«جامعة جنوب أستراليا»
في العصر الرقمي الحالي، أصبح الأطفال أكثر اتصالاً بالعالم الإلكتروني من أي وقت مضى، ورغم أن الإنترنت يوفر قدراً هائلاً من المعلومات وفرص التعلم والنمو، فإنه يفرض أيضاً مخاطر كبيرة، وخاصة عندما يتعلق الأمر باستغلال الأطفال.
محو الأمية الإعلامية هو القدرة على الوصول إلى الوسائط الإعلامية وتحليلها وتقييمها وإنشائها بأشكال مختلفة، فضلاً عن التأثير الذي يمكن أن تحدثه على الأفراد والمجتمع، وبالنسبة للأطفال، فإن تطوير مهارات محو الأمية الإعلامية أمر ضروري للتعرف إلى التهديدات المحتملة عبر الإنترنت والاستجابة لها، بما في ذلك تلك المتعلقة بالاستغلال.
يتخذ استغلال الأطفال عبر الإنترنت أشكالاً عديدة، من التنمر الإلكتروني والاستدراج إلى الابتزاز الجنسي واستغلال الأطفال، وتخلِّف هذه المخاطر عواقب مدمرة على الأفراد الشباب، سواء على المدى القصير أو الطويل.
وأحد الجوانب الرئيسية لمحو أمية وسائل الإعلام هو التفكير النقدي، فالأطفال الذين يتمتعون بمحو أمية وسائل الإعلام قادرون بشكل أفضل على التمييز بين المصادر الموثوقة وغير الموثوقة للمعلومات، فضلاً عن التعرف إلى متى يتم التلاعب بهم أو استغلالهم عبر الإنترنت؟، ويمكن أن يساعدهم هذا الوعي النقدي على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن المحتوى الذي يستهلكونه والتفاعلات التي يشاركون فيها.
وتلعب معرفة وسائل الإعلام دوراً كبيراً في بناء القدرة على الصمود بين الأطفال، فمن خلال تعليمهم كيفية تقييم الرسائل الإعلامية بشكل نقدي وفهم الدوافع وراءها، يمكننا تمكينهم من مقاومة التلاعب والإكراه، وهذه القدرة على الصمود مهمة بشكل خاص في سياق الاستغلال عبر الإنترنت، حيث يستخدم الجناة غالباً تكتيكات خادعة لإغراء واستغلال الأفراد الضعفاء.
كما يمكن أن تساعد معرفة وسائل الإعلام الأطفال على تطوير شكوك صحية تجاه المحتوى عبر الإنترنت، وتشجيعهم على التشكيك في المعلومات والتحقق منها قبل قبولها على أنها صحيحة.
ويلعب التعليم دوراً رئيسياً في تعزيز معرفة وسائل الإعلام بين الأطفال، تقع على عاتق المدارس والآباء ومقدمي الرعاية مسؤولية تعليم الأفراد الشباب كيفية التنقل في العالم الرقمي بأمان ومسؤولية.
0 تعليق