تُعد منطقة سطحان والقرى المحيطة بها محورًا سكانيًا مهمًا ضمن منطقة خيرة بمديرية حبيل جبر في ردفان بمحافظة لحج، إذ يبلغ عدد سكانها حوالي 3500 نسمة وتضم عددًا كبيرًا من المنازل. ومع ذلك، تعاني هذه المنطقة من الإهمال والركود وغياب الخدمات الأساسية، حيث حُرمت من أبسط مقومات الحياة والتنمية من قِبل الجهات الحكومية على مستوى المديرية والمحافظة.

معاناة مزمنة واستغلال انتخابي

رغم الإهمال المستمر، تُستغل المنطقة بشكل مكرر خلال المواسم الانتخابية، سواء في الانتخابات المحلية أو الرئاسية والبرلمانية، حيث تُستخدم كوسيلة لتحقيق أهداف المرشحين. وبعد انتهاء الانتخابات، تُنسى المنطقة وأهلها، مما يجعل معاناتهم تزداد يومًا بعد يوم.

الجفاف يهدد الحياة

تعاني منطقة سطحان ومحيطها من جفاف حاد مستمر منذ أربع سنوات، مما أدى إلى نضوب المياه في الآبار القليلة الموجودة. وكان السكان يعتمدون بشكل أساسي على سدود صغيرة قاموا ببنائها على نفقتهم الخاصة لحفظ مياه الأمطار، إلا أن هذه الموارد لم تعد كافية لتلبية احتياجاتهم.

خلال زيارة صحفية للمنطقة، التقت صحيفة "الأمناء" بالعميد الركن حسن محمد النقيب، عضو القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة لحج، الذي رحّب بالصحيفة ومراسلها الأستاذ غازي العلوي، مشيدًا بجهود الإعلام في تسليط الضوء على معاناة الأهالي.

نداء استغاثة عاجل

أكد العميد النقيب أن الوضع أصبح كارثيًا، حيث يضطر السكان لجلب المياه عبر شاحنات (بوز) تصل تكلفتها إلى مئة ألف ريال يمني. هذا المبلغ يفوق قدرة الكثير من الأسر الفقيرة التي بالكاد تستطيع توفير قوت يومها. وبيّن أن بعض العائلات تواجه خيارات قاسية بين البقاء في المنطقة والموت عطشًا أو النزوح إلى مناطق أخرى دون أدنى إمكانيات.

وأضاف النقيب: "لا نريد أن نسمع عن تعازي المسؤولين بعد وفاة أحد الأهالي بسبب العطش، بل نريد تحركًا عاجلًا لإنقاذ حياتهم وهم أحياء".

دعوة للسلطات وفاعلي الخير

وجّه العميد النقيب نداءً عاجلًا إلى السلطات المحلية بمحافظة لحج، ممثلة باللواء أحمد التركي، وإلى مدير عام المديرية فكري محمد صالح، وقيادة المجلس الانتقالي بالمحافظة والمديرية، ممثلة بالأستاذ وضاح الحالمي والأستاذ فيصل جبران عبد. كما ناشد الدكتور أنيس البكري، رئيس مؤسسة الجبل للتنمية، وكل فاعلي الخير والجمعيات الخيرية للتحرك السريع وحفر الآبار وتوفير المياه لإنقاذ أرواح سكان وادي سطحان.

رسالة إنسانية وأخوية

استند النقيب في مناشدته إلى القيم الإسلامية التي تحث على التراحم والتعاون، داعيًا الجميع إلى الوقوف مع أهالي المنطقة، والعمل على رفع معاناتهم قبل أن تتفاقم الأمور.

خاتمة

إن أهالي وادي سطحان يستغيثون بكل من يملك القدرة على المساعدة لإنقاذ حياتهم من شبح الجفاف والموت عطشًا. هذا نداء إنساني لكل القلوب الرحيمة، ونأمل أن يجد صداه لدى الجهات المعنية وفاعلي الخير بأسرع وقت ممكن.