واشنطن - أ ف ب
يتوجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إلى الشرق الأوسط في جولة خاطفة للبحث في الوضع في سوريا بعد انتهاء حكم بشار الأسد، في مسعى أخير لحلحلة الوضع في المنطقة، بعد سنة شهدت حروباً واضطرابات.
ويُتوقع أن يشدد بلينكن الذي لم يبق له في منصبه أكثر من شهر ونيف، على المبادئ التي حددها للحكومة الجديدة بما في ذلك أن تكون جامعة، وأن تمثل مختلف أطياف سوريا وطوائفها.
ويتوجه بلينكن أولاً إلى ميناء العقبة على البحر الأحمر في الأردن الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة، قبل أن يزور الجمعة تركيا.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر: إن«بلينكن سيؤكد لدى البلدين دعم الولايات المتحدة لعملية انتقالية شاملة بقيادة سورية إلى حكومة مسؤولة وممثلة للجميع».
وسيدعو بلينكن إلى قيام سلطة في سوريا لا توفر«قاعدة للإرهاب أو تشكل تهديداً لجيرانها» في إشارة إلى المخاوف التي تعبر عنها كل من تركيا وإسرائيل التي نفذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية.
على الرغم من انتمائها لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، اختلفت تركيا منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة بشأن سوريا، لكنها صارت اليوم قوة فاعلة فيها بعد هجوم الفصائل المسلحة الذي أنهى حكم عائلة الأسد الذي استمر نصف قرن.
الثلاثاء، دعا بلينكن إلى حكومة «موثوقة وجامعة وغير طائفية»، وقال بلينكن: إن«الشعب السوري سيقرر مستقبل سوريا. على كل الدول الانخراط في دعم عملية جامعة وشفافة والامتناع عن أي تدخل خارجي»، مشدداً على أن واشنطن «ستعترف وتدعم بشكل كامل الحكومة السورية المستقبلية التي ستنبثق عن هذه العملية».
وستكون هذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ اندلاع حرب غزة في العام 2023. وعلى الرغم من اقترابه مراراً من تسجيل نجاح، شعر بلينكن بالإحباط لأنه فشل في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
وقال ميلر: إن بلينكن سيؤكد خلال رحلته أيضاً على «الحاجة الملحة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار».
- إرث بايدن
وتحدت إسرائيل نداءات إدارة بايدن ووسعت حربها إلى لبنان وضربت «حزب الله»، وكذلك إيران.
وسعى بايدن الذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب سياسته في الشرق الأوسط، وفشله في تسطير اتفاق بين إسرائيل و«حماس»، إلى أن ينسب لنفسه الفضل انتهاء حكم الأسد في سوريا.
وقال بايدن: «غير نهجنا ميزان القوى في الشرق الأوسط»، مشيراً إلى مزيج من الدعم الذي قدمته واشنطن لشركائها ومساعيها الدبلوماسية والعقوبات والضربات الأمريكية في سوريا التي تستهدف جماعات مسلحة.
وبالمثل، زج الرئيس المنتخب دونالد ترامب بسوريا في اللعبة السياسية بقوله: إن روسيا سجلت تقدماً في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وعلى النقيض من بايدن وبلينكن، سخر ترامب من القول بوجود مصالح أمريكية في سوريا، حيث ينتشر نحو 900 جندي أمريكي للتدخل ضد تنظيم «داعش» الإرهابي واصفاً البلاد بأنها «فوضى يجب تجنبها».
0 تعليق