اقتحم مئات المستوطنين، أمس الأربعاء، باحات المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي، في وقت تصاعدت فيه حملة الاعتقالات في مدن وبلدات الضفة الغربية، في حين وصلت حصيلة المعتقلين، إلى رقم قياسي، ببلوغها نحو 9 آلاف أسير خلال 2024.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» إن 632 مستوطناً اقتحموا باحات المسجد الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية. ونقلت الوكالة عن مصادر محلية أن المقتحمين نفذوا جولات استفزازية في باحات الأقصى وأدوا طقوساً تلمودية، بينما منعت الشرطة الفلسطينيين من الدخول إلى البلدة القديمة في القدس المحتلة والمسجد الأقصى.
وأعلنت وزارة الأوقاف الفلسطينية تعرض المسجد الأقصى ل22 اقتحاماً من المستوطنين الإسرائيليين ومنع رفع الأذان بالحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل 48 مرة خلال ديسمبر المنصرم.
وأفادت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في تقريرها الشهري الصادر أمس الأربعاء، أن «قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين صعدوا اعتداءاتهم بحق المسجد الأقصى حيث وثق 22 اقتحاماً».
وقالت: «اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، المسجد في أول أيام عيد الأنوار اليهودي (الخميس الماضي) تحت حراسة مشددة».
وتعتبر هذه المرة هي الرابعة التي يقتحم فيها بن غفير المسجد الأقصى منذ تسلمه مهامه وزيراً قبل عامين، وتأتي في إطار استفزازات لطالما عمد على الإقدام عليها مسؤولون إسرائيليون.
وأوضحت الوزارة أن هذه الاقتحامات تهدف إلى فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، من خلال أداء طقوس دينية يهودية مثل السجود الملحمي الجماعي والنفخ بالبوق وإدخال قرابين نباتية.
وأشارت إلى أن شرطة إسرائيل توفر الحماية لهذه الاقتحامات، وتعيق عمل حراس الأقصى التابعين لدائرة الأوقاف الإسلامية، فضلاً عن التضييق على المصلين المسلمين عبر الاعتقالات والتفتيش.
وصعّدت قوات الاحتلال أمس من حملتها العدوانية في الضفة الغربية، حيث نفّذت سلسلة اقتحامات واعتقالات، إلى جانب عمليات هدم وتخريب طالت ممتلكات الفلسطينيين.
واعتقلت قوات الاحتلال 15 فلسطينياً بعد اقتحام بلدات في سلفيت، بينما طالت حملة الاعتقالات في الخليل ثمانية فلسطينيين.
إلى ذلك، كشفت مؤسسات تُعنى بشؤون الأسرى الفلسطينيين، مساء الثلاثاء، أن جيش الاحتلال اعتقل 8 آلاف و800 فلسطيني بالضفة الغربية خلال عام 2024 و14 ألفاً و300 منذ بدء الحرب على غزة.
وذكر التقرير المشترك الذي صدر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، أن العام 2024 يعد أكثر الأعوام دموية في تاريخ الصراع.
وأوضح أن من بين المعتقلين في الضفة الغربية 266 سيدة جرى اعتقالهن خلال العام الجاري، و450 منذ بدء حرب الإبادة على غزة، في حين بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال في الضّفة، خلال عام 2024 ما لا يقل عن 700، في حين بلغ عددهم منذ أكتوبر 2023,1055 طفلاً. (وكالات)
0 تعليق