بارون ترامب.. المفتاح الذهبي إلى البيت الأبيض - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعداد ـ محمد كمال
في السنوات التي تلت إعلان والده لأول مرة ترشحه لمنصب الرئيس الأمريكي، كان بارون ترامب طفلاً، في التشكيلة العائلية لدونالد ترامب، بينما كان إخوته وأخواته غير الأشقاء متمركزين في المقدمة، يقودون الحملات الانتخابية، ولكن مع بلوغه الثامنة عشرة من عمره في مارس/ آذار الماضي، بدأ خطواته الأولى في السياسة وخلف الكواليس، بل أصبح تأثيره على والده الذي قد يحتل البيت الأبيض مرة أخرى قريباً أكثر وضوحاً، في ما يعتبره البعض أكثر من ذلك، بل مفتاح فوز ترامب في انتخابات 5 نوفمبر/تشرين الثاني.
ويعتبر خبراء الحملات الانتخابية أن بارون ترامب بمثابة السلاح السري لحملة والده، فمع دخول الحملة مرحلتها النهائية ومحاولة كلا المرشحين ترامب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس كسب أكبر عدد من الناخبين المترددين أو المنسحبين الذين يمكن أن يؤثروا على النتيجة، فإنه يجري تسليط الضوء على الشباب الذين قد يندرجون بصورة أو أخرى في هذه الفئات، ومع دخول الانتخابات مراحلها النهائية، يحاول اليمين جذب الشباب الأمريكي، ما يجعل الابن الأصغر للرئيس السابق «لا يقدر بثمن».
ـ سيحكم أمريكا يوماً ما؟!
وعلى طريقته في التضخيم، يقول ترامب عن ابنه بارون: «إن 99.9% من الرجال البالغين لا يفهمون العالم بالطريقة التي يفهمها بارون، ليس هناك شك في ذهني أنه سيدير ​​​​البلاد في يوم من الأيام»، ثم أشار إلى أن ابنه الأصغر بدأ يتمتع بصوت سياسي، وقال لمحطة راديو توك: «إنه يحب السياسة.. وسيقول لي أحيانًا: يا أبي، هذا ما عليك فعله».


ويقول دان كاسينو، عالم السياسة الأمريكي: «من المؤكد أن هذه المجموعة يمكن الفوز بها.. إنهم يبدون وكأنهم ناخبين لم يتوجهوا للتصويت، وهم ساخطون، لكننا نرى أن حملة ترامب تحقق نتائج جيدة إلى حد ما بين هؤلاء الناخبين». ويضيف: إنه من الناحية الأيديولوجية، من الصعب تحديد هوية هؤلاء الشباب فهم «ليسوا ليبراليين ولا تقدميين ولا حتى ينتمون لشعار ترامب «لنجعل أمريكا عظيمة»، كما أنهم ليسوا محافظين، ويحاول ترامب استمالتهم فهم ناخبون يمكن كسبهم في انتخابات متقاربة بشكل استثنائي، ومن ثم يظهر دور بارون الابن، وفقاً لصحيفة تليغراف.
وجاءت العلامة الأولى على دخول بارون المعركة الانتخابية في شهر مايو/ أيار الماضي عندما أُعلن أنه تم اختياره ليكون مندوباً عن فلوريدا في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، وحينها لم يكن قد تخرج بعد من المدرسة الثانوية، لكن اللافت أن بارون الذي يخضع لحماية شديدة من والدته ميلانيا ترامب، لم يحضر الفعالية فقد رفضت الدعوة نيابة عنه، وجاء في البيان الصادر عن مكتب ميلانيا:«في حين يتشرف بارون باختياره مندوباً من قبل الحزب الجمهوري في فلوريدا، فإنه يرفض مع الأسف المشاركة بسبب التزامات سابقة». 
ـ بارون والمؤثرون ـ 
وربما كان ذلك تأخيراً نوعياً أمام إطلاق أحدث عضو من عائلة ترامب إلى المسرح السياسي، ولكن بعيداً عن الكاميرات، كان بارون قد بدأ بالفعل في لعب دور حاسم في معركة إعادة انتخاب والده، ففي أبريل/نيسان، كشف رجل الأعمال باتريك بيت ديفيد أنه كان من بين مجموعة صغيرة من أصحاب النفوذ الذين تمت دعوتهم لتناول العشاء في منتجع مارالاغو الخاص بناءً على طلب بارون، ويقول بيت ديفيد أحد مشاهير برامج البودكاست: إن حفل العشاء الذي قام فيه الرئيس السابق بدور«DJ» بينما أدار بارون النقاشات بذكاء وخفة ظل.


ويبدو أن بارون توسع لاستضافة عدد من صناع المحتوى المؤثرين، ويقول الممثل الكوميدي فنسنت أوشانا قائلاً:«لقد كان يقول: عندما تريدون يا رفاق الحضور لتناول العشاء تعالوا متى شئتم»، كما يقول المؤثر المعروف جاستن والر أنه تلقى رسالة من المؤثر اليميني بو لودون، البالغ من العمر 17 عاماً، وهو الابن الأكبر للمعلقة الجمهورية جينا لودون، تخبره أن بارون معجب بمحتواه ويرغب في دعوته لحضور عشاء.
ـ جيل جديد ـ 
بعد ذلك ظهر بارون مع قائمة من المؤثرين واللافتات مع أتباعه من الشباب، ومن بينهم مذيع البث المباشر أدين روس، والمصارع لوغان باول، والممثل الكوميدي ومذيع البودكاست ثيو فون، ثم قال ترامب الأب تعليقاً على هذا المشهد: «بعض الأشخاص الذين لم أكن على دراية بهم عرفني عليهم بارون، إنه جيل مختلف، فهو يعرف كل واحد منهم، وقد حققنا نجاحاً هائلاً في ذلك كما تعلمون». 
يقول سيباستيان جوركا، الخبير الاستراتيجي السابق لترامب: «إن بارون يدرك أن منصات وسائل الإعلام التقليدية ماتت أو أصبحت في غرفة الإنعاش.. إن توصياته الرائعة لظهور والده في بعض أهم البرامج الصوتية لجيل الألفية تنقل رسالة الرئيس السابق إلى جمهور جديد تمامًا».
ـ بارون يعرفها جيداًـ 
أطلق ترامب ونجلاه دونالد جونيور وإريك مشروع World Liberty Financial الشهر الماضي، وهو مشروع عملات مشفرة قال: «إنه سيترك وراءه البنوك الكبيرة البطيئة التي عفا عليها الزمن»، وقال ترامب: إن أولاده بما في ذلك بارون (الذي تم إدراجه على أنه صاحب رؤية التمويل اللامركزي للمشروع) قد أظهروا «حكمًا عظيماً» على تكنولوجيا العملات المشفرة. 
المفارقة أن ترامب ربما لا يعرف ماهية العملات الرقمية جداً، لدرجة أنه في إحدى مقابلاته عن انطلاق الشركة الجديدة، بدا وكأنه ليس لديه أي فكرة عما كان يتحدث عنه، ثم وجد مهرباً بالقول «حسنًا، بارون يعرف عن هذه الأشياء». 
تشير مايرا جولي، المحامية التي أمضت بعض الوقت مع عائلة ترامب في مارالاغو، إلى أن الابن الأصغر للرئيس السابق يبقيه «على اطلاع» بالناخبين الأصغر سناً، لافتة إلى أن الرئيس السابق يعرف جيداً ما يحدث مع الشباب لأن بارون يعرض له ذلك، ويضف مقرب من العائلة: إنها خطوة غير مكلفة لمغازلة هذه المجموعة.. فلا يوجد ناخب مناهض للعملات المشفرة، بل وربما يوجد مناصرون للعملات المشفرة يمكن إقناعهم بالحضور والتصويت بالفعل.
وبالنسبة لتوماس باتشيا، صاحب مقهى البيتكوين الذي زاره ترامب الشهر الماضي ودفع خلاله بالعملة المشفرة، اعتبر ذلك خطوة ذكية سواء كان الرئيس السابق لديه فهم كامل لها أم لا، ويضيف: «كانت السنوات الأربع الأخيرة في ظل إدارة بايدن عقابية حقاً تجاه صناعة البيتكوين.. لقد هاجموا الكثير من البنوك التي تدعم شركات بيتكوين».


ولدى بارون بحسب والده أربع محافظ من العملات المشفرة، في الوقت الذي يتزايد اهتمام الشباب عموماً بالعملات المشفرة، فيما يقول الخبراء: «إن عالم العملات الرقمية يمكن أن يجذب الكثيرين فهو نشط وحماسي للغاية»، وقد بدأ ذلك بشكل ملحوظ مع نمو جيل كوفيد العالقين عبر الإنترنت، لذا كانت هذه المجتمعات مكان تجمعهم الأساسي.
ويرى خبراء حملات انتخابية أن فترة كوفيد كانت ضارة بالنسبة لمن هم دون سن العشرين، لذا فإن الحديث إليهم ووضع مصالحهم في الاعتبار سوف يجذبهم، وعندها قد يكون لهم دور في قلب الموازين، خصوصاً في الانتخابات.
وكان بارون لاعباً أساسياً في الظل إلى حد كبير حتى يوليو/تموز، قبل أن يحظى بتصفيق حار عندما قدمه والده في تجمع بولاية فلوريدا، وقال ترامب للحشد بينما وقف بارون: «هذه هي المرة الأولى التي يفعل فيها ذلك.. يبدو أنه يحظى بشعبية كبيرة».
ـ الوريث الحقيقي لقيصر ـ 
أما صحيفة ديلي بيست فقد وصفت بارون بأنه «الوريث الحقيقي»، وفي هذه الأثناء، انطلق اتجاه متزايد وغريب على وسائل التواصل الاجتماعي يقارن بارون بأوغسطس قيصر، مع الميمات التي تسعى إلى إثبات ملفه الشخصي اليوناني الروماني الذي لا يمكن إنكاره والإشادة بـ«ملامحه الأرستقراطية»، وهو وقود إضافي لمشجعي ترامب المهووسين بفكرة السلالة. 
وفي الواقع، ظل بارون بعيداً عن الأضواء منذ ذلك الحين. وقد بدأ في جامعة نيويورك في سبتمبر، ثم أمضى الأسابيع القليلة الأولى من الكلية يتم تصويره خلسةً من قبل زملائه الطلاب مندهشين من طوله الفارع الذي يقارب المترين، وتفاصيله الأمنية في الحرم الجامعي. 
ويقال إن السيدة الأولى السابقة ميلانيا ترامب تحمي ابنها بشكل كبير، وفي حديثها مؤخراً عن قرار ابنها اللالتحاق بجامعة بعينها: «لقد كان قراره أن يأتي إلى هنا، وأنه يريد أن يكون في نيويورك ويدرس في نيويورك ويعيش في منزله وأنا أحترم ذلك»، ويستعد بارون الذي يدرس في كلية شتيرن للأعمال، للتحول إلى أحد رواد الأعمال الأمريكيين في المستقبل. 
وعن استعانته ببارون للوصول إلى هذا الجيل، يقول عضو في حملة ترامب: «إنه يقوم بعمل أفضل هذه المرة من خلال ملاحقة تصويت الشباب، تصويت الأقلية»، ويقول: إنها خطوة جيدة، إذا كانت الحملة تأمل في الوصول إلى «المعتدلين والأشخاص في الوسط» الذين «يرتبطون بعالم التشفير»، فهل يظهر بارون على التذكرة الرئاسية يوما ما كما توقع والده؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق