«ديلول»..دراما منسوجة من ثوب الحكمة - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الشارقة: عثمان حسن

اختتم العرض الموريتاني «ديلول حكيم الصحراء» فعاليات مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي في نسخته الثامنة، وهو من أداء فرقة جمعية إيحاء للفنون المسرحية، ومن بطولة عدد من الممثلين الموريتانيين الهواة وإخراج الفنان المسرحي سلي عبد الفتاح.

تبدأ فصول العرض من مشهد يضيء على شخصيتين بارزتين هما زيدان وناجي، الأول هو شخصية متزنة تميل إلى الخير والثاني هو شخصية شريرة يتضح فيما بعد أنه زعيم عصابة (الهنتاتة) حيث يدور بين الاثنين الحوار التالي:
زيدان: اسمع يا ناجي، هذه طريق دم، من سلكها لن يجد فيها إلا مزيداً من الدم، ولا تورد إلا الشقاق وانفراط العقد، ضع يدك في يدي نكن أقوى، ونحكم هذه الصحراء معاً.
ناجي: هل تخشاني يا زيدان، أم أنك تعلم أني أحق منك بالزعامة؟.
زيدان: تعلم جيداً بأني لا أخشاك، والنهاية الحتمية ستكون قتلك، لكن لا حاجة لي لدمك، ثم إنك تعلم أن طيشك وظلمك هو الذي منعك من الزعامة وما زال، والناس تشهد.
يحتد النقاش بين الاثنين، إلى اللحظة التي تقرر فيها النزال بينهما، ولمعرفة ناجي بأن زيدان أقوى منه، (فقد سبق وتنازل الاثنان، وكانت الغلبة لزيدان الذي كان يعفو عنه في كل مرة) فلقد لجأ ناجي إلى الخديعة بعد مشورة مساعده الذي اقترح عليه بأن يبدأ بإنهاكه من خلال الاشتباك الجسدي، ثم بالعصي انتهاء بقتله بالبندقية.. وهكذا يحسم الصراع بين الاثنين، بعد أن يتسبب ناجي بجرح زيدان.
يواصل ناجي ظلمه، ويبدأ بتهييج رجاله، ويحرضهم على فعل كل أنواع البطش والسلب.. فيرسل أحد أعوانه لينهب عائلة ديلول، وهنا، يتعرف المشاهد إلى واحدة من بناته، التي اكتسبت الخبرة والبراعة والحيلة اللغوية من والدها، حيث تشاهد اللص بين الإبل، وسمعها اللص تخاطب أباها بقولها: أبي لقد أمست الناقة بسنامين، فعرف والدها أن ثمة لصّاً في مربض الإبل، ما يعني أن الفتاة قد كشفت اللص وحذرت والدها مسبقاً، وحين تبدأ غارة أعوان ناجي على مضارب ديلول، يكتشفون أنه قد رحل مع بناته، فلا يعثرون إلا على القليل، ويغادرون ترافقهم أذيال الخيبة.

يغضب ناجي، ويتوعد بالنيل من الحكيم ديلول وبناته، لكنه يعدل عن هذه الفكرة، بعد مشورة مساعده، الذي يقترح عليه أن يحسن من صورته بين الناس بالتقرب إلى الحكيم، والزواج من إحدى بناته، وهو ما يتطلب من المتقدم للزواج أن يعجز إحداهن بذكائه، فيرسل ناجي رسوله إلى مضارب الحكيم ومعه هدية راجياً من الحكيم أن يتكرم عليه بأمرين اثنين الأول: أن يلتحق به الحكيم وأفراد عائلته معززين مكرمين ويساعدوه في حكم الناس، والثاني أن يتزوج ابنته الكبرى عائشة.
يرفض الحكيم طلبه الأول، ويترك أمر طلبه الثاني لابنته، فيخاطبها بالقول: لقد بعث ناجي يطلب يدك، وأرسل هذا الحجر هدية لتصنعي له منه دراعة، فأجيبيه.
تجيب البنت: أخبره بأن الخيوط نفدت لديّ، فليصنع لي خيطاً من هذا الرمل.
ولمعرفة الحكيم بنوايا ناجي يقرر الرحيل من مضاربه، وهنا، يجمع ناجي أشرس رجال الهنتانة استعداداً للانتقام، ويقوم بالإغارة ويخطف بنات الحكيم، وفي الطريق يقابل الحكيم أحد الرعاة فيخبره الأخير أن بعض الإبل قد فُقدت، وأن زيدان حمل قربة ماء وانطلق يبحث عنها، وعند عودة الحكيم يقرر البحث عن زيدان، فيقابله وقد ساءت حالته، ويخبره أن الهنتانة قد سرقوا كل شيء، ومن بين ما سرقوا صولجان الحكم الذي يخص قبيلة زيدان، يترافق الاثنان، فيمارس ديلول الحيلة لاسترجاع ما فقد، ويتقنع بزي بائع عطور، فيصل إلى حيث توجد العصابة، ويبدأ بالمناداة: (يا بنات الدار، جاتكم الأخبار، سمعوا من العطار، قول الميم، قول التاء، قول العين، في إشارة إلى أسماء بناته: ميمونة وتبراك وعائشة. وحين تسمع البنات هذا الصوت يعرفن أنه والدهن الحكيم قد جاء لنجدتهن.
أما ناجي، فيقول بعد سماعه لصوت البائع (الحكيم) : لقد جاء هؤلاء إلى حتفهم.. ولكن مساعده، يشير عليه بشراء العطر الذي يفتح القلوب ويحرك المشاعر، ويقدمه لبنات الحكيم، فيشتري العطور، إضافة إلى عشبة لها مفعول السحر على من يشمها، بالفعل يتخدر ناجي ومساعدوه، ويفلح الحكيم في استرجاع بناته، وحين يفيق ناجي يقرر العودة مجدداً للانتقام من الحكيم، فيتقابلا، ويدور حديث بينهما، يقطر حكمة وشجاعة من فم الحكيم، الذي يقرر الدفاع عن شرفه وعرضه، وحين يهم ناجي بقتل الحكيم يفاجئه زيدان ورجاله، فتحدث مبارزة كبرى بين الاثنين، تكون نهايتها مقتل ناجي، والتخلص من شرور الهنتانة إلى الأبد.
* غناء وأهازيج
يسود الوئام في الصحراء، فيقرر زيدان زيارة الحكيم، ويطلب منه الزواج من إحدى بناته، فيقابله الحكيم بأحسن القول، ويترك له أمر اختيار البنت التي يريدها، فيطلب عائشة، التي بدورها توافق على اختياره زوجاً لها، لأنه رجل كريم وشجاع، وينتهي العرض بفرجة مسرحية مدهشة فيها الكثير من الغناء والأهازيج والحركات الاستعراضية المستلهمة من الصحراء الموريتانية.
 

أخبار ذات صلة

0 تعليق