أعلنت موسكو سيطرة قواتها على مدينة دزيرجينسك في دونيتسك لقطع الإمدادات الأوكرانية، فيما تصدت لهجوم أوكراني في كورسك، بينما عرضت كييف فتح ممر إنساني للمدنيين الروس العالقين هناك. فيما حذر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تزايد الهجمات على محطة زابوريجيا النووية، في وقت تتسارع التحركات الدبلوماسية لعقد لقاء محتمل بين بوتين وترامب، وسط مساعٍ أوكرانية لتعزيز علاقتها مع واشنطن.
وقالت وزارة الدفاع الروسية «نتيجة للعمليات الهجومية النشطة، تم تحرير مدينة دزيرجينسك في جمهورية دونيتسك الشعبية» مستخدمة الاسم الروسي للمدينة والمنطقة.
وكانت روسيا تسعى منذ عدة أشهر للسيطرة على البلدة الصناعية الوقعة في منطقة دونيتسك الشرقية، إذ إن ذلك سيمكنها من عرقلة طرق الإمداد الأوكرانية الحيوية.
وكان عدد سكان مدينة توريتسك، التي كانت تكثر فيها مناجم الفحم سابقاً نحو 30 ألف نسمة قبل الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022. ولكن بحلول تموز/يوليو الماضي انخفض العدد بنسبة 90 بالمئة بسبب المعارك.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية قبيل إعلان روسيا أمس الجمعة إن المدينة أصبحت «خراباً»، ونشرت صورة لمبان مدمرة على منصة إكس. وأضافت «كان هذا ذات يوم منزل أحدهم. مكان عاش فيه الناس وضحكوا وبنوا مستقبلهم. والآن، لم يعد سوى خراب»، من دون التعليق على ما إذا كانت المدينة قد أصبحت تحت سيطرة روسيا.
في السياق، قالت وزارة الدفاع الروسية إن الجيش الأوكراني شن هجوماً جديداً في منطقة كورسك الحدودية الروسية، وإن قواتها «أحبطت محاولة هجوم مضاد من قبل القوات المسلحة الأوكرانية».
وأضافت أن القتال تركز حول قريتي أولانوك وتشيركاسكايا كونوبيلكا في جنوب شرق منطقة سودجا التي تخضع للسيطرة الأوكرانية.
بدورها، أعلنت الرئاسة الأوكرانية أن أوكرانيا مستعدة لفتح ممر إنساني لتمكين مئات المدنيين الروس في منطقة كورسك التي يسيطر عليها جيشها، من العودة إلى أراض تسيطر عليها روسيا.
وقالت الرئاسة الأوكرانية «نحن مستعدون لفتح ممر إنساني من كورسك إلى العمق الروسي في حال وردنا طلب رسمي من روسيا الاتحادية».
على صعيد متصل، أعلن رافائيل جروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن الهجمات على محطة زابوريجيا النووية الخاضعة للسيطرة الروسية تزايدت، وذلك بعد محادثاته في موسكو مع رئيس شركة «روس آتوم» أليكسي ليخاتشوف.
ورغم سيطرة القوات الروسية على المحطة منذ 2022 واعتبار موسكو المنطقة جزءاً من أراضيها، أكد جروسي أنه من المستحيل تحديد منفذي الهجمات استناداً إلى شظايا الطائرات المسيرة.
من جانب آخر، أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن روسيا والولايات المتحدة لم تبحثا بعد إمكانية عقد لقاء بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، مشيراً إلى عدم وجود اتصالات أولية بشأن ضرورته أو مكان انعقاده.
ورغم رغبة الطرفين في اللقاء، فإن جدول أعماله المحتمل قد يركز على مساعي ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة. وفي هذا السياق، أفاد مسؤول روسي بأن التحضيرات للقاء المحتمل بين بوتين وترامب بلغت «مرحلة متقدمة»، دون تقديم تفاصيل إضافية حول موعده أو مكانه.
في سياق متصل، أعلن أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه ناقش مع كيث كيلوج، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أوكرانيا وروسيا، تطورات الحرب والترتيب لاجتماعات مقبلة.
وأوضح يرماك أن المحادثات تناولت زيارة كيلوج إلى أوكرانيا، وسلامة المدنيين، والاجتماعات المرتقبة في مؤتمر ميونيخ للأمن هذا الشهر.
وفي إطار جهود أوكرانيا لتعزيز علاقاتها مع إدارة ترامب، عقد كيلوج أول اجتماع رسمي مع السفيرة الأوكرانية لدى واشنطن، أوكسانا ماركاروفا، حيث ناقشا تطورات الحرب ومستقبل التعاون بين كييف وواشنطن.
ولم يكشف ترامب حتى الآن عن تفاصيل خطته لإنهاء الحرب، فيما أشار كيلوج إلى رغبة الولايات المتحدة في إجراء انتخابات أوكرانية بحلول نهاية العام، إذا تم التوصل إلى هدنة بين كييف وموسكو. (وكالات)