إعداد محمد كمال
بعيداً عن استخدام الصواريخ فرط الصوتية والطائرات والزوارق المسيرة، في الحرب الروسية الأوكرانية الطاحنة، وقعت معركة درامية حتى الموت بين جنديين روسي وأوكراني، تم تصويرها لأول مرة بكاميرا حملها أحدهما، وثقت الوجه المؤلم للحرب المستمرة منذ شهور طويلة.
اللقطات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت جندياً روسياً ملطخاً بالدماء، بعد أن تمكن من قتل جندي أوكراني في معركة وحشية بالسكاكين، في ما بدا أنه قتال غير مسبوق وغير معتاد بين الطرفين.
وكشفت تقارير إعلامية غربية أن المقاتل الروسي يدعى يوتا، حيث ظهر وهو يطعن الأوكراني بالقرب من أنقاض مبنى تعرض للقصف، ولكن في لحظة مذهلة وعلى طريقة الأفلام الأمريكية، أبدى الثنائي احترامهما لبعضهما البعض، عندما كان المقاتل الأوكراني الجريح يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وفي تلك الأثناء، وفق صحيفة «ديلي ميل» ركع الجندي الروسي بجانب الأوكراني المحتضر وهو يرسل رسالة أخيرة إلى والدته.
وفي اللقطات الدرامية التي صورها الجندي الأوكراني، يمكن رؤية الرجلين وهما يفتحان النار على بعضهما البعض، ثم تمكن الأوكراني بعد ذلك من الوصول إلى خصمه والاستيلاء على بندقيته الآلية روسية الصنع، مما أدى إلى صراع قام خلاله الروسي بسحب سكينه وطعن منافسه بوحشية في فخذه.
ويمكن سماع المقاتلين وهما يتبادلان السباب، قبل أن ينتصر الجندي الروسي في معركة السكاكين ويسقط المقاتل الأوكراني على الأرض بعد إصابته.
ووثقت الكاميرا المقاتل الأوكراني وهو ينزف بغزارة، ويرسل رسالة إلى والدته وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، قائلاً: «هذا كل شيء يا أمي»، ثم يقترب الجندي الروسي من المقاتل الجريح ويجلس بجانبه. ليصرخ المقاتل الأوكراني قائلاً له: «لقد قطعت جسدي بالكامل».
وبينما كان يرقد جريحاً، يناشد الأوكراني الروسي أن يتركه يموت وحيداً ثم حياه قائلاً: «أريد أن أموت وحيداً.. شكراً لك، لقد كنت أفضل مقاتل في العالم، ويختتم حديثه بالقول: «وداعاً، كنت أفضل»، فما كان من المقاتل الروسي إلا أن قال له: «وداعاً».
ويمكن رؤية سكين الروسي بوضوح وهو يتراجع، والدماء على وجهه، ثم يقوم الأوكراني المهزوم بسحب الدبوس الموجود على قنبلته اليدوية في محاولة للانتحار.
وتزعم الروايات الروسية عن الحادث أن انفجار القنبلة اليدوية أدى إلى إصابة الأوكراني بمزيد من الإصابات، حيث انفجرت يده، لكنه لا يزال على قيد الحياة، ثم طلب من الروسي أن يقضي علي.
وبحسب الروايات المتداولة فإن المواجهة وقعت في منطقة ترودوف، في أوكرانيا، ويعتقد أنه تم تصويرها قبل أشهر، ولكنها خرجت إلى العلن الساعات الماضية فقط.
المقاطع انتشرت بسرعة كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعتقد أن المقاتل الروسي من ساخا في شمال سيبيريا، وطالب معلقون روس بمنحه وسام الشجاعة.
مطالبات السلام
وأثارت هذه المواجهة الدرامية تعاطفاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وسط دعوات مكثفة لبدء محادثات السلام وإنهاء القتال الطاحن بين روسيا وأوكرانيا، خصوصاً مع قدوم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض والذي تعهد ببدء مفاوضات تفضي إلى إنهاء النزاع.
ويقول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إن عدم القدرة على التنبّؤ بتصرفات ترامب قد يساعد على إنهاء الحرب مع روسيا، والتي تقترب من إتمام عامها الثالث. ووصف الرئيس الجمهوري بأنه «قوي للغاية ولا قدرة على التنبؤ بتصرفاته، أنا على قناعة بأنه يريد فعلاً أن ينهي الحرب».
وترامب الذي سيعود إلى البيت الأبيض رسمياً في 20 كانون الثاني/يناير، كان قد أكد قدرته على وقف الحرب خلال 24 ساعة، من دون أن يقدم خطة واضحة لذلك، إلا أن تصريحاته أثارت قلق كييف التي تخشى أن يحاول الرئيس الجمهوري دفعها إلى القبول بالتخلي عن أراضٍ تسيطر عليها روسيا من أجل الإسراع في إنهاء هذا النزاع.
وتقدمت القوات الروسية على مساحة تناهز أربعة آلاف كيلومتر مربع في أوكرانيا خلال العام المنصرم، وفق تحليل أجرته وكالة فرانس برس لبيانات من معهد دراسة الحرب، في ظل معاناة قوات كييف من نقص العديد والإنهاك.
0 تعليق