«اللي مالوش بيت.. التضامن بيته»، شعار رفعته وزارة التضامن الاجتماعي انطلاقًا من دورها المجتمعي في الحفاظ على تماسك الأسرة، ومن خلال هذا الدور، عملت الوزارة على لمّ شمل الأسر، خاصة الأطفال المشردين في الشوارع، والذين بدأوا ممارسة أعمال «التسول»، وكان آخر هذه الحالات العثور على 3 فتيات في أحد شوارع منطقة الزمالك بجوار ساقية الصاوي، حيث كانت الكبرى منهن تعاني من مرض السكري، وعلى الفور، جرى إيداعهن في إحدى دور الرعاية وتوفير جميع الخدمات اللازمة لهن.
بداية قصة الفتيات
بدأت معاناة الفتيات الثلاث عندما استقرّ بهن الحال في أحد شوارع الزمالك، بعد أن دفعهن والداهن إلى التسول، إذ تحولت حياته إلى الإدمان، وصار كل ما يجنيه الأطفال من التسول يُنفق على المخدرات بدلًا من توفير احتياجات الحياة الأساسية من مأكل وملبس وعلاج، وكانت الابنة الكبرى تحتاج إلى جرعات منتظمة من الأنسولين مرتين يوميًا.
يومًا بعد يوم، اعتادت الفتيات الثلاث البحث عن أي مصدر للرزق بين المارة، حتى لو كان مجرد بطانية تقيهن برد الليل القارس، وإذا سُئلن عن سبب وجودهن في الشارع، كانت إجابتهن واحدة دائمًا: «ماما راحت تجيب حاجة وهنستناها هنا»، في محاولة للهروب من أي استفسارات قد تكشف مأساتهن الحقيقية.
كواليس القصة لم تكن بهذه البساطة، كما كشفها الدكتور محمد العقبي، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي، عبر منشور على صفحته الشخصية على «فيسبوك»، فالأب يقبع في السجن بسبب تراكم الديون، بعد أن ضاعت حياته بين أوهام المخدرات، فيما سلكت الأم نفس الطريق، وأهملت حياتها وحياة بناتها حتى فُصلت من عملها الحكومي، وبين إدمان المخدرات وإجبار الأطفال على التسول، انتهى المطاف بالفتيات في الشوارع.
ورغم محاولات الجدة احتواء الأزمة وإنقاذ حفيداتها من حياة التشرد، فإن الأم كانت تصرّ على بقائهن معها في الشارع، لاستغلالهن في التسول وجمع المال لشراء المخدرات، بينما هذا الوضع المتغير صعّب على فرق التدخل السريع بوزارة التضامن تحديد أماكن تواجد الفتيات.
تدخل مهم من وزارة التضامن
خلال الساعات القليلة الماضية، تواصل الدكتور محمد العقبي مع فريق التدخل السريع بالوزارة، بعد أن أبلغه أحد المواطنين، ويدعى إبراهيم عكاشة، بوجود ثلاث فتيات بلا مأوى، وكان قد نقل الفتيات إلى منزل جدتهن بمنطقة العجوزة وطلب إيداعهن في إحدى دور الرعاية، وعلى الفور، تحرك الفريق لاستلامهن، وهن ياسمين (13 عامًا)، تمارا (9 أعوام)، وزينا (5 أعوام)، وتم إيداعهن في أحد مراكز التوجيه بالعجوزة، حيث حصلن على الرعاية الكاملة، وفق ما أكده «العقبي» لـ«الطون».
0 تعليق