الشارقة: راندا جرجس
يُشكل جناح «اقتناء» للكتب النادرة والمخطوطات القديمة، إحدى الوجهات الثابتة التي يحرص جمهور معرض الشارقة للكتاب على التوقف أمامها لتأمل الوثائق والخرائط المحفوظة في الخزائن الزجاجية المغلقة، والتي تحيط بها إضاءات بأنوار خافتة، والعودة إلى العصور الماضية .
تتوج هذه الكنوز التاريخية، واحدة من أقدم المخطوطات، كتاب «ألف ليلة وليلة» باللغة العربية، وكُتبت في تركيا على ألواح من الجلد الطبيعي، ويعود تاريخها لعام 1608، وتتسم المخطوطة المُكتشفة حديثاً بأهميتها البالغة، كونها واحدة من بين ثلاث أقدم نسخ معروفة عالمياً، والمجلد الوحيد الكامل ويتضمن نحو 120 قصة، وترجع لفترة تسبق أول نسخة مطبوعة بنحو قرنين، ويصل سعرها إلى 650 ألف يورو.
وترافق المخطوطة أول نسخة مطبوعة من كتاب «ألف ليلة وليلة»، والتي تمت طباعتها في عام 1835، ما يوفر للزوار لمحة عن تطور هذه المجموعة الأدبية العالمية.
وأشار هوجو ويتشرك مدير جناح «اقتناء»: إلى أن هذه المخطوطة تُعد من بين ثلاث أقدم نسخ معروفة عالمياً، ويعود الاختلاف بين مخطوطات «ألف ليلة وليلة» إلى تعدد النسخ التي تم تداولها عبر القرون، ولفت إلى أهمية هذه المخطوطات في البحث الأكاديمي، قائلاً: «إذا حصلت إحدى المؤسسات في الإمارات أو السعودية على هذه المخطوطة، فستكون الأهم من نوعها في آسيا».
وأضاف ويتشرك: «نموذج أعمالنا يقوم على الخبرة والفهم العميق لقيمة هذه القطع، وهذا هو السبب الذي يجعل العملاء يثقون بنا في مساعدتهم على شراء وبيع مثل هذه الكنوز، ودائماً ما نستعين بفريق من الأكاديميين والخبراء لتوثيق كل قطعة بشكل دقيق، ما يضمن الحفاظ على قيمتها التاريخية للأجيال القادمة».
وأكد ويتشرَك على أن الحصول على مثل هذه المخطوطة يتطلب إجراءات معقدة وكلفة كبيرة، كما نلتزم بمعايير صارمة في الحفاظ على هذه المقتنيات، إذ تأسست «اقتناء» في عام 1883 وباتت من بين قلّة من المؤسسات العالمية التي تعمل بهذه الدرجة من الاحترافية.
0 تعليق