بيروت:«الخليج»، وكالات
تسارعت التطورات، خلال الساعات الماضية، على نحو يوحي بقرب التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق بين لبنان وإسرائيل، وذكرتت وسائل إعلام أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق مبدئياً على وقف إطلاق النار ، بينما نُقل عن مسؤول في الإدارة الأمريكية أنه تم التوصل بالفعل إلى اتفاق، وأنه قد يُعلن خلال ساعات.
وقال مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمس الاثنين، إن واشنطن تعتقد أنها حققت اختراقاً في المفاوضات بين إسرائيل ولبنان ونجحت في التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله». كما أوردت وكالة «رويترز» للأنباء، أن «الولايات المتحدة أبلغت مسؤولين لبنانيين بأن وقف إطلاق النار، قد يُعلَن في غضون ساعات». وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صع إن الهدنة التي ترعاها الولايات المتحدة ستراقبها لجنة من 5 دول تترأسها أمريكا.
ورجّح المسؤول الأمريكي أن يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية «الكابينيت»، اليوم الثلاثاء، للمصادقة النهائية على الاتفاق. ومع ذلك، حذر المسؤول من «إمكانية لحدوث تشويشات» قد تعيق التسوية في اللحظات الأخيرة. وبحسب التقديرات، فإن الأغلبية المطلوبة لصالح التسوية مضمونة، رغم معارضة بن غفير للاتفاق. ويتضمن الاتفاق المقترح وقفاً لإطلاق النار يستمر لمدة 60 يوماً، يتم خلالها انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجياً من جنوب لبنان، فيما يتولى الجيش اللبناني الانتشار في المناطق الحدودية. كما يتعين على «حزب الله» نقل أسلحته الثقيلة إلى شمال نهر الليطاني.
وأكد المسؤول الأمريكي أن الخلاف الذي أثير حول دور فرنسا في آلية مراقبة تنفيذ الاتفاق تم حله. وبحسب مصادر إسرائيلية وأمريكية، فإن المفاوضات كانت على وشك أن تؤدي إلى اتفاق نهائي يوم الخميس الماضي، إلا أن قرار المحكمة الجنائية الدولية وتأييد الخارجية الفرنسية له، تسبب في عرقلة هذه المساعي، وفقاً لموقع «واللا». وخلال اجتماع بين نتنياهو والمبعوث الأمريكي، عاموس هوكشتاين، تأثر النقاش بعد أن تم إبلاغ نتنياهو بقرار المحكمة. وذكرت المصادر أن نتنياهو أظهر غضباً واضحاً وأعلن رفضه القاطع لأي دور فرنسي في الاتفاق. وفي محاولة لحل الأزمة، تحدث الرئيس بايدن مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة، حيث واصل بايدن دعمه لإسرائيل وادعى أن موقف نتنياهو مبرر، وشدد على أن فرنسا لا يمكنها أن تكون وسيطاً إذا كانت تدعم تنفيذ قرارات المحكمة الجنائية الدولية.
من جانبه، حاول ماكرون توضيح أن موقف الخارجية الفرنسية كان مجرد تأكيد لالتزاماتها القانونية تجاه المحكمة، وفي اليوم التالي أصدرت فرنسا بياناً معتدلاً لتخفيف حدة التوتر في العلاقات مع إسرائيل. وفي ظل الجمود، أرسل هوكشتاين رسالة عبر السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايك هرتسوغ، إلى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية. وتضمنت الرسالة تهديداً بانسحاب الوسيط الأمريكي من المحادثات إذا لم توافق إسرائيل على الاتفاق في الأيام القليلة المقبلة. لكن إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي اليميني المتطرف اعتبر أن التوصل إلى اتفاق وقف نار مع لبنان «خطأ كبير»، محذراً من أن ذلك تفويت فرصة وصفها بـ «التاريخية» لاجتثاث «حزب الله».
ومن جهته، اعتبر وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان سيتوقف على التنفيذ، لافتاً إلى نقطتين، الأولى هي منع «حزب الله» من التحرك جنوباً وراء نهر الليطاني، والثانية هي منع «حزب الله» من إعادة بناء قوته وإعادة تسليحه في كل أنحاء لبنان.
0 تعليق