متابعات - الخليج

يتسابق ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء ولاية فلوريدا الأمريكية مع الزمن لإخلاء منازلهم، تخوفاً من مخاطر «إعصار ميلتون» الذي أطلقت عليه بعض وسائل الإعلام اسم «إعصار القرن»، والذي سيضرب منطقة تامبا في وقت متأخر الليلة، في حين حذرت السلطات أولئك الذين يرفضون المغادرة من أنهم قد يموتون في منازلهم.

ونقلت صحيفة «ديلي ميل» عن رئيسية بلدية تامبا، جين كاستور، قولها: إن ارتفاع المد العاصف المتوقع في مدينتها، والذي سيصل إلى 15 قدماً (4.5 متر) سيكون كافياً لإغراق منازل بأكملها، مضيفة: «إذا كان منزلك بداخل الإعصار، فقد يكون هذا المنزل هو نعشك».

وفي تأكيد على التحذير الشديد الذي أطلقته رئيسة بلدية تامبا، نقلت مجلة "نيوز ويك" عن رئيس شرطة هولمز بيتش، ويليام توكاجر، قوله للأشخاص الذين يرفضون إخلاء منازلهم: «إذا لم تغادروا، فستكونون وحدكم، خذ قلماً واكتب اسمك ورقم الضمان الاجتماعي على ساقك حتى نتمكن من الاتصال بك إذا عثرنا عليك. لأن هذا لن ينتهي بشكل جيد».

استعدادات فلوريدا لمواجهة إعصار ميلتون

وتحبس ولاية فلوريدا أنفاسها بينما يعبر الإعصار ميلتون خليج المكسيك ويتجه نحو الساحل، وحذر خبراء الأرصاد الجوية من احتمال حدوث فيضانات يصل ارتفاعها إلى 15 قدماً ورياح تصل سرعتها إلى 165 ميلاً في الساعة، وتم تخفيض شدة الإعصار من الفئة الخامسة إلى الفئة الرابعة بعد ظهر اليوم، لكن حجم العاصفة زاد بشكل كبير ومن المتوقع أن يدمر مساحات شاسعة من الأرض، ويُعتقد أن حجم الإعصار قد يتضاعف بحلول الوقت الذي سيضرب فيه اليابسة.

وينشغل عمال الطوارئ في الاستعدادات الأخيرة، وإغلاق المجتمعات، وإعداد شاحنات الإنقاذ، ووضع حواجز الفيضانات حول البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك مستشفى تامبا العام، الذي من المتوقع أن يتحمل العبء الأكبر من غضب إعصار ميلتون، كما تم تجنيد الحرس الوطني الأمريكي لمساعدة أي سكان يواجهون صعوبات في تنفيذ عمليات الإجلاء في اللحظة الأخيرة.

وفي وقت سابق، أعلنت عدة بلديات في مختلف أنحاء فلوريدا حظر تجوال الأشخاص الذين سيبقون أثناء ضرب إعصار ميلتون للولاية، وأصبحت التحذيرات من القوة التدميرية لإعصار ميلتون أكثر إثارة للقلق على مدار الأسبوع الجاري، حيث سارع المسؤولون المحليون إلى إجلاء السكان قبل أن يضرب الإعصار تامبا وسان بطرسبرغ هذا المساء.

واصطف سائقو السيارات الليلة الماضية في حركة مرورية متوقفة، حيث كانت الطرق السريعة الرئيسية في الولاية مزدحمة بصفوف طويلة من السيارات التي تحاول الفرار من خط الخطر، وفي مشهد من الاستعدادات المحمومة التي تكررت في مختلف أنحاء فلوريدا، اصطفت العشرات من السيارات أمام منشأة رياضية في تامبا لجمع أكياس الرمل لحماية منازلهم من الفيضانات المتوقعة.

وأعدت إدارة الطوارئ الفيدرالية 20 مليون وجبة طعام و40 مليون لتر من المياه استعداداً لنشرها بعد وصول الإعصار.

نزوح جماعي في فلوريدا

ويخضع نحو 6 ملايين شخص في مختلف أنحاء ولاية فلوريدا لتحذير الإخلاء الإلزامي، وقرر الكثيرون حزم أمتعتهم والفرار في سياراتهم، وتوقفت الطرق السريعة طوال يوم أمس، حيث سعى السكان المحليون والسياح إلى الإخلاء وسط نزوح جماعي، ولكن بحلول المساء، شوهدت الطرق في تامبا والمجتمعات الأخرى فارغة تماماً وكشفت لقطات الطائرات من دون طيار كيف تحولت بعض المناطق إلى مدن أشباح.

وحث الرئيس الأمريكي جو بايدن سكان فلوريدا على الفرار، الليلة الماضية، محذراً من أن العاصفة قد تتحول إلى أسوأ كارثة طبيعية تضرب الولاية منذ قرن، وقال بايدن: «إنها مسألة حياة أو موت، وهذا ليس مبالغة»، وحث أولئك الذين صدرت لهم أوامر بالمغادرة على «الإخلاء الآن»، فيما قال قائد شرطة مقاطعة هيلزبورو، تشاد كرونيستر، لشبكة CNN: «هذه هي اللحظة الأخيرة.. إذا كنت في منطقة إخلاء، فإن الوقت المناسب للخروج هو الآن».

ورغم كل تلك التحذيرات، اختار بعض السكان البقاء في منازلهم، حتى مع وجود الحطام الذي خلفه إعصار هيلين قبل أسبوعين على جانب الطريق.

تحذيرات من حدث كارثي وخطر

ووصف المركز الوطني الأمريكي للأعاصير، إعصار ميلتون، بأنه حدث «كارثي وخطر»، ما جعله عند أعلى مستوى على مقياس «سافير-سيمبسون» المكون من خمس درجات.

ويأتي إعصار ميلتون بعد أسبوعين فقط من إعصار هيلين الذي ضرب فلوريدا وأحدث دماراً واسع النطاق امتد إلى جبال الآبالاتش، ما أسفر عن مقتل نحو 230 شخصاً، وسارعت حكومات الولايات والحكومات المحلية إلى إزالة أكوام الحطام التي خلفتها إعصار هيلين، خوفاً من أن يحول الإعصار القادم الحطام إلى صواريخ طائرة.

وفي تقييم مثير للقلق، قال مكتب المركز الوطني للأعاصير في ميامي أمس: «لدى ميلتون القدرة على أن يصبح أحد أكثر الأعاصير تدميراً على الإطلاق في فلوريدا».

وأظهرت لقطات تم التقاطها في وقت مبكر من صباح اليوم أيضاً عاصفة رعدية ضخمة اندلعت قبالة ساحل كي ويست، فيما يتحرك إعصار ميلتون حالياً في مسار تصادم مباشر نحو مدينة تامبا، التي يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين شخص.