بيروت - «الخليج»، وكالات
تواصلت الخروقات الإسرائيلية في لبنان، أمس الثلاثاء، وسط تجدد المخاوف من عدم انسحاب القوات الإسرائيلية المتوغلة في المناطق الحدودية ضمن مهلة الستين يوماً المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار، في وقت باشر الجيش اللبناني الانتشار في بلدة شمع الحدودية، وهي الثانية بعد انتشاره في الخيام.
وسجل الجانب اللبناني أكثر من 1000 خرقاً إسرائيلياً لاتفاق وقف إطلاق النار منذ بدء سريانه، وكان آخرها إصابة لبناني من بلدة رميش الحدودية بطلق ناري في كتفه، أثناء تفقده ماشيته في مزرعته جنوب البلدة، وحالته مستقرة. وقصفت المدفعية الإسرائيلية حي شعب القلب في بلدة شبعا بالقطاع الشرقي، وعاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إلى تحذير سكان الشريط الحدودي من المنصوري غرباً حتى شبعا شرقاً، بعدم العودة إلى بيوتهم أو الانتقال جنوباً، وذلك حتى إشعار آخر، فيما زعمت هيئة البث الإسرائيلية، أن «مقاتلة إسرائيلية هاجمت مسلحين في جنوب لبنان أثناء محاولتهم نقل وسائل قتالية»، وأحيلت هذه الخروقات إلى لجنة مراقبة تنفيذ الاتفاق الخماسية التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل و«اليونيفيل»، حيث يأمل لبنان أن تقوم هذه اللجنة بدورها الكامل وتعمل على دفع إسرائيل للالتزام بمضمون الاتفاق ووقف هذه الخروقات وإنهاء مماطلة الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من المناطق التي توغل فيها قبل انتهاء مهلة الستين يوماً، إذ هناك مخاوف من تمديد بقائه في الأراضي اللبنانية بعد المهلة حتى شهر آذار/ مارس المقبل كما تشير وسائل إعلام إسرائيلية، إلا أن مصادر مقربة من «حزب الله» الذي التزم بعدم الرد على الخروقات حتى الآن، كشفت أن الحزب لن يلتزم بعد انقضاء هذه المهلة، وسيعتبر أن القوات الموجودة هي قوات احتلال وسيتعامل معها على هذا الأساس ما يهدد بتجدد الحرب.
من جهة أخرى، دخلت قافلة مشتركة من الجيش اللبناني و«اليونيفيل» إلى بلدة شمع الحدودية في القطاع الغربي، وانتشرت فيها بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منها بشكل كامل بعدما توجهت فرق من الهندسة في الجيش إلى البلدة لنزع القذائف غير المنفجرة والكشف على المنطقة، وكان الجيش اللبناني أعاد تموضعه في بعض المراكز ومنها موقع شمع مع بداية التوغل البري للجيش الإسرائيلي في الجنوب.
وفي هذا السياق، يبحث رئيس المجلس النيابي نبيه بري غداً الخميس مع رئيس لجنة المراقبة الجنرال الأمريكي جاسبر جيفيرز، بحضور السفيرة الأمريكية ليزا جونسون، الوضع في الجنوب لا سيما اتفاق الهدنة والخروقات الإسرائيلية، كما يتوقع أن تنشط لجنة المراقبة في الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها والبدء بتطبيق الاتفاق، وهي ستجتمع مجدداً في السابع من يناير الحالي، وقد يشارك في اجتماعها الموفد الرئاسي الأمريكي آموس هوكشتاين بعد وصوله إلى بيروت، حيث سيواكب تنفيذ الاتفاق، والعمل على وقف الانتهاكات الإسرائيلية وتذليل الاعتراضات عن طريق اللجنة، كما أكدت مصادر لبنانية مواكبة.
إلى ذلك، أعلن رئيس مطار بيروت الدولي فادي الحسن في مقابلة تلفزيونية، أن حركة مطار بيروت سجلت في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي وصول 236 ألف راكب، وهي حركة جيدة جداً بالمقارنة مع عام 2023، مشيراً إلى أن هناك شركات الطيران التي لم تستأنف بعد رحلاتها إلى بيروت، ومن المتوقع أن تعود بحلول نهاية الشهر الجاري وبداية شهر شباط/فبراير المقبل.
0 تعليق