تُعرف آلام الأعصاب بكونها من أكثر الآلام صعوبة في العلاج، إذ تترك المصابين يعانون من إحساس دائم بالوخز الذي يعطل أنشطة حياتهم اليومية. وفي خطوة مبتكرة وغير تقليدية، لجأ الأطباء إلى استخدام مادة الكابسيسين، المستخلصة من الفلفل الحار، كعلاج للألم."وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام ألمانية"
ما هو مركب الكابسيسين المكون من الفلفل الحار
ويعد الكابسيسين، هو المكون النشط في الفلفل الحار، وهو المسؤول عن الطعم الحارق الذي يشعر به من يتناوله، وتعد هذه المادة لا تقتصر على إثارة التذوق، بل لديها تأثيرات طبية عميقة، إذ تعمل على تحفيز الأعصاب الحسية في الجلد بشكل مكثف، ما يؤدي إلى «إرهاق» هذه الأعصاب وجعلها أقل حساسية للألم مع مرور الوقت.
كيف تعمل لاصقات الكابسيسين؟
تعتمد هذه الطريقة وفقًا للتقارير الألمانية، على وضع لاصقة تحتوي على نسبة عالية من الكابسيسين (%8) على المنطقة المصابة بالألم العصبي لمدة تتراوح بين 30 و60 دقيقة.
وخلال هذا الوقت، يعاني المريض من إحساس حارق شديد يشبه وضع الفلفل الحار على جرح مفتوح. هذا الألم المؤقت يهدف إلى إرهاق الأعصاب الحسية المسؤولة عن نقل إشارات الألم إلى الدماغ. أحد المرضى، الذي عانى من آلام عصبية شديدة لسنوات، وصف تجربته مع العلاج بالكابسيسين للصحيفة الألمانية بأنها «ألم لعلاج الألم».
ووفقًا لشهادات أحد المرضى، قال أنه شعر في البداية بأن صلصلة فلفل حار وضعت على جرح مفتوح ، لكن بعد انتهاء الجلسة، بدأت ألاحظ تحسناً كبيراً في حدة الألم، واستطعت تقليل استخدامي للمسكنات.
ووفقًا للتقارير، فإنه على الرغم الألم المؤقت الذي يسببه العلاج، إلا أن النتائج تبشر بتحسن طويل الأمد. وتظهر الدراسات أن تأثير اللاصقات يمكن أن يستمر حتى ثلاثة أشهر، مع إمكانية تكرار العلاج عند الحاجة.
عقبات أمام انتشار العلاج
وذكرت التقارير، أنه على الرغم من فعالية العلاج، إلا أنه ما زال غير شائع الاستخدام، حيث يرى الخبراء ذلك إلى نقص الوعي بهذه التقنية، بالإضافة إلى الحاجة إلى تجهيزات خاصة لإجراء الجلسات تحت إشراف طبي، نظرًا لأن الكابسيسين يمكن أن يرفع ضغط الدم أثناء الجلسة بسبب الألم الشديد الذي يسببه.
وتؤكد التقارير وفقًا لآراء الخبراء، أن هذا العلاج يعيد تعريف مفهوم علاج الألم، عبر استثمار خاصية الحرق الشديد في الفلفل الحار للتغلب على آلام مزمنة يصعب علاجها.
وعلى الرغم صعوبة التجربة في البداية، إلا أن نتائجها تعد بالكثير للمصابين الذين يعانون من آلام عصبية أثرت في حياتهم لسنوات طويلة. ويبدو أن الفلفل الحار، المعروف بلسعته الحادة، قد أصبح حليفاً غير متوقع في رحلة تخفيف الألم.
0 تعليق