راجيف باجاج، رجل أعمال هندي معروف، يشغل منصب المدير الإداري لشركة «باجاج أوتو»، ويُعدّ من الشخصيات المؤثرة في صناعة المركبات في الهند وعلى مستوى العالم.
ولد عام 1966، وينحدر من عائلة باجاج التجارية العريقة، التي أسسها جده جامنالال باجاج، الشخصية البارزة التي لعبت دوراً في النضال الهندي من أجل الاستقلال، حيث كان مقرباً من المهاتما غاندي.
حصل باجاج على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة بوني في الهند، ثم تابع دراسته العليا في المملكة المتحدة، حيث حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة وارويك. وساعدته هذه الخلفية الأكاديمية في تطوير مهاراته في الإدارة والاستراتيجيات، التي استخدمها لاحقاً في تحويل «باجاج أوتو» إلى واحدة من أبرز الشركات المصنعة للدراجات النارية والمركبات في العالم.
بعد إكمال دراسته، انضم باجاج إلى «باجاج أوتو»، عام 1990، وبدأ مسيرته في العمل داخل الشركة العائلية. وفي ذلك الوقت، كانت الشركة تركز بشكل كبير على إنتاج السيارات الصغيرة، لكنه رأى فرصة لإعادة توجيه الشركة نحو سوق الدراجات النارية. ومن خلال رؤيته الثاقبة قاد حملة لإعادة التركيز على هذا القطاع، الأمر الذي أدى إلى تحولات كبيرة في مسار الشركة.
في عام 2005، تولى منصب المدير الإداري في الشركة، وأصبح له دور أساسي في قيادتها نحو الابتكار والتوسع الدولي. وكانت تلك الفترة حرجة بالنسبة لصناعة المركبات في الهند، حيث واجهت الشركة منافسة قوية من شركات محلية وعالمية. ولكن بفضل استراتيجياته الجريئة، استطاعت الشركة أن تتفوق وتصبح واحدة من أكبر الشركات في صناعة الدراجات النارية عالمياً.
وتحت قيادة باجاج، تبنت الشركة استراتيجية «التمايز»، حيث ركزت على إنتاج الدراجات النارية عالية الجودة والأداء التي تستهدف شريحة معينة من السوق، بدلاً من التركيز على الإنتاج الكمي. وهذه الاستراتيجية ساعدتها على التميز في سوق مزدحم، حيث أطلقت موديلات شهيرة مثل «باجاج بولسار» و«باجاج دومينار»، التي لاقت رواجاً كبيراً وأسهمت في تعزيز اسم الشركة على مستوى عالمي. أثناء فترة إدارته، عمل باجاج على توسيع نطاق الشركة إلى الأسواق العالمية، مع التركيز بشكل خاص على أسواق مثل جنوب شرق آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. بحلول عام 2012، أصبحت الشركة تحت قيادته واحدة من أكبر شركات تصنيع الدراجات النارية في العالم، حيث تصدّر منتجاتها لأكثر من 70 دولة.
في عام 2020، ومع تفشي جائحة كورونا، واجهت الصناعات حول العالم تحديات كبيرة. وخلال هذه الفترة، كان لباجاج آراء نقدية حول بعض السياسات الحكومية في الهند، خاصة المتعلقة بالإغلاق الاقتصادي، حيث انتقد القرارات التي تؤثر على الصناعة الهندية، معبراً عن ضرورة تبني سياسات داعمة للصناعات، بدلاً من سياسات الإغلاق الكامل. وتحت قيادته، استمرت الشركة في تحقيق أرباح قوية، والحفاظ على مكانتها كشركة رائدة في السوق، على الرغم من التحديات. ومع تحول العالم نحو تقنيات الطاقة المستدامة، بدأ باجاج توجيه الشركة نحو الاستثمار في المركبات الكهربائية، حيث أعلنت عن إطلاق طرز كهربائية جديدة، تماشياً مع التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.
0 تعليق