قمة في كييف لإحياء ذكرى الحرب.. وتحذير «صارم» لزيلينسكي من التنازل - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

كييف-أ.ف.ب
حيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، «المقاومة» الأوكرانية في الذكرى الثالثة للحرب الروسية على بلاده، فيما يتوافد في هذه المناسبة عدد من القادة الأجانب إلى كييف لتأكيد دعمهم لهذا البلد بعد تبديل الولايات المتحدة موقفها في تحول أعاد خلط أوراق النزاع، في حين حذر قائد في الجيش الأوكراني زيلينسكي من التنازل لروسيا عن المناطق التي تسيطر عليها حالياً.
ومع إتمام الحرب عامها الثالث، كتب زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي «ثلاث سنوات من المقاومة. ثلاث سنوات من عرفان الجميل. ثلاث سنوات من البطولة المطلقة أظهرها الأوكرانيون»، شاكراً «كل الذين يدافعون (عن أوكرانيا) ويدعمونها».
ووصلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو صباح الاثنين، في القطار إلى كييف لحضور قمة تجمع زيلينسكي و13 مسؤولاً، فيما ينضم إليه 24 آخرون عبر الفيديو.
وكتبت فون دير لايين في منشور: «نحن في كييف اليوم لأن أوكرانيا هي أوروبا. في هذا الكفاح من أجل البقاء، ليس مصير أوكرانيا وحده ما هو على المحك، بل مصير أوروبا».
كذلك، وصل قادة عدد من الدول الأوروبية ولا سيما رؤساء بلدان وحكومات دول البلطيق ودول شمال أوروبا ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.
وبمواجهة روسيا وتبدل الموقف الأمريكي، يسعى الأوروبيون الذين باتوا في موقع ضعف لتعبئة قواهم. وفي هذا السياق، أعلن كوستا عقد قمة أوروبية خاصة في السادس من آذار/ مارس، موضحاً: «إننا نعيش لحظة حاسمة لأوكرانيا والأمن الأوروبي».
ومن المقرر أن يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الولايات المتحدة، الاثنين والخميس، على التوالي، فيما أعلنت ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الأحد، أنها ستزور الولايات المتحدة الثلاثاء.
وردد ماكرون في طريقه إلى واشنطن أنا و«زملائي الأوروبيين ملتزمون بعودة السلام بصورة عادلة ومتينة ودائمة» وعازمون على أن «يخرج أمن الأوروبيين معززاً» من المفاوضات.
«قدرة الدفاع الأوروبية»
أعلن زعيم الديمقراطيين المسيحيين الألمان فريدريش ميرتس الذي يرجح أن يكون المستشار المقبل بعد فوزه في الانتخابات التشريعية، الأحد، أن إنشاء «قدرة دفاعية أوروبية ذاتية» هو «أولوية مطلقة» لتكون بمثابة بديل عن «الحلف الأطلسي بشكله الحالي».
وبعدما تبنى الرئيس الأمريكي الموقف الروسي الذي يحمل أوكرانيا مسؤولية اندلاع الحرب في 24 شباط/ فبراير 2022، تاريخ بدء الحرب الروسية، وباشر محادثات مع موسكو بدون أي مشاركة أوكرانية أو أوروبية، يصر دونالد ترامب على استعادة قيمة المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة لكييف منذ ذلك التاريخ، من خلال وصول الولايات المتحدة إلى موارد أوكرانيا من المعادن الحيوية والنادرة.
واستبعد زيلينسكي توقيع اتفاق يدفع ثمنه «عشرة أجيال من الأوكرانيين».
كما وصف ترامب الرئيس الأوكراني بأنه «دكتاتور بلا انتخابات». ورد زيلينسكي الذي انتخب عام 2019 لخمس سنوات لكنه يبقى في السلطة لاستحالة تنظيم اقتراع في ظل الأحكام العرفية المفروضة في أوكرانيا في زمن الحرب، مؤكداً أنه لا يشعر «بالإهانة» جراء تصريحات ترامب لأنه «رئيس منتخب بصورة شرعية».
واعتبرت واشنطن التي تعد للقاء قمة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي أمر «غير واقعي».
وأثار هذا التغيير الكامل في الموقف الأمريكي بعد ثلاث سنوات من الدعم العسكري المتواصل، صدمة لدى الأوكرانيين الذين يخشون أن ترغم بلادهم على التنازل عن مساحات من أراضيها لقاء وقف إطلاق نار.
«لم يعد لديهم ما يخسرونه»
حذر أولكسندر قائد وحدة هجوم في اللواء الـ93 بأنه إن قبل زيلينسكي بالتنازل لروسيا عن المناطق التي تسيطر عليها حالياً «فالرجال الذين يقاتلون الآن من أجل أرضنا لن يستمعوا إليه وسنواصل الدفع قدماً».
ورأى أن العديد من الناس خسروا «منازلهم وعائلاتهم وأطفالهم» و«لم يعد لديهم ما يخسرونه».
وجرت تظاهرات مؤيدة لأوكرانيا، الأحد، في باريس وبراغ وفيلنيوس وأمام السفارة الروسية في واشنطن وفي عدد من المدن الأمريكية، ومن المقرر أن تنظم تجمعات، الاثنين، أيضاً ولا سيما في لندن وسيدني.
من جانبها، لا تخفي موسكو ارتياحها بعدما كسر ترامب العزلة التي فرضها الغربيون على بوتين وباشر محادثات ثنائية مع روسيا. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الأحد، إن «الحوار جرى بين رئيسين مميزين حقاً. إنه واعد. من المهم ألا يحول أي أمر من دون تنفيذ إرادتهما السياسية».
وأعلنت موسكو أن لقاء جديداً بين دبلوماسيين روس وأمريكيين سيعقد في نهاية الأسبوع، بعد اللقاء الأول بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي ماركو روبيو في 18 شباط/ فبراير في الرياض.
وفي خطوة معبّرة، طرحت الولايات المتحدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار لا يتضمن أي ذكر لوحدة أراضي أوكرانيا، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى «سلام عادل ومستدام وشامل يؤكد بالكامل على سيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دولياً».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق