للشهر الثاني على التوالي، يواجه أفراد الجيش والأمن من منتسبي قوات الشرعية أزمة حادة بعدم استلام مرتباتهم، دون تقديم أي تفسير رسمي من القيادات أو المسؤولين حول أسباب التأخير، تاركين آلاف الأسر في حالة من الترقب واليأس.

أحمد عوض بن مبارك، رئيس الحكومة والمسؤول المباشر عن صرف المرتبات، يجد نفسه غير قادر على أداء مهامه، وسط ضغوط متزايدة من قيادات بمجلس القيادة الرئاسي, حيث تشير مصادر خاصة لصحيفة (الأمناء) إلى أن هذه الضغوطات تهدف لدفع بن مبارك للاستقالة، في ظل الأزمة المالية المتفاقمة.

ومع الارتفاع الحاد في الأسعار والانهيار المستمر للعملة، بات أفراد وزارتي الدفاع والداخلية يعانون من تردي الأوضاع المعيشية نتيجة انقطاع مرتباتهم هذا الوضع ينذر بكارثة اقتصادية واجتماعية وشيكة، خصوصاً مع عدم صدور أي تعليق رسمي حتى الآن حول أسباب التأخير، مما يزيد من حدة التوتر والإحباط لدى الجنود والأسر.

وفي ظل ارتفاع ظاهرة سفر الوزراء والمسؤولين إلى الخارج، وصرف العملات الصعبة لتغطية تكاليف أسفارهم، تظل الحكومة عاجزة عن معالجة الفساد المستشري في مختلف أروقة الدولة, ومع التدهور المستمر للعملة الوطنية، يبدو أن الأزمة مرشحة للتفاقم، ما لم يتم التدخل بشكل عاجل لإنهاء هذه المعاناة التي تثقل كاهل أفراد الجيش والأمن وتجعل مستقبلهم على المحك.