نجاح نسبي لأول أيام وقف إطلاق النار في غزة - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

بعد تأخير لنحو ثلاث ساعات، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ رسمياً، أمس الأحد، وتم تسليم ثلاث رهينات إسرائيليات وسط مدينة غزة من «كتائب عز الدين القسام» إلى الصليب الأحمر، في إطار المرحلة الأولى من الهدنة، وقبل ساعات من إفراج إسرائيل عن عشرات الأسرى الفلسطينيين من سجن عوفر الإسرائيلي غرب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، وهم 90 أسيراً وأسيرة، بينهم 21 طفلاً.
وبدأ، في الساعة 11:15 من صباح أمس الأحد بالتوقيت المحلي، تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بعد أن سلمت حركة «حماس» أسماء أول ثلاث رهينات إسرائيليات تم الإفراج عنهن عند الساعة الرابعة والنصف عصراً بالتوقيت المحلي، وتسلّمهن الجيش الإسرائيلي من الصليب الأحمر في قطاع غزة الأحد في اليوم الأول من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس». وذكر الجيش الإسرائيلي أنه تمت مرافقة الرهينات من قبل قوات خاصة من الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام عند عودتهن إلى الأراضي الإسرائيلية، حيث سيخضعن لتقييم طبي قبل العودة إلى ذويهن.


وكان قيادي في حركة «حماس» قد قال لوكالة الصحافة الفرنسية “تمّ تسليم الأسيرات الثلاث للصليب الأحمر في ساحة السرايا في حي الرمال، بعد أن اطمأن فريق الصليب الأحمر إلى أنهن بصحة جيدة”. 
وسجلت عملية التسليم أول نجاح نسبي للهدنة، وسط انتشار كثيف لمقاتلين مسلحين وملثمين تجمهرت حولهم حشود كبيرة ما اضطرهم إلى إطلاق النار في الهواء لحمل الناس على التراجع للتمكن من نقل الرهينات الثلاث إلى سيارة الصليب الأحمر. وكانت الرهينات في حافلة صغيرة قبل أن ينقلهن الصليب الأحمر إلى آلية كانت مركونة في المكان.
وأكد منتدى عائلات الرهائن والمفقودين في إسرائيل أسماء الرهينات الثلاث المفرج عنهن في إطار المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق. وهن ثلاث إسرائيليات، إميلي داماري (28 عاماً) التي تحمل أيضاً الجنسية البريطانية، ورومي غونين (24 عاماً)، ودورون شتاينبرخر (31 عاماً) التي تحمل أيضاً الجنسية الرومانية. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه من المفترض تفرج «حماس»، السبت، المقبل عن أربعة رهائن إسرائيليين ضمن المرحلة الأولى من الصفقة.


وفي المقابل، أفرجت إسرائيل عن عشرات الأسرى الفلسطينيين بعد تجميعهم في سجن عوفر، وتم نقلهم إلى الضفة الغربية والقدس، بعد أن استكملت فرق الصليب الأحمر فحص الأسرى والأسيرات المفرج عنهم. ونشرت مؤسسات فلسطينية مختصة بشؤون الأسرى أسماء 90 فلسطينياً، هم 69 أسيرة و21 أسيراً بينهم 14 طفلاً، من الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.
واستقبلت حشود من الفلسطينيين الأسرى المحررين رغم تضييقات الجيش الإسرائيلي ونشره قوات إضافية في الضفة الغربية لمنع أي مظاهر للاحتفال.
وقررت القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي، اتخاذ سلسلة من التدابير الوقائية لمواجهة أي تصعيد محتمل، عقب إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة تبادل الأسرى. وجاءت هذه التدابير على الرغم من عدم وجود زيادة في الإنذارات الأمنية من جهاز الشاباك الإسرائيلي.


وقررت القيادة العسكرية لجيش الاحتلال إنشاء مصارف ترابية على الطرق الرئيسية لتقليل مخاطر الهجمات من سيارات عابرة، كما تم تعزيز الدفاعات حول المستوطنات مع تغيير تكتيكات الحماية.
ووصلت تعزيزات عسكرية من كتيبة 90، والتي ستعمل على تنفيذ عمليات مركزة لإحباط الهجمات المحتملة، كما وُضعت قائمة كبيرة للمطلوبين بهدف تقليل المخاطر الأمنية.
وتعمل القيادة المركزية على إجراء تدريبات متقدمة لرفع جاهزية القوات لأي تصعيد مفاجئ.
توقف القتال في غزة عشية دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البيت الأبيض لبدء ولاية رئاسية جديدة، وقال الرئيس جو بايدن، أمس الأحد، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بات واقعاً، وإنه كان نتيجة لجهود دبلوماسية أمريكية استمرت لشهور.


ولفت بايدن، في كلمة بشأن الهدنة، إلى إدارة ترامب يقع عليها عاتق تنفيذ اتفاق غزة. وكشف أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ أمس، هو نفس المقترح الذي طرحه في مايو الماضي. وأضاف بايدن «صمتت البنادق في غزة». واعتبر أن مفاوضات غزة كانت الأصعب منذ توليه السلطة. وأوضح الرئيس الأمريكي أن بين الرهائن المقرر الإفراج عنهم مواطنين أمريكيين.


بدوره رحّب ترامب ببدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وكتب ترامب: «بدأ خروج الرهائن! ستكون 3 شابات رائعات أول من يخرج».
من جهته، قال مايك والتز مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي المنتخب، إنه إذا تراجعت حركة «حماس» عن اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، فإن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل «في عمل ما يتعين عليها القيام به. وأضاف في مقابلة أجرتها معه شبكة (سي.بي.إس): «حماس لن تحكم غزة أبداً. هذا غير مقبول تماماً».
في الأثناء، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد، خلال اتصال هاتفي مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أهمية «عودة إدارة فلسطينية لحكم غزة بمشاركة كاملة للسلطة الفلسطينية»، على ما أعلنت الرئاسة الفرنسية.
وشدد ماكرون كذلك على أن مستقبل قطاع غزة يجب أن يندرج في سياق دولة فلسطينية مستقبلية، ويجب في هذا الإطار ضمان ألا يتكرر هجوم السابع من أكتوبر 2023 في حق إسرائيل، وفق ما أضاف الإليزيه. (وكالات)

أخبار ذات صلة

0 تعليق