يحلل الكاتب والناقد السوري مروان حمي في كتابه (الكلمات الاستهلالية في النصوص الصحفية) خصائص ومواضع هذه الكلمات ودورها الدلالي. يتناول الفصل الأول في الكتاب مفهوم الكلمات الاستهلالية وخصائصها من حيث البناء الدلالي والتنوع اللغوي، وتأثيرها في النص وترابطه ووضوحه. ويُصنف الكتاب هذه الكلمات إلى بوادئ فعلية واسمية وأدوات ربط صحفية، مُستعرضاً أمثلة متنوعة لكل منها. أما الفصل الثاني، فيُركز على مواضع الكلمات الاستهلالية في النص الصحفي، بدءاً من صدر العنوان، مروراً بمطالع المقدمات والخلفيات الصحفية، مُبيناً أنواع البوادئ المستخدمة في كل موضع ودورها في بناء النص. ويختتم الكتاب بالفصل الثالث الذي يُحلل الدور الدلالي للكلمات الاستهلالية، مُسلطاً الضوء على وظائفها في الاستهلال والجذب، وتحقيق الاتساق والترابط النصي، بالإضافة إلى وظائفها الإخبارية والتعبيرية والتأثيرية. يُعدّ الكتاب مرجعاً قيماً للباحثين والدارسين في مجال الصحافة واللغة العربية، لما يقدّمه من تحليل دقيق للبناء اللغوي للنص الصحفي ووظائفه التواصلية.
تتجلى أهمية هذا الكتاب من الناحية العلمية باعتماده على منهجية بحثية دقيقة، حيث لا يقتصر على تقديم معلومات نظريات حول الكلمات الاستهلالية في النصوص الصحفية فحسب، بل يُثري هذا الجانب النظري بأمثلة تطبيقية غنية مستمدة من الصحافة العربية. هذا النهج العملي يُمكّن القارئ العادي والمتخصص كالصحفي من فهم أعمق للنظريات المطروحة، وتطبيقها بشكل فعلي على نصوص صحفية حقيقية.
جاء في الكتاب: «تؤدي الكلمات الاستهلالية في النصوص الصحفية دوراً مركزياً في التأسيس السليم لقصة صحفيّة متكاملة العناصر الإخبارية. ذلك أن هذه المُستهلات وحدها تمتلك ناصية الدلالة في سياق النص الصحفي وكنهه. فالكلمة الاستهلالية هي لفظ أو تركيب لغوي مُختار بعناية مهمته هي الإفصاح عن الحقائق والوقائع التي ينقلها أحد مكونات النص سواء في عنوانه أو صدره أو متنه أو خلفيته»
0 تعليق