أنور الرشيد: الوضع السوري والجنوب العربي والمجتمع الإقليمي والدولي
الجميع شاهد تقاطر دول الإقليم والدول الأوربية كيف أجرت وتجري اتصالات وزيارات مكوكية مع الإدارة السورية الجديدة بقيادة الشرع الذي سيطر على السلطة بعد هروب بشار الأسد وانهيار نظامه، ما شاهدته من زيارات ودعم وجسور جوية وبحرية وبرية لتزويد الشعب السوري بكافة احتياجاته يؤكد ما كنت ولا أزال أقوله لسعادة اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بأنك يا سعادة اللواء ستجلس لآخر العمر، وستشيب وسيشيب الذي من بعدك، ومن بعد بعدك طالما أنك جالس تنتظر الظروف تتهيأ لك لكي تعلن عن عودة دولة الجنوب، وتعتقد على ما يبدو بأن العالم سيتقاطر عليك كما تقاطر على الشرع الذي فرض أمرًا واقعًا.
الفرق بينك وبين الشرع ياسعادة اللواء أن الشرع أخذها بذراعه ولا تقل لي بأن وراءه دولًا دعمته أي نعم دولًا دعمته لأنه بادر وتحرَّك وعندما أدركوا بأنه قادم كالبلدوزر أعلنوا دعمه، وقدَّموا له كل أنواع المساعدات، أما أنت -طال عمرك- فانتظر حتى يقضي الله أمرًا مكتوبًا لا نظرة مستقبلية ولا تخطيط ولا حماية لشعبك، وتنتظر من الذين لا يريدون عودة دولتك يساندونك.
سؤالي لك ياسعادة اللواء عيدروس، من الذي أقنعك بأن دول الإقليم تريد مصلحتك ومصلحة شعب الجنوب؟
ألم تدرك سعادتك حتى الساعة بأنهم ضد عودة دولتك؟
ألم تر كيف يتم نهب ثروات شعبك الذي كلَّفك لحمايته، وحماية ثرواته، وعودة دولته يموت من الجوع والإرهاب والفقر؟
سؤالي الأخير لسعادتك
هل تنتظر دول الإقليم أن تقول لك تفظل -طال عمرك- هذه دولتك خذها؛ وابنها كما تشاء؟
يا عزيزي الدول تبنى بالقرارات الحاسمة لا بانتظار دعم من لا يريد عودة دولتك، غير ذلك فها هي العشر سنوات تمر، وستمر عشر أخرى، وأنت تنتظر، على كل حال استفد من درس الشرع كيف أخذها بذراعه من أشرس نظام بينما أنت الظروف مهيأة لك، وقادر على حسم الأمر ووراءك شعب عظيم، ولكنك متردد وقالوها: اليد المرتعشه لا تبني وطنًا غير ذلك سلامتك، اِنسَ عودة دولة الجنوب!
0 تعليق