بيتر فرانكوبان: طريق الحرير يختزل تاريخ العالم - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الشارقة: «الخليج»
استضافت فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب بيتر فرانكوبان المؤرخ البريطاني الشهير، ومدير مركز الدراسات البيزنطية بجامعة أكسفورد، في جلسة حوارية حول طريق الحرير الذي استحوذ على اهتمام الكتّاب والروائيين ورجال الأعمال والسياسيين على مدار التاريخ، وأخذ فرانكوبان جمهور الجلسة في رحلة معرفية شيقة لاستكشاف الأهمية التاريخية لطريق الحرير، وجاذبيته الدائمة في الكتابة الخيالية والواقعية. وتطرق لمسألة التبادل الثقافي والمغامرة وأثر الطبيعة في التطور الإنساني.
استهلت مقدمة الندوة الدكتورة مانيا سويد الندوة بتوجيه سؤال لفرانكوبان حول العلاقة بين الثقافة والتجارة والاقتصاد، حيث أوضح المؤرخ البريطاني الكبير، قائلاً: «كان السفر عبر الطرق التجارية القديمة هو أساس التواصل بين الشعوب والحضارات، حيث لم تكن تلك الطرق مجرد مسارات لنقل البضائع، بل جسور لنقل الأفكار والثقافات والعادات، لذلك أرى أن التجارة لم تسهم فقط في تنمية الاقتصاد، بل خلقت تفاعلات ثقافية عميقة تركت بصماتها على الفن، واللغة، والعادات الاجتماعية في مختلف المجتمعات».
وتطرق بيتر فرانكوبان إلى كتاب له صدر بعنوان «طريق الحرير تاريخ جديد للعالم» لافتاً الانتباه إلى أن تصوير طريق الحرير غالباً ما يأتي رومانسياً في الكتب والروايات، حيث يُختزل هذا الطريق إلى قصص عن الكنوز الغامضة والمغامرات المثيرة والسفن الغارقة المحملة بالفخار والذهب، بينما يعدّ بمنزلة شبكة واسعة من الطرق الحيوية التي ربطت بين آسيا وأوروبا وإفريقيا، وأسهمت في انتقال العلوم والأفكار والأديان بقدر ما أسهمت في نقل البضائع، وقال: «طريق الحرير هو قصة تفاعلات حضارية معقدة، مليئة بالتحديات السياسية والصراعات والتبادلات الثقافية، وهو محور حقيقي للتاريخ العالمي، حيث تشكلت الهويات والثقافات على طول مساراته».
في ختام ندوته تحدث فرانكوبان عن كتابه «الأرض المتحولة.. تاريخ غير مروي»، الذي قدم فيه سرداً مبتكراً لتاريخ البشرية على مدار 5 مليارات عام، لكنه تناوله من منظور بيئي، حيث استعرض كيف أثرت التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية عبر العصور في تطور الحضارات والثقافات، والدور الحاسم الذي لعبته البيئة في تشكيل مسارات التاريخ، وما سببته من تغييرات جذرية على المستويين الاقتصادي والسياسي، مثل انقراض بعض المجتمعات وازدهار أخرى.
ومن خلال تحليله للمصادر التاريخية والجغرافية، عرض فرانكوبان تاريخاً غير معروف للعالم، يركز على التفاعل المستمر بين البشر والطبيعة، ليكشف أن التقلبات البيئية كانت دوماً جزءاً لا يتجزأ من قصة الإنسانية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق