شهدت مصر تدفقاً كبيراً للاستثمارات العربية خلال الربع الأخير من السنة المالية الماضية، حيث بلغت صافي التدفقات الاستثمارية المباشرة من الدول العربية حوالي 20.9 مليار دولار.

هذا الرقم يمثل قفزة ضخمة مقارنة بإجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي دخلت مصر خلال السنة المالية السابقة والتي بلغت 4.3 مليار دولار فقط.

أكثر الدول العربية استثماراً في مصر

الإمارات العربية المتحدة كانت في صدارة قائمة المستثمرين العرب في مصر، وتصل استثمارات الإمارات في قطاع الإنشاءات وحده شكلت 95.3% من إجمالي الاستثمارات الوافدة إلى مصر خلال العام الماضي، بقيمة إجمالية 37.5 مليار دولار، مقارنة بـ 1.7 مليار دولار فقط في العام الذي سبقه.

لماذا الإمارات وقطاع الإنشاءات بالتحديد؟

السر يكمن في صفقة "رأس الحكمة"، التي تم توقيعها بين مصر والإمارات في فبراير الماضي، بقيمة 35 مليار دولار.

• 24 مليار دولار منها تم توجيهها لتطوير مشروع رأس الحكمة.
• الباقي تم تحويله من ودائع إماراتية في البنك المركزي إلى استثمارات مباشرة في مشروعات كبرى بمختلف أنحاء مصر.

أهمية الاستثمارات

صفقة مثل "رأس الحكمة" لم تقتصر على تعزيز الموارد الدولارية لمصر، بل كانت رداً سريعاً على التحديات الاقتصادية، مثل تراجع إيرادات قناة السويس.

كما ساهمت بشكل مباشر في رفع صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى مصر ليصل إلى 46.1 مليار دولار في السنة المالية التي انتهت في يونيو 2024.

هل هذا الزخم سيستمر؟

رغم أن التقارير تشير إلى أن حجم هذه التدفقات كان استثنائياً وصعب تكراره بنفس المعدل في العام المقبل، إلا أن هناك دلائل إيجابية على استمرار الزخم.

• السعودية رفعت استثماراتها في مصر خلال الربع الأخير بقيمة 221.3 مليون دولار.
• قطر زادت استثماراتها بقيمة 141.4 مليون دولار.
  هذا يعكس ثقة المستثمرين العرب في الفرص المتاحة بالسوق المصري.

رؤية مستقبلية

الحكومة المصرية تستهدف جذب 30 مليار دولار استثمارات أجنبية مباشرة خلال السنة المالية الحالية، لتحقيق هذا الهدف، يجب العمل على:

• تعزيز ثقة المستثمرين.
• تسهيل الإجراءات الاستثمارية.
• استثمار النجاحات السابقة كمحفز لجذب المزيد من رؤوس الأموال.

وتسير مصر بخطى واضحة نحو التحول إلى مركز إقليمي للاستثمارات، وذلك لوصول التدفقات العربية إلى 20.9 مليار دولار هو رسالة قوية لأي مستثمر يفكر في السوق المصري.