صعد الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، اعتداءاته على قطاع غزة، وارتكب ثلاث مجازر أسفرت عن عشرات الضحايا، ودانت السلطة الفلسطينية تخاذل الموقف الدولي عن وقف المجازر المتواصلة، فيما كشف برنامج الأغذية العالمي عن تعرض قافلتين من المساعدات لهجوم عنيف في غزة.
وفي اليوم 434 للعدوان على غزة، استمرت الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة. وأعلنت وزارة الصحة في القطاع أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر بين يومي الخميس والجمعة، أسفرت عن 40 قتيلاً و98 مصاباً. وأفادت الوزارة بارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 44875 قتيلاً و106454 مصاباً منذ أكتوبر 2023.
وكشف مسعفون عن أن غارات إسرائيلية، على مكتب بريد يؤوي سكاناً من غزة، أسفرت عن مقتل 30 فلسطينياً على الأقل وإصابة 50 آخرين.
أفاد المسعفون بأن العائلات النازحة؛ بسبب الصراع المستمر منذ 14 شهراً، لجأت إلى مكتب البريد في مخيم النصيرات، الذي قضى سكانه ليلة مروعة جراء الغارات التي استهدفت كتلة سكنية مكتظة بالمدنيين الفلسطينيين. وأسفر القصف عن مقتل 33 شخصاً، بينهم أطفال ونساء ومسنون، وإصابة وفقدان نحو 84 آخرين، وفقاً لبيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وحولت الغارات الإسرائيلية المنطقة الهادئة نسبياً إلى كومة من الركام، وسط أصوات الصراخ والاستغاثة من تحت الأنقاض. وأفاد شهود عيان بأن المشهد كان مروعاً، حيث تناثرت الجثث والأشلاء في كل مكان.
ودانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية المجزرة، واعتبرتها «نتيجة مباشرة لتخاذل المجتمع الدولي وفشله في تنفيذ قراراته والتزاماته، الأمر الذي يشجع الاحتلال على تعميق جرائمه واستكمال تدميره الممنهج لقطاع غزة، وتحويله إلى منطقة لا تصلح للحياة، بهدف دفع سكانه بالقوة للهجرة عنه».
وأضافت الوزارة، في بيان: «التدمير المتواصل لشمال القطاع والانتقال لمدينة غزة، بحسب ما توثقه وسائل الإعلام، يهدف إلى قتل الحياة الفلسطينية في القطاع بصفتها سياسة مقصودة، تندرج في إطار تقويض أية فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية، وتحويل القضية الفلسطينية إلى مشكلة سكانية بحاجة إلى برامج إغاثية».
بالمقابل، واصلت الفصائل الفلسطينية عملياتها ضد قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وكان أبرزها الاستيلاء على 3 مسيّرات إسرائيلية.
وأعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس، استيلاء مقاتليها على 3 مسيّرات «كواد كابتر» إسرائيلية أثناء قيامها بمهام استخباراتية في حي الجنينة شرقي مدينة رفح جنوبي القطاع.
كما أعلنت «القسام» أنها قصفت قوات جيش الإسرائيلي المتوغلة في منطقة البريد بمخيم جباليا شمالي القطاع بقذائف الهاون من العيار الثقيل.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن «الفرقة 162» مستمرة بالعمل في منطقة جباليا وبيت لاهيا في شمال قطاع غزة. وأشار إلى أن القوات رصدت في بيت لاهيا منصات كانت موجهة نحو مناطق غلاف غزة، كما عثرت على وسائل قتالية كثيرة.
على صعيد آخر، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن قافلتين للمساعدات الإنسانية تابعتين للمنظمة الدولية تعرضتا لهجوم عنيف في قطاع غزة.
وحذرت المنظمة في بيان، أمس جمعة، من أن استهداف شاحنات المساعدات يجعل من «المستحيل عملياً على الوكالات الإنسانية العمل من دون تعريض الموظفين والمدنيين للخطر».
وأوضحت أن قافلة مكونة من 70 شاحنة من معبر كرم أبو سالم، كانت تنتظر أفراداً لتأمين الغذاء والمساعدات المتجهة إلى وسط غزة، لكنها توقفت عندما وردت أنباء عن هجمات إسرائيلية استهدفت المنطقة الإنسانية القريبة من المعبر.
وقال البرنامج إن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 50 شخصاً لقوا حتفهم في الهجمات، بمن في ذلك مدنيون وأفراد أمن محليون كان من المتوقع أن يضمنوا سلامة القافلة.
وأشارت المنظمة إلى حادث ثانٍ، وقالت إن بعض الجنود الإسرائيليين اقتربوا من قافلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي أثناء خروجها من معبر كيسوفيم إلى وسط غزة، وأطلقوا طلقات تحذيرية، وأجروا عمليات تفتيش أمنية مكثفة، واحتجزوا السائقين والموظفين مؤقتاً، بحسب الوكالة.
وقال جوناثان دومونت مسؤول الإعلام في حالات الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي إن الدمار في غزة مذهل، وإن الجميع تقريباً فقدوا منازلهم، منبهاً إلى أن هناك القليل من الطعام الذي وصل إلى أسعار باهظة لا يستطيع الناس تحملها. (وكالات)
0 تعليق