أوروبا تحذر ترامب من أي اتفاق «خلف ظهرها» بشأن أوكرانيا - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

بروكسل ـ (أ ف ب)
بعد الصدمة الناجمة عن استبعادهم من المحادثات بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا، حذر الأوروبيون الخميس من أن أي اتفاق سلام يتم التفاوض عليه من دون مشاركة بروكسل وكييف سيبوء بالفشل، فيما أعلن الكرملين أن أوكرانيا ستشارك في مفاوضات السلام لإنهاء النزاع «بطريقة أو بأخرى».
من جهتها، أكدت واشنطن على لسان وزير الدفاع بيت هيغسيث خلال اجتماع وزاري لحلف شمال الأطلسي في بروكسل، أن هذه المفاوضات لن تكون بأي حال من الأحوال «خيانة» لأوكرانيا.
كذلك، أعلن الكرملين الخميس أن أوكرانيا ستشارك في مفاوضات السلام لإنهاء النزاع «بطريقة أو بأخرى»، وذلك غداة إجراء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصالين هاتفيين منفصلين برئيسي روسيا وأوكرانيا.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من ناحيته الخميس أنه يريد التوافق على موقف مع واشنطن قبل إجراء أي مفاوضات مع روسيا.
وأفاد الرئيس الأوكراني أيضاً بأن ترامب أبلغه بأنه كان يرغب بالتحدث إلى زيلينسكي وبوتين في الوقت ذاته، من دون توضيح سبب عدم قيامه بذلك.
ـ شكوك أوروبية ـ
وأبدت الدول الأوروبية في الساعات الأخيرة شكوكاً كبيرة في هذه المسألة، حتى إن مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أجرت مقارنة بين الوضع الراهن وعام 1938، عندما أدت اتفاقية ميونيخ إلى ضم جزء من تشيكوسلوفاكيا إلى ألمانيا بقيادة هتلر. وقالت إن «محاولات الاسترضاء هذه دائماً تفشل».
كما حذر رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا الخميس من أن السلام في أوكرانيا يجب أن يكون أكثر من مجرد «وقف إطلاق نار بسيط»، وذلك رداً على قرار موسكو وواشنطن بدء مفاوضات لإنهاء الحرب.
وقالت كالاس الخميس «أي حل سريع سيكون أشبه بصفقة قذرة رأيناها سابقاً في مينسك على سبيل المثال»، مشيرة إلى أنه لا يمكن التفاوض على أي شيء «خلف ظهور» الأوروبيين أو الأوكرانيين، تحت طائلة «الفشل».
وأدت اتفاقات مينسك التي تم التوصل إليها قبل عشر سنوات إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا، لكنها تعرضت لانتهاكات متكررة إلى أن اندلعت الحرب في فبراير/شباط 2022.
من جانبه، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إنه يرفض أي «سلام مفروض» على كييف. وفي صدى لموقف برلين، انتقدت كالاس أيضاً استراتيجية ترامب التفاوضية، تماماً كما فعل وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في وقت سابق. وتساءلت «لماذا نعطيهم كل ما يريدونه قبل أن تبدأ المفاوضات؟».
ومن بين الخطوط الحمراء المختلفة التي عرضتها إدارة ترامب الأربعاء، أعلنت الولايات المتحدة أن طرح ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي غير واقعي، وكذلك الأمر بالنسبة لعودة هذا البلد إلى حدوده قبل عام 2014، أي مع شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في ذلك العام. واعتبر الأمريكيون أيضاً أن الأوروبيين باتوا مسؤولين عن تقديم الجزء الأكبر من الدعم لكييف.
- «أمن أوروبا» -
وقد أثارت هذه المواقف الأمريكية رضا القادة الروس الحريصين على توسيع نطاق المناقشات ليشمل «أمن أوروبا». وأكد الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الكرملين يريد «نقاشاً معمقاً» يتخطى نطاق أزمة أوكرانيا ليشمل «الأمن في القارة الأوروبية» ككل و«المخاوف الأمنية» الروسية.
من ناحية أخرى، في الجانب الأوكراني، بدا الحذر سيد الموقف، في ظل الضبابية القوية السائدة. وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف من بروكسل «الرسالة الآن هي أننا نواصل العمل. نحن أقوياء وقادرون»، من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
- «لحظة الحقيقة» -
وكان لإعلان الإطلاق «الفوري» لمفاوضات السلام بشأن أوكرانيا والخطاب الواضح لوزير الدفاع الأمريكي الجديد الذي طالب فيه الأوروبيين بتولي زمام المبادرة، وقعٌ صاعقٌ في مقر الحلف في بروكسل.
وقال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو إن «هذه لحظة حقيقة كبرى» بالنسبة إلى مستقبل حلف شمال الأطلسي. وأضاف «يقولون إنه التحالف العسكري الأهم والأكثر قوة في التاريخ. هذا صحيح تاريخياً، لكن السؤال الحقيقي هو: هل سيبقى كذلك بعد 10 أو 15 عاماً ؟».
وحاول بيت هيغسيث تبديد هذه الشكوك الخميس، مؤكداً أن دونالد ترامب هو «أفضل مفاوض على هذا الكوكب» والوحيد القادر على ضمان سلام «دائم» في أوكرانيا. ورأى المحاضر في معهد العلوم السياسية في باريس فريديريك إنسيل أن «هذه حالة كلاسيكية للغاية»، وهي تعود إلى حقبة الحرب الباردة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق