أكدت تركيا، أمس الأحد، استعدادها لتقديم دعم عسكري للحكومة السورية الجديدة، في وقت رحَّب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود برزاني بتصريحات زعيم «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) بشأن الأكراد، في حين عاد أكثر من 7600 سوري عادوا إلى بلدهم عبر الحدود التركية خلال 5 أيام بعد سقوط النظام السابق.
وأعلن وزير الدفاع التركي يشار غولر، أمس الأحد، أنّ أنقرة مستعدّة لتقديم دعم عسكري للحكومة السورية الجديدة إذا طلبت ذلك، وقال الوزير «لدينا اتفاقات للتدريب والتعاون العسكري» مع بلدان كثيرة، مضيفاً: «إنّ تركيا مستعدّة لتقديم الدعم اللازم إذا طلبت الإدارة الجديدة ذلك»، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام تركية، وشدد على منح القيادة الجديدة في سوريا «فرصة»، مؤكداً «من الضروري أن نرى ما ستقوم به الإدارة الجديدة ونرى أنه من الضروري أن نمنحهم فرصة» في إشارة إلى «هيئة تحرير الشام» التي تقود فصائل مسلحة سيطرت على السلطة في سوريا، وقال غولر: «إن الإدارة الجديدة تعهدت باحترام المؤسسات والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى» ووعدت بالإبلاغ عن أي معلومات تتعلق بالأسلحة الكيماوية إلى المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية. وأوضح أن أولوية تركيا في سوريا هي محاربة المسلحين الأكراد من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، وهو الهدف الذي تدعمه الحكومة السورية الجديدة، وتابع وزير الدفاع التركي «في هذا العصر الجديد، ستختفي منظمة حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب الإرهابية من سوريا عاجلاً أم آجلاً، الحكومة السورية الجديدة تريد ذلك بقدر ما نريده»، وقال يشار غولر: «لقد أبلغنا ذلك لأصدقائنا الأمريكيين، ونحن ننتظر منهم أن يعيدوا تقييم مواقفهم». وأوضح وزير الدفاع التركي «ليس لدينا مشكلة مع إخواننا الأكراد في العراق وسوريا، مشكلتنا هي فقط وحصريا مع الإرهابيين».
من جهة أخرى، رحَّب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، بتصريحات قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، أحمد الشرع (الجولاني)، والتي خص بها الأكراد في سوريا، معتبراً في رسالة نشرها موقع «كردستان 24» أمس الأحد، أن «رؤية الجولاني تجاه الكرد ومستقبل سوريا موضع سرور وترحيب من قبلنا»، وقال: «نأمل بأن تكون بداية لتصحيح مسار التاريخ وإنهاء الممارسات الخاطئة والمجحفة التي كانت ترتكب بحق الشعب الكردي في سوريا»، وأكد رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني أن «مثل هذا المنظور يمثل منطلقاً يمهد لبناء سوريا قوية، ويجب على الكرد والعرب وجميع مكونات سوريا الأخرى اغتنام هذه الفرصة للمشاركة معاً في بناء سوريا مستقرة وحرة وديمقراطية»، وكان «الجولاني» أكد مساء السبت، في معرض حديثه عن الأكراد، أنهم «جزء مهم من سوريا وتعرضوا لظلم كبير كبقية السوريين، وسوريا المقبلة سيكون للأكراد دور مهم فيها، والكل سيأخذ حقوقه بالقانون».
في غضون ذلك، عاد أكثر من 7600 سوري عبر الحدود التركية إلى بلدهم، في الأيام الخمسة التي أعقبت سقوط النظام السابق، حسبما ذكر وزير الداخلية التركي، أمس الأحد، وقال علي يرلي قايا في منشور على منصة إكس: إنّ العدد الإجمالي للسوريين «الذين عادوا بشكل طوعي من تركيا» بين 9 و13 كانون الأول/ديسمبر، وصل إلى 7621 شخصاً. (وكالات)
0 تعليق