رحبت الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، بالإعفاءات الأمريكية للمعاملات مع المؤسسات السورية، مشيرةً إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل في ملف العقوبات على سوريا، فيما أكدت فرنسا بعد ألمانيا أن الاتحاد الأوروبي قد يرفع بعض العقوبات عن سوريا سريعاً، في حين أكد وزير خارجية البحرين أن بلاده حريصة على استقلال سوريا ووحدة أراضيها واستعادة دورها عربياً ودولياً.
وأكد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون أمام مجلس الأمن، أمس الأربعاء، أن الإعفاء من العقوبات الأمريكية للمعاملات مع المؤسسات الحاكمة في سوريا أمر محل ترحيب، وأضاف «المزيد من العمل المهم في التعامل الكامل مع العقوبات والقوائم سيكون أمراً لا بد منه».
وفي ذات السياق، أكد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن ما تقوم به إسرائيل في هضبة الجولان السورية يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ويشكل تهديداً مباشراً لوحدة الأراضي السورية. وقال نيبينزيا في اجتماع لمجلس الأمن بشأن سوريا: «نود أن نسلط الضوء بشكل خاص على التهديد المباشر لوحدة الأراضي السورية الذي تشكله الأعمال غير القانونية التي تقوم بها إسرائيل، التي تنتهج سياسة الأمر الواقع في مرتفعات الجولان المحتلة، حيث تم الاستيلاء بالفعل على 500 كيلومتر مربع من الأراضي السورية». ومن جهته، أكد وزير خارجية مملكة البحرين عبد اللطيف الزياني حرص بلاده على استقلال سوريا ووحدة أراضيها واستعادة دورها على الصعيدين العربي والدولي. وقال الوزير الزياني خلال لقائه نظيره السوري أسعد الشيباني في العاصمة دمشق: «مستعدون لتوسيع آفاق التعاون المشترك مع سوريا في جميع المجالات، وندعو إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا».
وبدوره، أكد الشيباني أن كافة الجهود مستمرة من أجل إعادة اللاجئين.
وقال في تغريدة على حسابه في منصة إكس: «أكملنا شهراً كاملاً في دمشق، ولن تكتمل فرحتنا إلا باستكمال وحدة الأراضي السورية وإعادة المهجرين واللاجئين لكافة بلداتهم ومدنهم».
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، أمس الأربعاء، في تصريح إذاعي: إن بعض العقوبات المفروضة على سوريا «قد ترفع سريعاً»، وأضاف «ثمة عقوبات مفروضة على بشار الأسد وأركان نظامه، هذه العقوبات بطبيعة الحال لن ترفع. وثمة عقوبات أخرى تعرقل راهناً وصول المساعدة الإنسانية ما يمنع انتعاش البلاد، وهذه قد ترفع سريعاً». ومضى يقول: «ثمة عقوبات أخرى أيضاً هي موضع نقاش مع شركائنا الأوروبيين التي قد ترفع، لكن وفقاً للوتيرة التي تأخذ توقعاتنا الأمنية حول سوريا في الحسبان». وتؤيد ألمانيا كذلك تخفيف بعض العقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا حسبما ذكرت مصادر دبلوماسية في برلين الثلاثاء. وأعلنت واشنطن من جهتها الأسبوع الماضي تخفيفاً مؤقتاً للعقوبات المفروضة على سوريا «لعدم عرقلة» توفير الخدمات الأساسية.
إلى ذلك، دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أمس الأربعاء، إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية. وقال بزشكيان خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أثناء زيارته لطهران: «إن ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها وأهمية احترام المشاعر الدينية (في سوريا) خاصة فيما يتعلق بالأماكن المقدسة والمزارات الدينية كانت بين القضايا» التي بحثت. كما أكد السوداني خلال الزيارة احترام العراق «لإرادة الشعب السوري ودعمه لأي نظام سياسي أو دستوري يختاره بنفسه دون تدخلات خارجية»، وأشار إلى «استعداد العراق للتعاون مع كافة الأطراف... لتحقيق انتقال سلمي سلس إلى نظام يعكس إرادة الشعب السوري».(وكالات)
0 تعليق