د. سليم عبدالرحمن يكتب: بداية جديدة لبناء الإنسان - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة حذف

مبادرة أطلقها الرئيس تتكامل وتتضامن فيها الوزارات المعنية ببناء وتنمية قدرات المواطن المصرى، وتبرز دور وزارة التربية والتعليم بقيادتها النشيطة العازمة على إحداث الفارق الإيجابى بكل ما أوتى من قوة، ومدعوم بمساندة ودعم الحكومة بأكملها وكافة أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية، ولم يكن كل هذا الدعم نابعاً إلا من اليقين بأهمية التعليم فى حياة الأوطان وبناء المجتمعات.

وجاء وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى فى هذه الحقبة الزمنية العصيبة وهو واعٍ لكل ما يحيط بوطننا الآخذ فى النمو والازدهار، وعلى علم بما يمتلكه من يجلس على رأس هذه الوزارة من إمكانات وآليات قادرة على إحداث التغيير إذا أراد العمل بها، فما كنا نتساءل عنه فى أوقات عصفت بالعملية التعليمية ونقول لماذا لا نوجِد حلاً لانخفاض معدل حضور الطلاب بالمدارس؟ ولماذا لا نفعّل آليات أعمال السنة المحفزة لحضور الطلاب ونجعل المدرسة بيئة جاذبة لهم بدلاً من أن تكون بيئة منفرة ومكاناًَ يضمن فيه المدرسون المفتقدون أخلاقيات المهنة الزبائن لسناترهم الخاصة؟

كنا نتساءل أين دور مديرى المدارس فى الحزم والتوجيه والإدارة المدرسية وكذلك مديرى مديريات التربية والتعليم؟ لماذا لا يمنح مدير الإدارة التعليمية مزيداً من الصلاحيات والامتيازات التى تجعل منه الآمر الناهى بالمنطقة التعليمية الخاضعة لإدارته ونفس الشىء لمدير المدرسة؟ وكثيراً ما تساءلنا هل من حل لتقليل كثافة الفصول الدراسية؟ لماذا لا نعد حصراً دقيقاً للفصول والمدارس ومن ثم إعادة توزيع الطلاب بشكل أكثر مهنية واحترافية؟ وأخيراً تساءلنا وسئلنا هل من شكل أفضل وأكثر احترافاً لمحتوى المناهج الدراسية وعددها وضبط توزيع درجاتها؟ لماذا لا يعاد تطوير المناهج طبقاً لأحدث النظم التعليمية فى العالم وبما يتماشى مع طبيعة وتقاليد وطننا الحبيب ووضع المحتوى التعليمى فى قوالب أكثر جاذبية للطلاب وأكثر تركيزاً لكن أقل تعقيداً كماً ليس للتخفيف عن أبنائنا الطلاب ومجاراة الحداثة فى عالم المناهج وطرق التدريس فحسب لكن أيضاً للحد من مافيا الدروس الخصوصية وسطوة أباطرة الكتب الخارجية، وكذلك ضبط كافة المدارس الموجودة على أرض مصر من حيث الإشراف على ما يتم تدريسه وأيضاً الطريقة التى يدرس بها.

والحديث يطول عن التساؤلات التى ظلت تتردد فى أذهاننا نحن المعنيين والمشتغلين بالمجال التربوى، وكذا أذهان أولياء الأمور فى كافة ربوع الوطن، لكن كبصيص أمل يمكن أن يلاحظ المتابع للعملية التعليمية العزم والإقدام المتوفر بقيادة العملية التربوية، من حيث التطوير وإنتاج المواطن الصالح النافع لنفسه ولوطنه، وذلك من خلال الأخذ بزمام الأمور والعمل على أرض الواقع والحديث مع أطراف العملية التعليمية كافة دون وسيط، وإيجاد الحلول الناجعة فورية التنفي، والقدرة على اتخاذ القرار بشكل أكثر حسماً ومتابعة تنفيذه وتلقى التغذية الراجعة لتقييم وتقويم تنفيذ القرارات وتطوير واستحداث الآليات والبرامج المساعدة لتحقيق ما سعت مصر إلى تحقيقه لفترات طويلة ومتعاقبة، بغية الوصول إلى منظومة تعليمية قوية ومتطورة ومتكاملة ومرنة.

حفظ الله الوطن

* خبير تربوى*

أخبار ذات صلة

0 تعليق