الشارقة: «الخليج»
تفتتح الملحمة المسرحيَّة الجديدة التي كتبها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بعنوان «الرداء المخضّب بالدماء»، فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي في منطقة الكهيف يوم 13 ديسمبر الجاري.
المسرحية هي العمل المسرحي الثالث الذي يقدمه صاحب السمو حاكم الشارقة للمسرح الصحراوي لدفع وإثراء مسيرة هذا المهرجان، إذ سبق لسموه أن كتب «علياء وعصام» وعرضت في الدورة الأولى (2015)، ثم «داعش والغبراء» التي عرضت في الدورة الثانية (2016)، واستقطب العملان السابقان أعداداً كبيرة من الجمهور إلى ساحة المهرجان، وحققا أصداء واسعة، ما رسّخ من مكانة هذه التظاهرة وزادها أهميّة، واجتذب إليها المزيد من الأنظار والأذهان من مختلف أنحاء الوطن العربي.
وتصور «الرداء المخضّب بالدماء» بطولة الشاعر العربي بشر بن عوانة الذي عاش في الجزيرة العربية وتوفي قبل سنوات قليلة من ظهور الإسلام، والمهر الذي دفعه للزواج بابنة عمه فاطمة، وتعكس جانباً من أحوال وتقاليد ومبادئ مجتمعه، وتقدم المسرحية فرقة مسرح الشارقة الوطني، بمشاركة نخبة من مبدعيها المتمرسين، ويخرجها محمد العامري.
وعقدت إدارة المسرح التابعة لدائرة الثقافة بالشارقة صباح، الأربعاء، في قصر الثقافة مؤتمراً صحفياً للإعلان عن فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان بحضور عبد الله العويس رئيس الدائرة، رئيس المهرجان، وأحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح، مدير المهرجان، وتحدث في المؤتمر كل من: صالح الطنيجي، المنسق العام للمهرجان، و مريم المعيني، رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان، وسارة محكوم رئيس لجنة الإشراف.
* برنامج
أشارت مريم المعيني إلى مسرحية الافتتاح التي كتبها صاحب السمو حاكم الشارقة، ونوهت بأبرز العروض المشاركة في هذه الدورة الجديدة من المهرجان وعددها خمسة عروض من الإمارات، تونس، الأردن، مصر وموريتانيا، حيث تشهد الليلة الثانية من المهرجان عرض المسرحية التونسية «قصر الثرى» من إعداد وإخراج حافظ خليفة، وتقدمها فرقة فن الضفتين.
وفي الليلة الثالثة تشارك الأردن بمسرحيَّة «الديرة» لفرقة رف للفنون الأدائيَّة، وكتب نص المسرحيَّة وسام البريحي، ويخرجها محمد الضمور.
وفي الليلة الرابعة يشاهد الجمهور مسرحية «الزينة» من جمهورية مصر وتقدمها فرقة ستوديو77، وهي من تأليف محمد أمين عبدالصمد، ومن إخراج عادل حسان.
وفي الليلة الختامية يقدم العرض الموريتاني «الحكيم» الذي تجسده فرقة إيحاء للفنون الركحيَّة، وهو من إعداد وإخراج سلي عبدالفتاح.
وأشارت المعيني إلى البرنامج الثقافي المصاحب للمهرجان، بجانب المسامرات النقديَّة التي تقرأ وتحلل العروض المشاركة، فهناك المسامرة الفكريَّة التي تنظم يومي (14-15) ديسمبر، وتأتي تحت عنوان «المسرح الصحراوي.. التجربة والوعي»، وتهدف إلى تسليط الضوء على الأثر الذي أحدثته تجربة المهرجان في المشهد المسرحي العربي، من الناحيتين العمليَّة والنظريَّة، بمشاركة كل من محمد العامري، وعبدالله مسعود (الإمارات)، وحافظ خليفة، ونزار السعيدي (تونس)، وداليا همام، وعادل حسان (مصر)، ويوسف زعفان (الجزائر)، ومحمد الضمور (الأردن)، وسلي عبدالفتاح (موريتانيا).
وإلى جانب المعارض والمسابقات التي تحتفي بالبيئات البدويَّة، يتزين فضاء المهرجان بحفلات عشاء، وعروض أدائيَّة يوميَّة، تعكس ثراء وتنوع الموروثات الشعبيَّة للبلدان المشاركة في هذه الدورة.
* تجربة مميزة
بدوره تحدث صالح الطنيجي عن المهرجان الذي يقدم تجربة مميزة من نوعها تجمع بين سحر الطبيعة الصحراوية وعروض مبتكرة، حيث تُعرض المسرحيات في قلب الصحراء، مما يضيف بعداً جديداً للأعمال الفنية ويخلق أجواء ساحرة تعزز من تفاعل الجمهور مع الفضاء المفتوح ويُتيح المهرجان أيضاً مسامرات ليلية تجمع بين الفن والفكر، مما يدعم روح الحوار والتبادل الثقافي بين الفنانين والجمهور. كما يحرص المهرجان على تقديم خيم فندقية مجانية لإقامة الزوار، ليضفي بذلك بعداً اجتماعياً وحضارياً يسهم في توفير تجربة مريحة وشاملة للجميع.
وأكد الطنيجي أن المهرجان قد حقق في دوراته السابقة نجاحاً واسعاً بفضل تنوع فعالياته المقدمة، كما حظي بحضور كثيف من الزوار الذين توافدوا للاستمتاع بالعروض المسرحية والأنشطة الثقافية المتنوعة. حيث يعكس هذا الحضور اللامحدود الاهتمام الكبير الذي يلقاه المهرجان في تعزيز الثقافة والفنون المسرحية، ويُثبت المكانة المتميزة التي باتت تحظى بها إمارة الشارقة في مجال الفنون على المستوى الدولي.
* نشر الوعي
أما سارة محكوم فأشارت إلى إدارة المسرح التابعة لدائرة الثقافة التي تسعى إلى تقديم تجربة لافتة من نوعها في نشر الوعي والثقافة المسرحية، حيث تهدف إلى تعريف الجمهور بعناصر العرض المسرحي وكيفية تجسيده في صورته النهائية، وذلك من خلال الإقامة في الخيم الفندقية. حيث يمكن للعائلات الاستمتاع بمشاهدة العروض المسرحية وما يسبقها من استعدادات وتحضيرات ضمن أجواء صحراوية حافلة بالمتعة والترفيه. وأكدت محكوم أن إدارة المهرجان قامت بتوفير أكثر من 50 خيمة مجهزة بكافة مستلزمات المبيت بالإضافة إلى 5 مجالس سميت بأسماء مسرحيات صاحب السمو حاكم الشارقة، وخصصت هذه المجالس لمشاهدة العروض المسرحية الخاصة بمهرجانات إدارة المسرح بدائرة الثقافة التي تعد حصيلة وإنتاجية الإدارة على مدار العام، بالإضافة إلى استضافة العديد من الفنانين من داخل وخارج الدولة لمقابلة الجمهور ومشاركتهم تجاربهم المسرحية.
ونوهت سارة محكوم بالفندق الصحراوي الذي سيستضيف عدداً أكبر من العائلات للاستفادة من هذا التجربة، وتقوم إدارة المهرجان بتوفير كافة التسهيلات والخدمات العامة لسكان الفندق الصحراوي مثل المرافق الصحية، مواقف السيارات، وألعاب ترفيهية للأطفال، كما تتكفل إدارة المهرجان أيضاً بتوفير الوجبات الرئيسية الثلاثة، وكما جرت العادة سيتم توزيع الأعمال المسرحية الخاصة بسموه كإهداء لكل عائلة.
إضاءة
تأسس المهرجان في عام 2015 ترجمةً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، وامتداداً لمبادرات سموه الداعمة والمحفزة والمكافئة للجهود المسرحيَّة العربيَّة البناءة والمبتكرة؛ ليكون فضاء للتفكير، والنقاش، والتجريب، حول أبدع وأجمل السبل لاستعادة ومحاورة ذخائر وكنوز التراث العربي، وإحياء آدابه، وحكاياته، وسيره، وأشعاره المترعة بالرؤى والتجارب والعبر الملهمة، ومحاورتها بمنظور العصر، وتعزيز حضورها وتنويعه بالتخييل والتصوير والتجسيد، عبر الوسائط المتعددة لـ «أبوالفنون».
وبدأت التحضيرات للدورة الـ 8 من المهرجان منذ شهر يونيو الماضي، وصمم المكان الذي تجري فيه فعالياتها بمنطقة الكهيف في هيئة قرية صحراويَّة، وأعد حيز العروض في موقع تحيطه الكثبان والوديان والخيام، وجُهز بكافة المستلزمات الصوتيَّة والضوئيَّة.
0 تعليق