معلم الظل.. رواتب ضعيفة وقدرات تعاني عدم التقدير - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحقيق: شيخة النقبي

تولي الإمارات اهتماماً متزايداً بالتربية الخاصة في التعليم، ولم تفصلها عن التعليم العام عبر المدارس الدامجة، تأكيداً على الاهتمام بأصحاب الهمم، وهو ما تطلب إعداد معلمين قادرين على سد احتياج هذه الفئة، وظهر «معلم الظل» الذي يُعد مساعداً تربوياً يعمل بشكل مباشر مع طالب واحد لتقديم الدعم الأكاديمي والاجتماعي والسلوكي له، ويعمل جنباً إلى جنب مع معلم الصف، ويعتبر همزة الوصل بين معلم الصف ومعلم التربية الخاصة والأسرة.
ويحتاج معلم الظل إلى مهارات خاصة تمكّنه من التعامل مع الطلاب من أصحاب الهمم، وفي التحقيق التالي، تناقش الخليج أهمية توافر هذه المهارات التي تتطلب حضور دورات تدريبية وورش خاصة، في حين أكد خبراء وتربويون أن هذه المهمة تواجه تحديات عديدة وطالبوا بالتغلب عليها، فيما تباينت آراء أولياء الأمور، حول الاستعانة بمعلم الظل، بين أن راتبه يمثل عبئاً مادياً إضافياً، فيما يرى آخرون أن ما يفعله هذا المعلم يهوّن أي ضغوط، مطالبين بتخفيض الرسوم الدراسية لأصحاب الهمم.
ترى ذكرى اليافعي أخصائية تعديل سلوك الأطفال والمراهقين، أن معلم الظل هو الشخص الذي يمتلك المهارات والخبرات اللازمة التي تُمكنه من تحفيز الطلاب والأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة وتعزيز قدراتهم، ويعمل بالتوازي مع الأسرة والمدرسة وجميع الجهات المرتبطة بحياة الطالب الذي يتولى مسؤوليته.
آلية التعيين
بيّنت ذكرى اليافعي، أنه يتم تعيين معلم الظل في أبوظبي من خلال مراكز أصحاب الهمم، حيث يتم اختياره عن طريق مقابلة مع المسؤولين، ويفضل أن يكون حاصلاً على درجة البكالوريوس في مجالات التربية الخاصة أو رياض الأطفال، والانضمام للدورات التي تساعده على تصميم وتوصيل الدروس والمواد التعليمية بشكل فعال للطلاب، وحضور الورش الخاصة باستخدام التقنيات البصرية والسمعية في تعزيز التفاعل والتعلم المثالي للطلاب، حتى يستطيع فهم قدرات الطالب وكيفية التعامل معه.
ولفتت إلى ضرورة تمتع معلم الظل بمهارات شخصية مثل التواصل والقدرة على التفاعل مع الطلاب وذويهم، والعمل الجماعي، والقدرة على التعامل مع أطفال أصحاب المهارات الخاصة، وإجادة مهارات متابعة الأطفال، والقدرة على ملاحظة تصرفات وردود أفعال التلاميذ، إضافة إلى القدرة على توجيه الطفل خلال الأنشطة المدرسية المتنوعة.
وأشارت إلى التحديات التي يواجهها معلم الظل في بيئة العمل، والتي تتمثل في صعوبة فهم الحالة التي يواجهها حيث إن بعض الطلاب يحتاج لتقييم وتشخيص مستمر، وتطور الطالب يعتمد على تكامل جهوده مع المدرسة والأهل والتنسيق بينهم، أما أبرز التحديات هي، عدم توافر الأنظمة والمعدات التقنية التي تساعد المعلم على إنجاز مهامه على أكمل وجه، كما أن هذه الوظيفة تسبب أحياناً الشعور بالضغط النفسي والعاطفي.
الاستراتيجيات والخطط
قالت فاطمة الصرايرة أخصائية نفسية، إنه بعد تأكيد سياسة حق الدمج لأصحاب الهمم وتضمين حقهم في الدمج المدرسي، تم وضع كافة الاستراتيجيات والخطط والبرامج، ومن ضمنها وضع معلم الظل مع بعض الحالات في المدارس الحكومية كاضطراب التوحد أو الإعاقة الذهنية والإعاقة الجسدية، بهدف السلامة والتعاون مع فريق التربية الخاصة في تعميم الخطط وشرحها للمعلم.
وأوضحت أنها أعدت دراسة علمية تم نشرها، قدمت خلالها 6 توصيات هامة لتحسين أداء معلمين الظل، وهي: تعزيز مهارات التواصل والتفاعل الإيجابي مع الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد عن طريق تقديم دورات تدريبية لتطوير هذه المهارات، وتعزيز تطوير المهارات الاستقلالية والسلوك التكيفي لديهم بتصميم أنشطة وبرامج تعليمية ملائمة، وتعزيز التعاون والتنسيق بين معلمات الظل ومعلمي التعليم العام لضمان تلبية احتياجات الأطفال وتحقيق النجاح الأكاديمي، وتقديم تقارير دورية ومستمرة حول تقدم الأطفال وأدائهم ومشاركة هذه التقارير مع أولياء الأمور، وتعزيز التثقيف والتوعية بحالة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد داخل المجتمع المدرسي وتشجيع الفهم والتفهم من قبل المجتمع المدرسي، ويمكن تطوير برامج خاصة تستهدف تنمية مواهب وقدرات الأطفال لتعزيز تفوقهم وتطوير مهاراتهم الفردية.
مقومات نجاح
أكد الخبير التربوي الدكتور فراس صلاحات، أن رؤية دولة الإمارات وفرت أهم مقومات إنجاح دمج أصحاب الهمم في الصفوف الدامجة، وأثبتت التجربة أن أهم مقومات نجاح عملية الدمج هي وجود معلم ظل، وأوضح أن أهم التحديات التي تواجهه هي الخبرة العملية للتعامل مع مختلف فئات أصحاب الهمم، لذلك تم تجهيز برامج تدريبية متخصصة.
وأوضح أن معلم الظل يواجه تحدياً آخر وهو تكليفه بمهام خارجه عن مهامه الأساسية، وتم حل هذه المشكلة بوضع لائحة بالمهام الموكلة إليه، كذلك ليس من السهل عليه الاستئذان كونه مرتبطاً بدوام الطالب المرافق له، وشدد على ضرورة توعية ولي الأمر بأدوار معلم الظل داخل المدرسة والتعامل معه بكل رقي واحترام، خصوصاً وأن تعود الطالب على معلم الظل يسبب صعوبة تقبل معلم آخر.
التحديات والصعوبات
قالت محللة السلوك تسنيم أبو روزا: إن معلم الظل يواجه العديد من التحديات والصعوبات، منها عدم حصوله على التدريب الكافي ليقوم بدوره الهام، وإن تدريبه وتأهيله يحتاج لمختصين، ولفتت الانتباه إلى أن معظمهم لم يتلقوا التدريب الكافي للتعامل مع أصحاب الهمم ولا يعرفون كيفية دعمهم ومساعدتهم على التطور والنمو دراسياً وسلوكياً واجتماعياً.
وأشارت إلى أن انخفاض الرواتب يسبب عزوف المعلمين من أصحاب الخبرة والتأهيل عن القيام بدور معلم الظل، فيبقى من لم يتلقَ التعليم الجيد ومن ليست لديه الخبرة الجيدة القيام بهذا الدور، وهي إحدى تحديات عملية الدمج، وللتغلب على هذه التحديات لابد من أمرين مهمين، الأول الحرص على تدريب وتأهيل معلمي الظل من قبل مختصين مؤهلين، والثاني تدريب الكادر المدرسي بأكمله بدءاً بالعاملين على كيفية التعامل ودعم الطلبة من أصحاب الهمم.
ضعف التواصل
قال اختصاصي اضطراب طيف التوحد سند مجاهد، إن أحد التحديات التي تواجه معلم الظل هي عدم وضوح دوره الوظيفي لدى بعض القيادات المدرسية والكوادر التعليمية بالمدارس الدامجة، والخلط بين دوره ودور المعلم المساعد، إضافة إلى القصور في البرامج والدورات التدريبية المقدمة لمعلم الظل، والقصور في التجهيزات المدرسية من وسائل تعليمية وغرف مصادر، وقلة تعاون بعض معلمي التعليم العام معه، وعدم فهم بعض معلمي الظل لأساليب واستراتيجيات التعامل مع الطلبة، وضعف التواصل مع الأسر للتعرف بشكل يومي على التحديات التي تواجه الطالب.
اختيار المعلم
قالت لمياء النجار مديرة مدرسة خاصة: إن دور اختيار معلم الظل للطالب من أصحاب الهمم في المدارس الخاصة تتم عن طريق ولي الأمر، حيث إنه المسؤول عن إحضار المعلم لابنه والتكفل بدفع راتبه، والمدرسة ليس لديها أي صلاحية بإجبار ولي الأمر على إحضار معلم الظل للطالب.
أعباء مالية
قال ولي الأمر سامر محمد: إن ابنه لديه طيف توحد ويرتاد مدرسة خاصة، وأنه يتكفل بإحضار معلم الظل له ودفع راتبه، مما يمثل عبئاً مالياً آخر، لذلك يطالب الإدارات المدرسية بتخفيض الرسوم الدراسية لأصحاب الهمم.
فيما أضافت هبة محسن، ولية أمر، أنه برغم العبء المالي على الأسرة، إلا أن ابنتها تعلمت الكثير من معلمة الظل وأصبحت تنتظر الصباح للذهاب إلى المدرسة.
وقالت ولية الأمر سامية جلال: إن أدوار معلم الظل مع الطالب عديدة وأبرزها، تسجيل الملاحظات ومتابعة تطور الطفل ونقاط التطور والضعف للعمل على تحسينها بالتعاون مع المتخصصين.

أخبار ذات صلة

0 تعليق