مجلس الأمن يبحث الوضع في سوريا.. والاتصالات مستمرة مع دمشق - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وسعت الدول الغربية اتصالاتها مع الإدارة السورية الجديدة، فبعد البعثة البريطانية وصلت بعثة فرنسية وأخرى ألمانية، وثالثة للاتحاد الأوروبي، وأكد مسؤولون غربيون أن القادة الجدد في دمشق يسعون إلى طمأنتهم، في وقت بحث مجلس الأمن الدولي الأوضاع في سوريا، واستمع إلى إحاطة مسؤولين أممين بعد لقائهما عدداً من مسؤولي الإدارة الجديدة في دمشق، في حين شددت الأمم المتحدة على أن النزاع لم ينته بعد، وأن التحرك الملموس نحو انتقال سياسي شامل سيكون مهماً لضمان حصول سوريا على الدعم الاقتصادي، بينما تعهّد أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، زعيم «هيئة تحرير الشام»، أمس الثلاثاء، «حلّ الفصائل» المسلّحة في البلاد، و«انضواء» مقاتليها في الجيش السوري الجديد.
وفي بيان باسم تحالف الفصائل المسلّحة التي تقودها الهيئة، قال الجولاني الذي بات يستخدم اسمه الأصلي وهو أحمد الشرع، إنّه «يجب أن تحضر لدينا عقلية الدولة لا عقلية المعارضة... سيتمّ حلّ الفصائل وتهيئة المقاتلين للانضواء تحت وزارة الدفاع وسيخضع الجميع للقانون». وأضاف أنّ «سوريا يجب أن تبقى موحّدة، وأن يكون بين الدولة وجميع الطوائف عقد اجتماعي لضمان العدالة الاجتماعية». وبحسب البيان فقد أدلى الجولاني بتصريحه هذا خلال اجتماع مع عدد من أبناء الطائفة الدرزية في سوريا. ونقل البيان عن الجولاني قوله إنّ «ما يهمّنا هو ألا تكون هناك محاصصة»، مؤكّداً أنّه «لا توجد خصوصية تؤدّي إلى انفصال».
وخلال لقائه دبلوماسيين بريطانيين في دمشق، شدّد الجولاني على ضرورة رفع العقوبات الدولية المفروضة على بلاده، لتسهيل عودة اللاجئين الذين فرّوا بسبب الحرب.
من جهة أخرى، وصلت إلى دمشق بعثة دبلوماسية فرنسية لأول مرة منذ 12 عاماً، كما رُفع العلم الفرنسي فوق السفارة التي أُقفلت طوال الفترة نفسها. وقال المبعوث الفرنسي الخاص جان فرنسوا غييوم إن «فرنسا تستعدّ لتكون إلى جانب السوريين» خلال المرحلة الانتقالية. وأشار إلى أنه قصد دمشق «لإجراء أيضاً اتصالات مع سلطات الأمر الواقع»، معرباً عن أمله في أن تكون «الفترة الانتقالية سلمية». كما دعت الخارجية الفرنسية السلطات السورية الجديدة إلى مكافحة تنظيم «داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى.
وبعدما أعلن الاتحاد الأوروبي إرسال ممثل عنه، قالت مسؤولة السياسة الخارجية كايا كالاس إنّ الاتحاد «مستعدّ»، لإعادة فتح سفارته في دمشق. كما أعلن في برلين، أن دبلوماسيون ألمان التقوا ممثلين عن الحكومة السورية المؤقتة، وأوضحت الخارجية الألمانية أن المحادثات تركزت على «عملية انتقالية شاملة في سوريا وحماية الأقليات» إضافة إلى «احتمالات وجود دبلوماسي في دمشق».
في حين أعربت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني عن استعدادها للتحاور مع السلطة الجديدة في دمشق. ودعت إلى توخّي «أقصى درجات الحذر» في التعامل مع «هيئة تحرير الشام». وكانت الولايات المتحدة أفادت عن إقامة «اتصال مباشر» مع الهيئة. كما وصل وفد بريطاني الاثنين إلى دمشق.
ومن جانبها، أعلنت كايا كالاس ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن التكتّل مستعدّ لإعادة فتح سفارته في دمشق. وقالت أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، أمس الثلاثاء، «نحن مستعدّون لإعادة فتح بعثتنا، وهي السفارة الأوروبية، ونريدها أن تعود إلى الخدمة بالكامل»، مشيرة إلى أن التكتّل باشر «بحذر» حواراً مع السلطة الجديدة في سوريا والمجتمع المدني.
وبدورها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أمس الثلاثاء، إنه ينبغي للاتحاد الأوروبي «تكثيف» علاقاته مع «هيئة تحرير الشام». وأضافت بعد اجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، أن الاتحاد الأوروبي وحلفاءه «لا يمكنهم السماح بعودة» تنظيم داعش في سوريا. وأعلنت فون دير لايين، في السياق، أن الاتحاد الأوروبي سيمنح تركيا تمويلاً إضافياً بقيمة مليار يورو مخصصاً لرعاية شؤون اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم. وقالت «مليار يورو إضافية لعام 2024 في الطريق»، موضحة أن ذلك المبلغ «سيسهم في إدارة الهجرة والحدود، والعودة الطوعية للاجئين السوريين».
في غضون ذلك، أعرب مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر، أمس الثلاثاء عن شعور «مشجّع» بعد اجتماعات عقدها في دمشق مع السلطات الجديدة، مشيراً إلى وجود «أساسٍ لزيادة الدعم الإنساني الحيوي». ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في وقت سابق ب«التزام الحكومة المؤقتة حماية المدنيين» والعاملين في المجال الإنساني.
إلى ذلك، قال المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسون لمجلس الأمن، أمس الثلاثاء، إن التحرك الملموس نحو انتقال سياسي شامل في سوريا سيكون مهماً لضمان حصول البلاد على الدعم الاقتصادي الذي تحتاج إليه. وأضاف «هناك استعداد دولي واضح للمشاركة. الاحتياجات هائلة ولا يمكن معالجتها إلا بدعم واسع النطاق، بما في ذلك إنهاء سلس للعقوبات، واتخاذ إجراءات ملائمة بشأن تصنيف (الجماعات) أيضاً، وإعادة الإعمار الكامل». كما حذّر بيدرسون من أن «النزاع لم ينته بعد» رغم مغادرة الرئيس السابق بشار الأسد، وذلك في إشارة إلى المواجهات بين الفصائل المدعومة من تركيا والمقاتلين الأكراد في الشمال. (وكالات)

أخبار ذات صلة

0 تعليق