المبعوث الأممي إلى اليمن يدق ناقوس الخطر ويحذر:من غير الممكن المضي قدمًا بخارطة الطريق الآن
الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 - الساعة:19:05:50 (الأمناء نت / خاص :)
الشعب اليمني يجب أن يكون صبورا بشكل عام
هناك أصوات معادية في المنطقة وما أقوله هو: لا تسلكوا هذه الطريق
بايدن: الحوثيون لايزالون يشكلون تهديداً على القوات الأمريكية وحركة الملاحة
الخارجية الأمريكية : صبر المجتمع الدولي على اعتداءات مليشيا الحوثي لن يطول
ما علاقة تزامن تصريحات غروندبرغ بتحذيرات واشنطن للحوثيين ؟
تأكيد أممي : بوصلة الحرب باتجاه اليمن
الأمناء/خاص:
قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ السبت إن الأطراف المتحاربة والشعب المحاصر في اليمن لا يمكنهم انتظار خارطة طريق للسلام إلى ما لا نهاية، قبل أن تنزلق البلاد مرة أخرى في دوامة الحرب، في وقت يقول فيه مراقبون إن المبعوث يتجنب تحميل المسؤولية للحوثيين كجهة معرقلة لمسار السلام.
وأصرّ غروندبرغ على أنه “لا يزال ممكنا” حل الصراع في اليمن الغارق في الفقر، حيث يسيطر المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على جزء كبير من البلاد. لكن أيّ فرصة لتطبيق خارطة طريق عُلّقت فعليا بسبب تصاعد الأزمات الإقليمية الناجمة عن الحرب الدائرة في غزة. ورغم استمرار المناقشات التحضيرية مع جميع الأطراف، قال غروندبرغ في مقابلة مع فرانس برس على هامش منتدى حوار المنامة في البحرين إنه “من الواضح.. أنه لا يمكن أن يظل الأمر على هذا النحو إلى ما لا نهاية”.
وأضاف “في مرحلة معينة، هناك تنفيذ متوقع تريد الأطراف رؤيته يحصل. وإذا لم يحدث ذلك، فهي مخاطرة بفقدان الزخم الضروري، وهذا الخطر واضح”. وتابع “هناك أصوات معادية في المنطقة. ما أقوله هو: لا تسلكوا هذه الطريق، من الممكن تسوية هذا الصراع”.
ويتساءل المراقبون عن السبب الذي يجعل المبعوث الأممي يطلق تصريحات عامة من دون الإشارة إلى الجهة التي تعرقل التقدم في المفاوضات، والتي لديها أجندة إقليمية تتحكم في قرارها وتؤثر على مجرى مساعي الحل السياسي.
ويعاني اليمن منذ عشر سنوات حربا بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات، من بينها العاصمة صنعاء منذ 2014. وتوقف القتال إلى حد كبير منذ أبريل 2022، بعد التوصل إلى هدنة إنسانية بواسطة الأمم المتحدة، جرى تمديدها مرّتين. ورغم انتهاء مفاعيلها في أكتوبر من العام نفسه، لا يزال الوضع هادئا على الأرض حتى بعد بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
لكن بدء الضربات الأميركية والبريطانية على أهداف حوثية في يناير الماضي بعدما بدأ المتمردون مهاجمة سفن شحن في البحر الأحمر “عقّد مساحة الوساطة بشكل كبير”. وقال غروندبرغ “على هذا الأساس، لم نتمكن من اتخاذ خطوة إلى الأمام من الالتزامات التي تم الاتفاق عليها في العام 2023 بحسب خارطة الطريق”.
واعتبر المبعوث الأممي أنه “من غير الممكن المضي قدما بخارطة الطريق الآن، لأنني لا أعتقد أن تنفيذ تلك الخارطة سيكون ممكنا”. ولكنه تدارك “ما زلت أعتقد أن الأساس لخارطة الطريق في اليمن موجود لأن النزاع بين اليمنيين قابل للحل. ورغم ذلك، فإن العامل المعقد الآن هو زعزعة الاستقرار الإقليمي، بحيث أصبح اليمن جزءا لا يتجزأ من الهجمات في البحر الأحمر”.
وأطلق المتمردون الحوثيون في اليمن، وهم جزء من “محور المقاومة” الذي تقوده إيران ضد إسرائيل والولايات المتحدة، طائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل بشكل منتظم منذ بدء حرب غزة في أكتوبر 2023. كما استهدفوا سفن شحن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متوجهة إليها في البحر الأحمر وخليج عدن، ما أدى إلى تعطيل هذا الطريق التجاري الحيوي بشكل كبير.
وتزايدت منذ فترة مساع إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفود سعودية وعمانية إلى صنعاء، إضافة إلى تحركات أممية ودولية متعددة للدفع بعملية السلام. وتتصاعد بين اليمنيين آمال بإحلال السلام منذ أن وقّعت السعودية وإيران، بوساطة الصين في العاشر من مارس الماضي، اتفاقا لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية، ما ينهي قطيعة استمرت سبع سنوات بين بلدين يقول مراقبون إنهما يتصارعان على النفوذ في المنطقة عبر وكلاء في دول بينها اليمن ولبنان.
لكنّ متابعين يرون أن حل الأزمة في اليمن يتجاوز مسألة اتفاق السعودية وإيران، إذ لا تزال هناك تعقيدات كثيرة من بينها القضية الجنوبية، حيث يطالب جنوب اليمن باستعادة دولته. وكان السفير السعودي محمد آل جابر، الذي سبق وقاد جولة مفاوضات مع الحوثيين في صنعاء في أبريل الماضي، قد أشار إلى أنه لا يمكن التكهن بالخطوات التالية لتحقيق السلام، في إقرار بصعوبة الوضع.
ويبدو من إصرار الرياض على مواصلة جهود السلام في اليمن رغم التعقيدات الكبيرة التي طرأت عليها مع انخراط جماعة الحوثي في استهداف حركة الملاحة في البحر الأحمر تحت شعار دعم قطاع غزة في الحرب الإسرائيلية ضدّه، عدم استعداد السعودية للتفريط في ما تمّ تحقيقه من تقدّم ضئيل باتجاه الحلّ السلمي في اليمن، وذلك بفضل ما أبدته المملكة من مرونة إزاء جماعة الحوثي والتي تجلّت في دخولها في محادثات مباشرة معها وإيفاد ممثلين لها إلى صنعاء، واستقبال ممثلين للجماعة في الرياض.
وشدد غروندبرغ على أن خارطة الطريق “ليست عصا سحرية” لليمن، الذي انغمس في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم حيث يعتمد ثلثا السكان على المساعدات. وتابع “لذا أعتقد أن المسؤولية التي تقع على عاتقنا هنا هي ضمان الحفاظ على هذا الزخم وأن تفهم الأطراف ضرورة.. الثقة بحقيقة أنه من الممكن تحقيق ذلك”.
وأردف “إذا لم يحدث ذلك، فإن العواقب معروفة. وإذا انزلقت إلى مواجهة عنيفة داخليا، فأعتقد أن عواقب ذلك معروفة جيدا ولا أعتقد أنها ستكون في صالح أيّ شخص”. وتابع المبعوث الأممي بالقول “أعتقد أن الشعب اليمني يجب أن يكون صبورا بشكل عام. أعتقد أنهم كانوا ينتظرون السلام لفترة طويلة جدا. الجميع يريدون أن تنتهي هذه الأزمة”.
بايدن: الحوثيون لايزالون يشكلون تهديداً على القوات الأمريكية
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن مليشيا الحوثي لا تزال تشكل تهديدًا مستمرًا من خلال تنفيذ هجمات مستقبلية على القوات الأمريكية وسفنها العسكرية، فضلاً عن تهديد حركة الملاحة في منطقة البحر الأحمر.
وأوضح بايدن في رسالة موجهة إلى الكونغرس الجمعة، أن القوات الأمريكية ردت على هذا التهديد بشن ضربات ضد المنشآت والمواقع والمعدات في مناطق المليشيا التي تدعم وتساهم في تسهيل هجمات الحوثيين في المنطقة.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن هذه الضربات تهدف إلى حماية الأفراد والأصول الأمريكية، وإضعاف وتعطيل قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات مستقبلية ضد واشنطن وسفنها في البحر الأحمر، ما قد يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وتهديد المصالح الاستراتيجية الأمريكية.
واشنطن: صبر المجتمع الدولي على اعتداءات مليشيا الحوثي لن يطول
أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، أن "صبر المجتمع الدولي إزاء الاستفزازات الحوثية المستمرة لن يطول.
وذكرت الوزارة في بيان لها أن "المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى اليمن تيم ليندر كينج، سيزور عدداً من دول المنطقة، بينها جيبوتي في الفترة من الخامس إلى الثاني عشر من ديسمبر الجاري لبحث مواجهة هجمات مليشيا الحوثي وتنسيق الجهود لمواجهة الهجمات المتهورة على شحنات البحر الأحمر.
وهذه هي المرة الأولى، التي تركز فيها واشنطن على دور جيبوتي، منذ بدء هجمات مليشيا الحوثي في البحر الأحمر، أواخر العام الماضي.
وأكد بيان الخارجية أن "المبعوث الخاص سيعقد محادثات مع المسؤولين وممثلي المجتمع المدني استمرار الحوثيين في احتجاز البحارة الأبرياء والعاملين المحليين مع المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية، بالإضافة إلى آثار هذه الاعتقالات والتدخلات الحوثية السافرة في تسليم المساعدات الإنسانية الحيوية للمواطنين.
0 تعليق