علي الفاتح يكتب: العد التنازلي لجحيم «ترامب»! - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

سيمتد الجحيم الذي هدد به دونالد ترامب منطقة الشرق الأوسط، إلى القطب الشمالي وكندا وبنما، وقد يكون تمهيدا لحرب عالمية ثالثة تتزايد احتمالات اندلاعها. فبعد تهديده باحتلال مضيق بنما عسكريا أعلن دونالد ترامب أنّه لا يستبعد استخدام القوة العسكرية للاستيلاء على جزيرة جرينلاند الدانماركية، والضغط الاقتصادي الشديد على كندا لتصبح الولاية الأمريكية رقم 51.

الجزيرة الدانماركية تقع في أقصى شمال المحيط الأطلسي قرب القطب الشمالي، ويسكنها 57 ألف مواطن دانماركي يتمتعون بحكم ذاتي منذ عام 2009، وتمتاز بثروات غازية ونفطية ومعدنية نادرة.

توجد بالجزيرة أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فضائية للإنذار المبكر لأي نشاط صاروخي روسي محتمل قد يستهدف أمريكا، لذلك تأتي تهديدات «ترامب» باستخدام القوة العسكرية غريبة وغير مبررة، خاصة أنه يستطيع الحصول على المزيد من المزايا، عبر آلية الحوار مع الحكومة الدانماركية، وهو ما أكدته فعليا في رد فعلها على تهديدات «ترامب».

الأمر ذاته بالنسبة لكندا، التي استبعد الخيار العسكري لضمها، مؤكدا أنّ الاستسلام والطاعة الكندية ممكنة؛ لأن الكنديين سيرحبون بأن تصبح بلادهم الولاية رقم 51.

أيضا كان بوسع «ترامب» أخذ كل ما يريد من خلال التفاوض مع الكنديين، لكنه يرى في ضم كندا وجزيرة جرينلاند ضمانا للأمن القومي الأمريكي.

صحيح أن الاتحاد الأوروبي، بزعامة ألمانيا وفرنسا، رفض تهديدات «ترامب» بشأن الدانمارك، لكن خياراته لمواجهة زعيمة الناتو تكاد تكون منعدمة، ما يؤشر إلى إمكانية استيلاء «ترامب» على الجزيرة الدانماركية؛ إما عن طريق الشراء أو القوة العسكرية، إن هو أصر على ذلك، ويبقى أكثر صعوبة بالنسبة لكندا، حيث أظهرت استطلاعات الرأي غضب الكنديين من تصريحات «ترامب»، ورفض 83% منهم تحول بلادهم إلى ولاية أمريكية، فيما سيصبح الأمر أكثر سهولة بالنسبة لمضيق بنما.

السؤال: هل ستكتفي كل من روسيا والصين بمراقبة خرائط «ترامب» الجيوسياسية الجديدة، التي تمكنه من التحكم في القطب الشمالي استعدادا لاحتمال اندلاع الحرب العالمية الثالثة، إضافة إلى تحكمه في ممرات تجارية جراء ذوبان الجليد؟!

جرأة «ترامب» على حلفائه في أوروبا وكندا تؤشر إلى أنّ سياساته ستكون أكثر وقاحة في الشرق الأوسط، فقد يدعم رغبات الكيان الصهيوني بضم الضفة الغربية والبقاء لسنوات أطول بجنوب لبنان والأراضي السورية التي احتلها مؤخرا.

سوريا تشهد تعقيدا في شمالها وشمال شرقها على خلفية تصاعد المواجهات بين الجيش السوري الحر، المدعوم تركيا، وقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، المدعومة أمريكيا.

مصدر التعقيد ليس فقط تعزيز الوجود الأمريكي ببناء قاعدة عسكرية في مدينة عين العرب «كوباني» للحد من النشاط العسكري للجيش التركي، وإنما الضغوط الهائلة التي يتعرض لها حكام دمشق الجدد، ففيما تتوقع «أنقرة» انضمام هيئة تحرير الشام، بزعامة أحمد الشرع، إلى عناصر ما يسمى الجيش السوري الحر لمحاربة قوات حماية الشعب الكردي، رتب الأمريكان للقاء جمع بين «الشرع» وزعيم قوات «قسد»، مظلوم عبدي، في قاعدة جوية شمال شرق دمشق قبل نحو أسبوعين.

بحسب المعلن، يريد الأكراد حكما ذاتيا في شمال شرق سوريا، وهو ما ترفضه تركيا، ويتناقض مع تصريحات حكام دمشق الجدد بشأن رغبتهم في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وبناء نظام سياسي غير طائفي.

«واشنطن» و«تل أبيب» تذهبان في تصوراتهما الاستراتيجية إلى تدشين دولة كردية وظيفية على غرار الكيان الصهيوني، بحسب تقارير استخباراتية روسية نُشر جانب منها خلال العام الماضي.

ومع ذلك يمكن القول إنّ تصور «ترامب» بشأن التعامل مع المشروع النووي الإيراني قد يحسم مستوى الصدام والفوضى الدموية المتوقعة في الشرق الأوسط، فإما أن يكبح جماح الكيان الصهيوني، فيذهب إلى التسوية السياسية مع الأتراك في سوريا، أو يدعمه في ضرب إيران، لتتهيأ الفرصة أمام باقي الأطراف الإقليمية فتنشط عسكريا لتحقيق أهدافها، خاصة أنّ أي ضربة توجه إلى «طهران» ستتحول إلى حرب شاملة، بحسب ما أكده وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، أثناء وجوده في الصين، بقوله إنّ أي اعتداء إسرائيلي أو إسرائيلي أمريكي سيعني بالنسبة لنا إعلان حالة الحرب، ولهذا التصريح دلالاته العسكرية الخطيرة بسبب إطلاقه من «بكين».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق