إعداد: عائشة خمبول الظهوري
يقع متحف القوارب الشراعية في قرية سينارث الويلزية في المملكة المتحدة، وعلى ضفاف نهر تيفي، وهو وجهة فريدة لعشاق التراث البحري. يركز هذا المتحف الصغير على عرض تاريخ «الكوراكل» وهي القوارب الشراعية غريبة الشكل التي تعد جزءاً من التراث الويلزي العريق. تعود جذور استخدام هذه القوارب إلى العصور القديمة؛ إذ كانت تُستخدم في المقام الأول لصيد الأسماك في الأنهار والجداول الضحلة.
القوارب الشراعية الخشبية، التي تبدو وكأنها سلال ضخمة تطفو على الماء، صُممت بشكل يجعلها مثالية للملاحة في المياه الضحلة بفضل قاعها المسطح. كما أنها كانت خفيفة وسهلة النقل،؛ إذ كان الصيادون يحملونها على ظهورهم كالقواقع، كما يتم استخدامها بشكل ثنائي مع نشر شبكة صيد بين قاربين، ما سمح لكل صياد بالتجديف بيد واحدة بينما يقوم بالصيد باليد الأخرى.
على الرغم من أن نماذج مشابهة من القوارب الشراعية ظهرت في مناطق مختلفة حول العالم، فإن ويلز تعد من الأماكن القليلة في أوروبا التي لا تزال تحتفظ باستخدامها حتى اليوم، خاصة في صيد سمك السلمون المرقط، الذي يعد من الأطعمة الشهية المحمية في المنطقة. المتحف الوطني للقوارب الشراعية، والذي يقع في طاحونة دقيق تاريخية تعود للقرن السابع عشر، لا يكتفي بعرض القوارب المحلية فقط؛ بل يحتوي على مجموعة متنوعة من القوارب الشراعية من الهند والعراق والأمريكيتين، وترافق هذه المجموعة الفريدة لوحات ونماذج وعروض أرشيفية تقدم للزوار لمحة عن الحرف اليدوية المستخدمة في بناء هذه القوارب عبر الزمن.