«سحور» أمريكية الشارقة الخيري يجمع مليوني درهم لدعم المنح الدراسية - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

نظّمت الجامعة الأمريكية في الشارقة، برعاية وحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الجامعة، سحوراً خيرياً بعنوان «طريق الحرير.. رحلة عطاء وتواصل» استوحى من الإرث العريق لطريق الحرير، ومزج بين الثقافة والتبادل الحضاري والتجاري والعطاء، في أمسية هدفت إلى توسيع آفاق التعليم، وجمعت نخبة من المفكرين والفنانين والقادة وأفراد مجتمع الجامعة في احتفاء بروح الكرم.
وتوجت الأمسية بجمع مليوني درهم، لدعم المنح الدراسية للطلبة من فئات مختلفة، بمن فيهم ذوو الإعاقة، ومن يواجهون تحديات مالية واجتماعية، والقادمين من مجتمعات متعثرة وأقل حظاً.
مسؤولية مشتركة
وقالت الشيخة بدور: «التعليم رحلة فردية ولكنه في الوقت ذاته مسؤولية مشتركة. في الجامعة، نؤمن أن استثمارنا في الطلاب، استثمار في مستقبل الأفراد والاقتصادات والمجتمعات. ويُعبّر اجتماع الليلة عن القوة الإيجابية للعطاء الجماعي. فالمعرفة ينبغي ألا تكون مقيّدة أبداً بالعوائق المالية، بل قوة تجمعنا، وتدعمنا، وتمكننا جميعاً. هذه هي رسالتنا بالجامعة، ونحن فخورون بمشاركتها مع مجتمعنا».
وقال الدكتور تود لورسن، مدير الجامعة «تماماً كما ربط طريق الحرير بين الناس، وكان سبيلاً لتبادل الأفكار والحضارات، فإن التعليم جسر يؤدي إلى المزيد من الفرص والتقدم. تقع على عاتقنا مسؤولية مشتركة لضمان عبور كل طالب مؤهل لهذا الجسر بغض النظر عن أوضاعه. وهذه الأمسية تعكس التزام مجتمعنا بفتح هذه المسارات أمام طلبتنا ودعمهم في رحلتهم نحو مستقبل أكثر إشراقاً».
الابتكار والعطاء
شهد السحور كلمة افتتاحية ألقاها الدكتور جاستن ستيرنز، أستاذ في دراسات مفترق الطرق العربية في جامعة نيويورك أبوظبي، تلتها جلسة نقاشية بعنوان «الإرث التجاري لطريق الحرير.. التجارة والابتكار والعطاء» أدارها الشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، وضمّت نخبة من الشخصيات، منهم الشيخة لبنى القاسمي، خريجة الجامعة والوزيرة السابقة للتسامح والاقتصاد والتجارة الخارجية والتنمية والتعاون الدولي، وطلال أبو غزالة، مؤسس ورئيس مجموعة طلال أبو غزالة، ومشعل كانو، خريج الجامعة ورئيس مجلس إدارة مجموعة كانو. ناقش المتحدثون التأثير المستمر لطريق الحرير في تشكيل التجارة والابتكار وتبادل المعرفة بين الماضي والحاضر.
التأثيرات الشرقية والغربية
كما احتفى السحور بالفنون والتعبير الإبداعي، حيث قدّم فنانون من برنامج الفنان المقيم في الجامعة الذي أطلقته أخيراً لدعم الفنانين من جميع أنحاء العالم لتطوير أعمالهم والتفاعل مع مجتمع الجامعة، عروضاً مميزة، حيث قدّمت الشاعرة والأكاديمية الدكتورة عفراء عتيق، قصيدة متعددة اللغات تعكس قيم العطاء والتواصل الإنساني. في حين كشفت الفنانة التشكيلية الدكتورة نجاة مكي، عن عمل فني مستوحى من التبادل الثقافي على طريق الحرير، وقوة التعليم في إحداث التحولات المجتمعية. كما أبدعت فاطمة الهاشمي، مغنية الأوبرا، في تقديم عرض موسيقي يمزج بين التأثيرات الشرقية والغربية، ليجسّد روح الوحدة التي لطالما ميّزت طريق الحرير.
وازدانت الأمسية بعرض موسيقي ملهِم قدمه الدكتور ألبرت آغا، أستاذ مساعد في الموسيقى ومنسق برنامج الفنون المسرحية في الجامعة، وسما الطائي، الفنانة وخريجة الجامعة، بمرافقة الأوركسترا العربية التي قدمت ألحاناً جسدت روح الأمل والتواصل، معبّرة بإحساس عميق عن التأثير العابر للحدود الذي يصنعه التعليم.
وشهدت الأمسية عرض فيديو خاص بمبادرة تبرعات «المقعد التذكاري» التي أطلقتها الجامعة، ونجحت في حصد 700 ألف درهم خلال «يوم العطاء»، ما يعكس التأثير العميق لهذا الدعم على حياة الطلبة.
ولتعزيز أثر هذه الأمسية، أقيم مزاد خيري بعنوان «من أجل مستقبل أكثر إشراقاً» لدعم المنح الدراسية في الجامعة. تضمن مجموعة حصرية من القطع الاستثنائية، من بينها لوحة فنية باسم «بدون عنوان»، تبرع بها الفنان الشهير محمد أحمد إبراهيم، وسجادة «نوراي» المصنوعة يدوياً، قدمتها «جايبور رجز»، وعقد من الذهب الوردي تبرعت به «ريبوسي» لدعم الطلبة ذوي الإعاقة، وسبيكة ذهبية للجامعة من عضو مجلس الأمناء التي كانت قد حصلت عليها من حدث خيري للجامعة وأعادت التبرع بها من أجل المزاد، وسبيكة ذهبية أخرى تبرعت بها نجلاء المدفع، نائبة رئيس مجلس إدارة مركز الشارقة لريادة الأعمال «شراع»، وعمل فني بعنوان «حوارات ثقافية» من إبداع الدكتورة نجاة مكي، وعمل فني آخر تبرعت به الفنانة الإماراتية فايزة محمد حس، فضلاً عن رقمين مميزين للوحات سيارات في الشارقة، تبرعت بهما القيادة العامة لشرطة الشارقة، بمساعدة الإمارات للمزادات. شكلت كل مزايدة استثماراً في مستقبل مشرق لتغيير حياة الطلبة عبر التعليم، وجسد روح العطاء والالتزام الجماعي بصنع أثر حقيقي.
كما استضاف السحور معرضاً للسجاد بدعم «جيبور رجز»، حيث خُصصت 20 في المئة من عائداته للمنح الدراسية. وقدّمت «فيل جود تي» تجربة تفاعلية فريدة عن فنون تحضير الشاي، وتخصيص 50 في المئة من عائدات باقات الشاي المميزة لدعم المنح الدراسية، في خطوة عكست روح العطاء والأثر المجتمعي الإيجابي. واستمتع الحضور بالمذاق الغني لزيت الزيتون البكر الممتاز من «مكنون»، أحد أرقى كنوز الطهي، حيث خصص 25 في المئة من عائدات بيع كل زجاجة لدعم المنح الدراسية، وفتح أبواب الفرص أمام الطلبة المحتاجين.
وحظيت الأمسية بدعم مجموعة «ألف» بصفتها الراعي الرسمي للحدث، إلى جانب دعم مجموعة بيئة، والهلال للمشاريع، وبنك الشارقة الإسلامي، وبنك الاستثمار، وبنك الشارقة، واستثمر في الشارقة، ومركز الشارقة لريادة الأعمال «شراع»، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي، ورينتك، التي تدعم مساهماتهم المنح الدراسية لطلبة الجامعة. كما شاركت «توباز» مساهماً في إنجاح هذا الحدث.
قال عيسى عطايا، الرئيس التنفيذي لمجموعة ألف: «يمثل هذا السحور، نموذجاً يُجسّد أهمية التعاون في دعم التعليم وتعزيز التنمية المجتمعية. ويحمل هذا العام شعار«طريق الحرير: رحلة عطاء وتواصل»، الذي يعكس قيم التبادل الثقافي والازدهار المشترك، وهي مبادئ تتماشى مع رؤيتنا. ويسعدنا أن نكون جزءاً من هذا الحدث المميز، لتأكيد التزامنا ببناء مجتمعات عصرية نابضة بالحياة».
وتحدثت ريم بردان، المديرة التنفيذية لمكتب التطوير وشؤون الخريجين في الجامعة عن نجاح الأمسية وأهمية الشراكة في تحقيق رسالة الجامعة، قائلةً: «كان السحور الخيري شهادة حية على قوة المجتمع عندما يتّحد من أجل التعليم. كل مساهمة قُدّمت هذا المساء تفتح الأبواب أمام الطلبة الحالمين والطموحين والمبدعين لمنحهم الفرصة التي يستحقونها للتفوّق والريادة».

أخبار ذات صلة

0 تعليق