مواجهة الرؤساء.. تقييمات صريحة من واشنطن إلى بايدن - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تعدّ الرئاسة الأمريكية من أكثر المناصب نفوذاً وتعقيداً في العالم، حيث يتطلب هذا الدور تحقيق توازن دقيق بين القوة السياسية والتحديات الشخصية. عبر التاريخ، أسهمت خلفيات وتجارب الرؤساء في تشكيل السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة، ما أثّر بشكل مباشر في الشعب الأمريكي والعالم أجمع.
يقدّم كتاب «مواجهة الرؤساء: تقييمات صريحة من واشنطن إلى بايدن»، من تأليف بيل أوريلي ومارتن دوجارد، نظرة شاملة وعميقة عن حياة وسياسات 45 رئيساً أمريكياً، بدءاً من جورج واشنطن وصولاً إلى جو بايدن. يعاين هذا العمل إنجازاتهم وإخفاقاتهم، بطريقة واضحة ومباشرة، بعيداً عن المبالغة أو التلميع السياسي.
يتبع أوريلي ودوجارد، المعروفان بسلسلة كتب «كيلينغ» الأكثر مبيعاً، أسلوباً مختلفاً في هذا الكتاب، من خلال تقديم بورتريهات مفصلة لكل رئيس أمريكي. يتميز الكتاب بكشفه حقائق تاريخية غير معروفة سابقاً، بفضل البحث العميق في الرسائل الخاصة والوثائق المكتشفة حديثاً. على سبيل المثال، يسلط الكتاب الضوء على العلاقة المضطربة بين جورج واشنطن ووالدته، لنقرأ بذلك بعداً إنسانياً عن هذه الشخصية التاريخية الشهيرة.
يتناول الكتاب أيضاً جوانب غير معروفة عن الحياة الشخصية للرؤساء، مثل اهتماماتهم وهواياتهم وأذواقهم في الطعام والشراب. يمنح هذا التنوع في الطرح القرّاء فرصة لاكتشاف الجانب الآخر من الشخصيات التي شكّلت تاريخ الولايات المتحدة.
من بين الأسئلة التي يجيب عنها الكتاب: كيف أسهمت الخلفيات الشخصية لكل رئيس في تشكيل رؤيته وسياساته تجاه القضايا المهمة، مثل الاقتصاد والحروب الخارجية؟ وما هي التحديات الكبرى التي واجهها كل رئيس خلال فترته الرئاسية، وكيف تعامل معها؟ هذا يتبعه سؤال آخر حول «من هم الرؤساء الذين صنعوا التاريخ بأفضل طريقة؟ ومن هم الذين تراجعت سمعتهم مع مرور الزمن؟ وكيف أثرت الفترات الرئاسية المختلفة في العلاقات الدولية للولايات المتحدة، خاصة في سياق الحروب والتحالفات الاستراتيجية؟ وعلى صعيد آخر، كيف تعاملت السيدات الأوائل مع دورهن في البيت الأبيض، وما هو الدور غير الرسمي الذي لعبته في السياسة وفي تشكيل تاريخ الرئاسة؟ إضافة إلى ذلك، يتساءل الكتاب عن القرارات الحاسمة التي اتخذها بعض الرؤساء، والتي ما زالت تؤثر في الولايات المتحدة حتى اليوم، وما هي التأثيرات طويلة المدى لهذه القرارات في السياسة الأمريكية والعالمية؟
يقول المؤلفان في مقدمتهما: «تخيل أن تكون الشخص الأكثر قوة في العالم. جميع احتياجاتك اليومية مُعتنى بها، رفاهية كاملة على مدار الساعة، والقدرة على تغيير حياة الملايين من الناس، سواء للأفضل أو للأسوأ. لقد كان هناك خمسة وأربعون رئيساً من الرجال للولايات المتحدة. امرأة واحدة، هيلاري كلينتون، اقتربت من تحقيق ذلك. لكن من هم هؤلاء الأشخاص حقاً؟ الإجابة عن هذا السؤال الذي يبدو بسيطاً هي هدف هذا الكتاب. والإجابة معقدة بسبب الظروف المختلفة».
ويشيران إلى أنه «تم انتخاب أشخاص سيئين لأعلى منصب في البلاد كما تم انتخاب النبلاء. أحياناً يكون من الصعب إصدار الحكم. لكننا سنقرر بناءً على الحقائق التي اكتشفناها. بعض الرؤساء كانوا مدمني مشروبات كحولية وفاسدين وقليل منهم عنصريين بشكل صريح. تقريباً كلهم لديهم غرائب خفية قد تدهشك. جميعهم عانوا الألم. وقد أثر كل رئيس فيك، من خلال الطريقة التي تصرف بها أثناء توليه المنصب».
ويضيفان: «نحن أمة منقسمة بشدة؛ وقد يؤدي ذلك إلى فوضى اجتماعية. المرارة السياسية تملأ الأجواء. لكن رغم ذلك مرت البلاد بهذا من قبل وخرجت منها أقوى. هل سيحدث ذلك مجدداً؟».
في خاتمة الكتاب الصادر عن مارتينز بريس للنشر الناشر في سبتمبر 2024 باللغة ‏الإنجليزية ضمن ‏432 صفحة، يؤكد المؤلفان أن الرئاسة الأمريكية ليست مجرد منصب سياسي، بل هي تجربة إنسانية تتأثر بالنجاحات والإخفاقات الشخصية، ويدعوان إلى فهم تعقيد القيادة وكيفية التأثير في حاضر ومستقبل الشعب الأمريكي.

أخبار ذات صلة

0 تعليق