كندا الولاية الـ 51.. حلم الديمقراطيين لإسقاط ترامب - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

إعداد: إيمان أبو الحديد
بينما ينظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو الشمال، ويواصل دفع قضيته لضم كندا لتكون الولاية الـ51، يجد الديمقراطيون المهتمون بالسياسة، الذين يشعرون بالغضب تجاه أجندته، أنفسهم يفكرون في فائدة انتخابية محتملة إذا حدث ذلك يوماً.
قليلون في واشنطن يأخذون هذا الاحتمال على محمل الجد، فقد أوضحت كندا أنها لا تهتم بالانضمام إلى الولايات المتحدة، ويبدو أن ترامب غير مستعد لإرسال فرقة المظليين الثانية والثمانين لفرض هذا الأمر، بحسب ما نشرته «نيويورك تايمز».
ولكن إذا كانت هذه الفكرة تُرضي غرور ترامب باعتباره شخصية تاريخية تهدف إلى بناء إمبراطورية، فقد تكون أيضاً ضارة لحزب الجمهوريين، ومفيدة للديمقراطيين.
كندا، التي تتمتع بنظام رعاية صحية اجتماعي، وسياسات هجرة ودية، والتزام بحماية البيئة، ليست بالضبط أرضاً لمؤيدي ترامب.
ووفقاً لبعض الدراسات حول الرأي العام وأنماط التصويت، فإن تحويل كندا إلى ولاية من شأنه أن يكلف الجمهوريين السيطرة على مجلس النواب، ويقلص أغلبيتهم في مجلس الشيوخ، ويجعل من الصعب عليهم الفوز بالبيت الأبيض في الانتخابات المقبلة.
وقال ستيف إسرائيل، النائب السابق من نيويورك، الذي ترأس لجنة الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي في الكونغرس: «لا أصدق أنني أقول هذا، لكنني أتفق بشدة مع ترامب، كندا في الغالب هي يسارية، وجعلها الولاية 51 يعني المزيد من الديمقراطيين في الكونغرس، وأصواتاً إضافية في المجمع الانتخابي، ناهيك عن توفير الرعاية الصحية الشاملة ومكافحة تغير المناخ».
ومن حيث عدد السكان الذي يبلغ 40 مليوناً، والمساحة التي تبلغ 3.8 مليون ميل مربع، ستصبح كندا فوراً أكبر ولاية في الاتحاد، متفوقة على الولايات الخمسين الأخرى، من حيث المساحة وعدد السكان.
كندا زرقاء
ستكون كندا أيضاً أكثر «زرقاء» من كاليفورنيا من الناحية السياسية، بناءً على الاتجاهات السابقة.
فقد أخبر نحو ثلثي الكنديين، أو 64%، من استطلعت آراؤهم شركة استطلاعات الرأي «ليجير» أنهم كانوا سيصوتون لكمالا هاريس، بينما قال 21% فقط إنهم كانوا سيؤيدون ترامب. وإذا كانت كندا تمتلك 55 صوتاً في المجمع الانتخابي بناءً على عدد سكانها، فإن ذلك كان سيرتفع بإجمالي أصوات هاريس من 226 إلى 281.
ومع ذلك، كان ترامب سيظل يفوز بـ 312 صوتاً في المجمع الانتخابي، ولكن مثل هذا التغيير كان سيترك هامشاً أقل للجمهوريين في المستقبل الذين سيبدؤون كل سباق انتخابي، مع افتراض وجود 55 صوتاً إضافياً في المجمع الانتخابي لصالح قاعدة الديمقراطيين.
الأثر الأكبر سيكون على مجلس النواب، حيث حلل جون إيه. توريس، أستاذ العلوم السياسية في كلية لاجرينج في جورجيا، فرضية ضم 10 مقاطعات كندية معاً، بينما يتم معاملة الأقاليم الكندية الثلاثة من الولايات المتحدة كما تعامل أقاليمها الخاصة مثل ساموا الأمريكية وغوام وبورتو ريكو وجزر فيرجن التي ليس لها أصوات في الانتخابات الرئاسية.
بينما قال دوغلاس هاي، الاستراتيجي الجمهوري المخضرم: «بالطبع، إذا حدث ذلك، فسيكون فائدة سياسية للديمقراطيين، لكن هذا ليس جزءاً من النقاش، ترامب يعتمد على إثارة الضجيج لجذب الانتباه، وسجله في ذلك جيد جداً».
حرب تجارية
ويبدو أن حديث ترامب عن ضم كندا وسيلة لتحفيز جيرانه في الشمال كجزء من ضغطه للحصول على تنازلات تجارية وغيرها. ونجح في استفزازهم، حيث قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في تعليقات مسربة، إنه لا يعتبر الأمر مزحة، بل شيئاً حقيقياً.
وسافر رؤساء وزراء المقاطعات والأقاليم الكندية الـ13 إلى واشنطن الأسبوع الماضي، بهدف تعزيز العلاقات الكندية-الأمريكية، وتهدئة الحرب التجارية التي بدأها ترامب.
وقال جيمس بلير، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض، إنه عندما يتعلق الأمر بتعليقات ترامب حول كندا الولاية الـ51، يجب على المسؤولين هناك «أخذ ما يقوله على محمل الجد».
لا يرغب أي من المقاطعات في الانضمام إلى الولايات المتحدة، وفقاً لاستطلاع أجرته شركة 'يوجف'، فإن 15% فقط من الكنديين يؤيدون الانضمام إلى جارتهم الجنوبية، بينما يعارضه 77%. حتى بين المحافظين، يؤيد 23% فقط الفكرة، بينما يعارضها 73%.
بناءً على ذلك يجب ألا يرفع ترامب آماله، ولا ينبغي للديمقراطيين أيضاً، ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكنهم الحلم.
وقال إسرائيل: «كندا زرقاء، سنأخذ كل المساعدة التي يرغب الرئيس ترامب في تقديمها للديمقراطيين دون أن يتعمد ذلك».

أخبار ذات صلة

0 تعليق