أمسية سودانية تجمع فنون الشعر والتشكيل في «النادي العربي» - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الشارقة: «الخليج»
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول الجمعة، أمسية ثقافية سودانية تضمّنت معرضاً تشكيلياً للفنان بكري بلال، وندوة عن الشاعر الرائد المرحوم صالح عبد السيد أبو صلاح، وفقرات طربية للفنانين محمد بدوي أبو صلاح وعثمان الفحيل، وكانت أمسية مفعمة بالفن والشعر والرؤى الفكرية الثاقبة التي سلّطت الضوء على جوانب من تاريخ ومسيرة الفن التشكيلي والشعر والغناء في السودان، وحضرها الدكتور عمر عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة النادي.
معرض الفنان بكري بلال كان بعنوان «اتكاءة في محراب مروي» وضم نحو ثلاثين لوحة من الحجم الصغير، وتشكل تجربة واحدة متكاملة، وهي من أحدث ما أنتجه هذا الفنان المتميز الذي ولد عام 1943 في أم درمان، ولم يزل يمارس فن الرسم منذ ستينات القرن الماضي إلى اليوم، وهو حاصل على بكالوريوس الفنون الجميلة، وقد أقام أكثر من أربعين معرضاً تشكيلياً بالسودان والكويت والسعودية ولندن وسويسرا وكاليفورنيا.
وفي حديثه عن تجربته أكد بكري بلال أنه استلهم في أعماله التراث السوداني على تنوعه وغناه بدءاً من تراث النوبة في الرسم والكتابة على الجدران، والفنون الإفريقية بكل تنويعاتها، كما استلهم أعمال فناني الواقعية والانطباعية، وفنون الخط العربي والزخرفة الإسلامية، والعمارة، وغيرها، واستطاع من بين ذلك كله أن يكون له أسلوبه الخاص.
الدكتور عبدو عثمان عطا الفضيل استعرض تجربة بلال في السودان ووصفها بأنها اتسمت بالألوان القوية التي تتماشى وألوان التراب والطبيعة، كما كانت شخصياته شبه واقعية مملوءة بالزخارف، وكان يركز فيها على العيون وتعبير النظرات القوية، ولاحظ الفضيل أن هذه السمات الفنية تغيرت بعد هجرة بلال من السودان، ويظهر ذلك من خلال معرضه الراهن الذي تبدو فيه الألوان أخف وتتسم بطابع الفرح، وقد أصبحت نظرات شخوصه غامضة، إلا أنه ما زال يستلهم الزخارف السودانية، خاصة من بيئة مروي وأم درمان التراثية، وفي تجربته استخدم كل أنواع الخامات مثل القماش والورق وألوان الماء والزيت والأكرليك.
الدكتور عمر عبد العزيز في مداخلة له قال: «إن لوحات المعرض في مجملها أنجزها الفنان في عام 2024، ما يدل على نشاط وإصرار على العطاء وهو في هذا العمر المتقدم، وتمثل هذه اللوحات جملة بصرية واحدة تركز على الخلفية الزخرفة الإفريقية، وتعبر عن وجود مركزي للمرأة في مشهد الحياة الإفريقية، كما تعبر عن تجذر الفنان في التاريخ والتواصل الدائم معه».
أما الندوة التي أقيمت بمناسبة الذكرى الستين لوفاة الشاعر الرائد عبد السيد أبو صلاح، فشارك فيها: د. محمد عبدالله الزيح، وبدوي صالح عبد السيد، وقدمها الإعلامي الزبير سعيد.
واستهل بدوي عبد السيد حديثه عن أبيه صالح عبد السيد قائلاً: إن بوصلاح شاعر سوداني، وصاحب مدرسة متفردة عرفت بمدرسة «الحقيبة»، التي راجت في النصف الأول من القرن العشرين، وكان لها أتباع كثر استلهموا الشكل الشعري الذي بدأه بوصلاح، وهو من مواليد أم درمان عام 1890، كان مولعاً بقراءة الشعر ومطالعة الأدب، فقرأ الشعر العربي القديم والحديث، وتأثر بدواوين ابن الفارض وابن أبي ربيعة والبرعي والبصيري، كتب في صغره بالعربية الفصحى، ثم بعدها كتب الشعر الغنائي الدارجي، وهو أبرز شاعر غنائي في تاريخ السودان، وكان يسبك الشعر سبكاً جيداً، وله تعبيرات متفردة غاية في الروعة، ووصف دقيق متفوق بالغ الإجادة، فضلاً عن غزارة الإنتاج، حيث نظم عدداً كبيراً من أغاني الحقيبة، ومن أشهر قصائده المغناة (فريع البان المن، نسمة يتمايل، جدية السراح، الدلال والغرام عيوني، بلغ الأقوال يا هلال، يا غزال الروض، يا جوهر صدر المحافل).
وأما الدكتور محمد عبدالله الريح، فقال: «الفن هو أن تقول أشياء معقدة بلغة بسيطة، وهذه كانت طريقة أبو صلاح في فنه الشعري، فقد استخدم السهل الممتنع، وركز على الجمل القصيرة والإيقاع الراقص الذي يستميل الآذان، فكان شعره يدخل إلى القلوب بسرعة، وهذا ما ضمن له أن يقبل المغنون على شعره».
وشهدت الأمسية الثقافية السودانية فقرات غنائية للمطربين محمد بدوي أبو صلاح وعثمان الفحيل، ركزا على أغاني بوصلاح، وأثارت حماساً وطرباً وتصفيقاً عارماً من الجمهور.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق