبُ وصول الكتاب إلى القارئ أينما كان، وتتطلب وجود مكتبات، وتتطلب رؤية تقوم على تعمير الوعي. وهذا ما يقوم عليه مشروع الشارقة الثقافي التنويري، الذي يقوده صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي يقدّم كلّ الدعم والرعاية والاهتمام إلى هذا المشروع الذي يواصل إشعاعه منذ خمسة عقود»، مضيفاً: «يقوم المشروع الثقافي على رؤية سموه في تعمير القلوب بالمحبة، وتعمير العقول بالمعرفة، وتعمير البيوت بالقيم السامية».
وتحدث عن البنى الثقافية التي تعزّز القراءة، لذلك «كان الكتاب في عاصمة الكتاب، وكان معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل، وبيت الحكمة في عاصمة الحكمة، والذي صار منارة معرفية بفضل توجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، التي تراه امتداداً لبيت الحكمة البغدادي، يواصل دور الأجداد في نشر المعرفة بكل فروعها وجمالياتها».
ونشرت المجلة مقالات ودراسات عن أدباء من فرنسا وبولندا وإسبانيا وإيرلندا والمغرب ومصر وفلسطين والأردن والإمارات والجزائر وسوريا والولايات المتحدة وداغستان.
وكتب مدير تحرير مجلة «كتاب»، علي العامري في زاويته «رقيم» مقالاً بعنوان «البحث عن الصمت المفقود»، تناول فيه تأملات حول الصمت والضجيج وتشويش الحواس.
مجلة «كتاب» ترصد رحلة المخطوطات الأندلسية - ستاد العرب

مجلة «كتاب» ترصد رحلة المخطوطات الأندلسية - ستاد العرب
0 تعليق