اختتام أعمال الدورة الأولى من مؤتمر دبي الدولي للمكتبات بمكتبة محمد بن راشد - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

* عرض أحدث الابتكارات في قطاع المكتبات والمعلومات
* مناقشة المكتبات المستدامة وحفظ وترميم الأرشيف
دبي «الخليج»
اختتمت بنجاح كبير ومشاركة واسعة، أعمال الدورة الأولى من مؤتمر دبي الدولي للمكتبات 2024، إحدى أبرز الفعاليات المعنية بقطاع المكتبات والمعلومات على المستويين المحلي والدولي، الذي نظمته مكتبة محمد بن راشد تحت شعار «مكتباتنا: الماضي، الحاضر، والمستقبل»، على مدار الفترة بين 15- 17 نوفمبر الجاري، بمشاركة أكثر من 70 متحدثاً من حول العالم، وحضور من أكثر من 76 دولة، على رأسها الإمارات العربية المتحدة والهند وجنوب إفريقيا ومصر وسلطنة عمان.
وسجل في الدورة الأولى من نوعها لمؤتمر دبي الدولي للمكتبات، نحو 2500 مشارك من عدة بلدان حول العالم، حيث تنوعت خلفيتهم المعرفية والمهنية والثقافية بين العاملين والمختصين في مجال المكتبات والمعلومات والأكاديميين والعاملين في مجال الأرشيف، والمسؤولين الحكوميين وصانعي القرار في هذا القطاع الحيوي، لتبادل الأفكار والخبرات والتعرف إلى أحدث الممارسات في قطاع المكتبات والمعلومات. كما أن أكثر فئات الحضور كانت من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عاماً، ما يعكس اهتمام الجيل الجديد بتعزيز ثقافة المكتبات وتطويرها.
*70 جلسة حوارية
شهد المؤتمر، تنظيم قرابة 70 جلسة حوارية ونقاشية وورشة عمل وندوة، سلطت الضوء على عدة موضوعات كأنظمة المكتبات، والملكية الفكرية، والذكاء الاصطناعي، والمكتبات المستدامة، وحفظ وترميم الأرشيف، ودور العمل الخيري في ضمان الوصول إلى الكتب.
وعلى هامش المؤتمر، استعرضت شركات «كلاريفيت»، و«نسيج»، و«هيئة المكتبات السعودية»، و«فوليت»، أحدث التقنيات والابتكارات التي تعيد تشكيل مستقبل إدارة المكتبات والمعلومات في المؤسسات الأكاديمية والقطاعات الخاصة، في خطوة مهمة شكلت فرصة مميزة للتعرف إلى حلول تقنية متقدمة، والتفاعل مع خبراء الصناعة، واستكشاف منتجات وخدمات تلبي متطلبات العصر الرقمي.
وحظي الضيوف والمشاركون في الدورة الأولى لمؤتمر دبي الدولي للمكتبات بتجربة استثنائية من الضيافة العربية الأصيلة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى تنظيم حفل عشاء خاص لكبار الشخصيات على ضفاف خور دبي، مع أجواء متفردة تجمع بين الابتكار والاحتفاء بالتقاليد العربية العريقة، تخلله عرض استثنائي لطائرات الدرون، استمر لمدة 12 دقيقة، حيث استعرض شعاري مكتبة محمد بن راشد ومؤتمر دبي الدولي للمكتبات بأسلوب فني وبصري مبتكر. وخلصت الدورة الأولى من مؤتمر دبي الدولي للمكتبات، إلى مجموعة من التوصيات والمخرجات المهمة، من أبرزها تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في المكتبات لتحسين الخدمات المقدمة، وتطوير البنية التحتية للأمن السيبراني لحماية البيانات والمقتنيات الثقافية، والتعاون بين المكتبات الأكاديمية لدعم البحث والابتكار، وتبني سياسات الوصول المفتوح للمعلومات. وشددت التوصيات على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي من خلال الحفظ الرقمي، بالإضافة إلى دعم صناعة النشر المحلية وتطوير مهارات العاملين في قطاع المكتبات عبر برامج تدريبية متخصصة.
وفي ختام الفعاليات، نظمت اللجنة العليا لمؤتمر دبي الدولي للمكتبات، حفل تكريم بحضور محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، حيث كرم أعضاء اللجنة العلمية والتنظيمية، والمؤسسات المساهمة، والمتطوعين، تقديراً لجهودهم البارزة في إنجاح دورته الأولى وتحقيق أهدافها لتعزيز دور المكتبات كمحور أساسي لنشر المعرفة وبناء جسور ثقافية بين المجتمعات.
وشهد اليوم الثالث من مؤتمر دبي الدولي للمكتبات 2024 في مكتبة محمد بن راشد، سلسلة من الجلسات والمحاضرات الثرية التي سلطت الضوء على أحدث التطورات في قطاع المكتبات والمعلومات، والتحول الرقمي، ودور المكتبات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأهمية الابتكار في تقديم الخدمات المعرفية.
تناولت جلسة «أثر التحول الرقمي على الريادة»، والتي قدمها مسعود كوخر، رئيس المكتبات البحثية في المملكة المتحدة، التحديات والفرص التي يوفرها التحول الرقمي في المكتبات والمؤسسات المعرفية، والقضايا الرئيسية، ومن بينها صعوبات التوسع في التعامل مع البيانات والمحتوى الرقمي، والكفاءة في العثور على المعلومات وإعادة استخدامها، والاعتماد على أساليب تقليدية قديمة، والصعوبات في تعزيز عقلية النمو داخل المؤسسات.
وتضمنت الحلول المقترحة في الجلسة إعادة تموضع المكتبات كمنصات معرفية ديناميكية، والتوازن بين التقدم التكنولوجي مثل الذكاء الاصطناعي والاعتبارات الأخلاقية، وتعزيز التكيف وعقلية النمو بين الموظفين، وتشجيع التعاون الجريء لتقليل المخاطر ومعالجة التحديات النظامية. كما استعرضت مبادرات من مكتبات جامعة ليدز، مثل إنشاء معهد المكتبة لمستقبل المعرفة، والمشاركة في تأسيس شبكة المساواة في المعرفة، واستضافة ندوات دولية تهدف إلى تعزيز الوصول العادل إلى المعرفة وتطوير البنية التحتية.
وسلطت جلسة «مناشدة الأمم المتحدة للمكتبات: كيف يمكن للمكتبات توظيف أهداف التنمية المستدامة كمنهجية للتطوير»، بمشاركة لويدا غارسيا فيبو، المستشارة الدولية في مجال المكتبات وعضو مجلس إدارة الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (IFLA)، وستيفن ويبر، مدير الشؤون الخارجية في الاتحاد، الضوء على الدور الحيوي للمكتبات في تعزيز أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وركزت الجلسة على دور المكتبات كعوامل رئيسية للابتكار والتعليم وتمكين المجتمع، حيث توفر وصولاً عادلاً إلى المعلومات والموارد الرقمية مع تعزيز محو الأمية والحفاظ على الثقافة، وأهمية مواءمة الخدمات المكتبية الحالية مع أطر أهداف التنمية المستدامة، والدعوة لإدراجها في خطط التنمية المحلية والحضرية، وتعزيز الشراكات مع الحكومات والمنظمات الدولية. كما استعرضت قصص نجاح تُظهر مساهمات المكتبات في المدن الذكية، وريادة الأعمال، والعدالة الاجتماعية، مع معالجة التحديات مثل الفجوات الرقمية والعوائق التمويلية. ودعا المُتحدثان إلى تبني المكتبات التقنيات الناشئة، واعتماد استراتيجيات شاملة للمجتمعات المهمشة، وتطوير مؤشرات قابلة للقياس لإظهار تأثيرها على جهود الاستدامة العالمية.
*الهوية الثقافية
واستعرضت جلسة «المكتبات.. دليل على حرص وتحضر المجتمع»، الدور الجوهري الذي تلعبه المكتبات في تعزيز التعليم، وتحقيق الشمولية، والحفاظ على الهوية الثقافية، وأهمية المكتبات كمنارات معرفية تتيح وصولاً عادلاً للمعلومات، التي من شأنها وتقليص الفجوات الاجتماعية والاقتصادية وتوفير الموارد والفرص لجميع فئات المجتمع، مع التركيز على دورها في حفظ التراث الثقافي ونقل القصص المحلية للأجيال القادمة. وشارك بالجلسة روزماري شافاك، رئيسة رابطة المكتبات والمؤسسات المعلوماتية الإفريقية، ورانغاشري كيشور، المدير التنفيذي لمنظمة READ India، وكونستانتيا كونستانتينو، المديرة التنفيذية لمؤسسة Whiting، وانجيرو كوينانجي، مؤسس «بنك الكتاب» في كينيا.
واستضافت جلسة «دور المكتبات الوطنية في صياغة هوية الأمم»، ديفيد مانديل، مدير مركز المعارض والتفسير بمكتبة الكونغرس، وليزا سافولاينن، نائبة مدير المكتبة الوطنية في فنلندا، وأليسيا يو، مديرة مجلس المكتبة الوطنية في سنغافورة. وقدمت «يو» مشروعاً تفاعلياً يعتمد على الذكاء الاصطناعي ويهدف إلى جذب جمهور الشباب، مشددة على أهمية المقتنيات المادية في الحفاظ على ارتباط الأجيال بالمكتبات. واستعرضت سافولاينن دور المكتبات في دعم المهاجرين بفنلندا، وأهمية الرقمنة، وقيمة الأنشطة المصممة للأجيال الصاعدة. وركز مانديل، على ضرورة فهم «الحساسيات الثقافية»، وأهمية السرد القصصي الذي ينسجم مع اهتمامات الشباب، داعياً المكتبات إلى التكيف مع التحولات المجتمعية. واختتمت الجلسة بمناقشة التحديات التي تواجهها المكتبات الوطنية، مثل قيود التمويل، والتنافس في العصر الرقمي، والحفاظ على المواد غير الرقمية، مع تأكيد ضرورة بقاء المكتبات مرنة ومواكبة لاحتياجات المجتمع.
وركزت جلسة «زرع حب القراءة.. أهمية تضمين أدب الأطفال في المكتبات العامة»، بمشاركة تيسا مايكلسون شميت، مدير مركز الكتب التعاوني للأطفال «CCBC»، والكاتبة ميثاء الخياط، ورانغاشري كيشور، المدير التنفيذي لمنظمة READ India، والمؤلف والأكاديمي الدكتور أحمد الشعيبي، على الدور المحوري لأدب الأطفال في تعزيز ارتباط الأجيال بالقراءة مدى الحياة، وأهمية تصميم شخصيات جذابة وقريبة من الأطفال، ومعالجة الصراعات، ودمج الدروس الإبداعية لتشجيع الصغار على القراءة، وضرورة إنتاج كتب عالية الجودة، وتوفير تجربة قراءة ساحرة وجذابة للأطفال، وقصص نجاح من الهند، مثل المكتبات المتنقلة والمسابقات التي تشجع الأطفال على كتابة ونشر كتبهم. والتنوع في أدب الأطفال، وتمثيل تنوع المؤلفين والشخصيات والموضوعات.
وشهدت جلسة «الإبداع والابتكار في المكتبات»، والتي قدمها حسين أحمد السماك، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية المكتبات والمعلومات البحرينية، ممثل الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات في مملكة البحرين، استعراضاً لأبرز الممارسات والأفكار المبتكرة لتعزيز دور المكتبات كمراكز معرفية ومجتمعية تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وزيادة الإيرادات، وجذب الشباب والأطفال بشكل أكبر نحو القراءة. وتناولت الجلسة دمج المكتبات مع المعارض المحلية والعالمية لتعزيز تجربة الزوار وتوسيع نطاق تأثير المكتبات، والاستراتيجيات المبتكرة لزيادة الإيرادات، وإطلاق منصات للتبرعات، وإيصال كتب مقابل رسوم، وتقديم خدمات استشارية وتدريبية، واستثمار مرافق المكتبات مثل تأجير القاعات وتنظيم المعارض.
واتسمت جلسة «الكتاب المناسب لطفل مناسب»، بحضور نسائي كبير، حيث ركزت تيسا مايكلسون شميت، مدير مركز الكتب التعاوني للأطفال «CCBC»، على أهمية اختيار الكتب المناسبة للأطفال وفقاً لأعمارهم وبيئاتهم الثقافية، بالإضافة إلى استعرض أفضل الممارسات والأساليب لتوجيه الأطفال نحو القراءة، وأحدث الاتجاهات في أدب الطفل، والقيم الإنسانية ودور الأدب في تنمية الجيل الناشئ.
واستعرضت الجلسة، خدمات قاعدة بيانات المركز التي تساعد على اختيار كتب تعكس اهتمامات الأطفال، من خلال أدوات البحث المتقدمة على موقع المركز والتي تتيح الوصول للكتب المناسبة بناء على معايير العمر، ونوع المحتوى المطلوب، وسنة النشر، ومدى تنوعه من حيث الموضوع والشخصية الرئيسية، وكذلك غلاف الكتاب.
كما شهدت جلسة «الكنوز المسافرة - الرحلة المدهشة لألف ليلة وليلة» بمشاركة البروفيسور محسن الموسوي، الأستاذ بجامعة كولومبيا، وباولو ليموس هورتا، أستاذ الأدب المشارك في جامعة نيويورك أبوظبي، مناقشات حول التأثير الزمني لكتاب «ألف ليلة وليلة»، والذي لعب الشاب السوري حنا دياب دوراً محورياً في إعادة تخيّل وتجميع هذه الحكايات. وأشار المتحدثان إلى أن النسخة العربية الأصلية تعكس المشهد الثقافي للعالم العربي آنذاك، في حين أن التعديلات الأجنبية غالباً ما تغير المحتوى ليتلاءم مع الأذواق الغربية، مع التركيز على المغامرة والخيال، وأن قصص مثل علي بابا وعلاء الدين برزت في هذه الترجمات العالمية، والتي غالباً ما تجاهلت العناصر الثقافية والدينية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق