الشارقة: «الخليج»
شهدت فعاليّات معرض الشارقة الدوليّ للكتاب ندوة حواريّة بعنوان: «اللّغة العربيّة في عيون الطلّاب البولنديّين»، للإضاءة على تجربتهم في تعلّم اللّغة العربيّة في مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة، بمشاركة الدّكتورة بربارا ميخالاك بيكولسكا، رئيسة قسم اللّغة العربيّة ومديرة معهد الاستشراق في جامعة ياجيلونسكي بمدينة كراكوف، بولندا، وقدّمتها هبة هشام، الباحثة اللغويّة في المجمع.
واستهلّت الدكتورة بربارا النّدوة باستعراض العلاقات الوثيقة بين جامعة ياجيلونسكي ومجمع اللّغة العربيّة بالشارقة، التي بدأت في عام 2018م، وأضاءت على تاريخ تأسيس قسم اللّغة العربيّة في الجامعة، الذي يعود إلى عام 1919م، ما يجعله واحداً من أقدم مراكز اللّغة العربيّة في أوروبّا وأقدمها في بولندا.
وحول أسباب تعلّم اللّغة العربيّة، أكّد الطلّاب المشاركون في النّدوة أنّ اهتمامهم باللّغة العربيّة يعود إلى اهتمامهم بلغات الشرق الأوسط والدراسات الاستشراقيّة، وغنى اللّغة العربيّة وثرائها الثقافيّ والمعرفيّ، مشيرين إلى أنّ أبرز المعالم التي نالت إعجابهم في الشارقة ، مجمع اللّغة العربيّة، ومجمع القرآن الكريم، والمخطوطات النّادرة التي يحتضنها من قرون مختلفة، إلى جانب المدينة الجامعيّة.
وتناول الطلّاب التّحدّيات الّتي واجهتهم خلال تعلّم اللّغة العربيّة، ومنها الاستماع، واختلاف الحروف الأبجديّة العربيّة عن حروف اللّغات الأوروبّيّة، ومخارج نطق الحروف، وكثرة المفردات المترادفة عموماً والتي تختلف بمعانيها الدّقيقة، واختلاف اللّهجات العربيّة العاميّة، التي تعلّموا منها اللّهجتين السوريّة والمصريّة، مؤكّدين أنّهم يفضّلون العربيّة الفصحى.
وعمّا يميّز اللّغة العربيّة عن غيرها، أشار الطلّاب إلى بلاغتها كالتّعبير عن درجات الصّداقة الّتي تشمل: رفيق، وصديق، وصاحب، وجليس، ونديم، وقرين، وغيرها، إلى جانب القدرة على التّعبير عن النّفس بشكل أفضل بسبب دقّة معاني المفردات، مؤكّدين أنّ علاقة العرب مع لغتهم لا تقتصر على التّواصل والكتابة كنظرائهم الأوروبّيّين، وإنّما تصل إلى الشّغف والاحترام والتقدير.
وشدّد الطلّاب على أنّ اللّغة شكّلت مفتاحاً لفهم الثّقافة العربيّة، وأنّ بعض المفردات العربيّة وجدت طريقها إلى اللّغة البولنديّة، مثل كلمة «أدميرال»، والتي تعني «أمير»، مشيرين إلى تأثير العربيّة على الثّقافات الأوروبّيّة، حيث لعبت عملية التّرجمة في «بيت الحكمة» التّاريخيّ ببغداد دوراً بارزاً في تطوّر الفلسفة والعلوم الأوروبّيّة.
وحول النّصائح التي يقدمونها لمن يرغب تعلّم اللّغة العربيّة، أشار الطلّاب إلى أهمّيّة دراسة التّواصل مع المعلّم وعدم الاعتماد على التطبيقات، وضرورة الممارسة العمليّة وعدم الاكتفاء بالتعلّم النّظريّ، ومحاولة السفر إلى دول عربيّة لممارسة اللّغة العربيّة مع العرب، وتطوير مهارات الاستماع من خلال مشاهدة الأفلام والمسلسلات ونشرات الأخبار باللّغة العربيّة، وتعزيز التّجارب مع الجمعيّات الطلّابيّة في الجامعات، والمشاركة في الأنشطة والفعاليّات المتعلّقة باللّغة العربيّة.
0 تعليق