في عيدها القومي الـ 51.. «ملحمة السويس» أسطورة المقاومة التي خلدها التاريخ - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

منذ أيام الفراعنة ومرورًا بسنوات الاحتلال، ولمدينة السويس دور كبير في الدفاع عن البوابة الشرقية لمصر، وخلال حرب أكتوبر المجيدة تعاظم دور الموجودين على أرض السويس، وكانوا يطالبون ببذل الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن بلدهم، وأثبتوا أنهم على قدر المسئولية، حيث كانوا يتسابقون لتقديم أرواحهم في الجهاد ضد العدو، ولطرده من أرض الوطن.

من جانبه، قال الدكتور سادات غريب، نجل الفدائي "غريب محمد غريب"، والملقب بشيخ المقاومة: إن ذكريات وبطولات الانتصار والمقاومة كثيرة ومنها بطولات قدمها الفدائيون الذين كانوا تحت قيادة والدي بصفته أقدم وأكبر أبطال المقاومة سنا، ومنها ما قدمه رجال القوات المسلحة والشرطة والمسئولون في السويس وقتها، ومنها ما قدمه الفدائي غريب محمد غريب، الذي كان وقت الهجوم على السويس قائداً لكمين مسجد الأربعين والذى تصدى لطابور العربات والدبابات المجنزرة للعدو الإسرائيلى، والتي سلكت شارع الجيش، متوجهة لقلب المدينة والتي تم التصدي لها من قبل الفدائيين في وقت حددته الكمائن المختلفة في البراجيلي وأمام سينما مصر وغيرها، حيث اشترك مع أعضاء المقاومة في تدمير بعض الدبابات والعربات داخل شارع الجبس بالسويس، ومنعها من الوصول إلي قلب المدينة.

وأضاف نجل الفدائي غريب محمد غريب، قائلا: والدي رحمه الله، لم تتوقف بطولاته، عند المشاركة في المقاومة، بل قام بتحويل منزله إلى غرفة عمليات تدار منها المعركة، في حي الأربعين بشارع شميس، والتي كانت مقراً للواء محمد بدوي الخولي محافظ السويس وقت المعركة، ومعه القادة العسكريون ومدير الأمن.

وتابع: والدي تصدى مع رجال المقاومة، خلال معركة 24 أكتوبر، التي استشهد فيها أحمد أبو هاشم وإبراهيم سليمان وفايز حافظ أمين وأشرف عبد الدايم.

واختتم حديثه، بالقول: «انتصرت المقاومة الشعبية على قوات العدو ومنعتهم من احتلال السويس»، مؤكدًا أنه فخور بوالده ومشاركته في المقاومة الشعبية منذ أيام الاحتلال الإنجليزي، ولديه مخزون كبير من أعمال والده قام بالاحتفاظ بها بمعرض خاص باسم الفدائي بمنطقة الأربعين، ويستقبل المعرض الصالونات الثقافية والفعاليات المختلفة الخاصة بكل ما يتعلق بالشعور الوطني.

أما إبراهيم أبو هاشم، شقيق الشهيدين أحمد ومصطفى أبو هاشم، فقال: أنا فخور أني من عائلة قدمت شهيدين خلال الحرب في السويس، .

وأشار أبو هاشم، إلى أن شقيقيه كانا يعملان في شركة السويس لتصنيع البترول، وهو كان ما زال طالبا في كلية التجارة. لافتا إلى أن شقيقه الشهيد أحمد أبو هاشم، أصبحت عائلته تضم 16 حفيداً، من ولد وبنتين، ويتابعون ويفتخرون بكل ما يتردد عن والدهم وجدهم، أما الشهيد مصطفي فهو كان مرتبطا ولم يتمم الزواج.

وأضاف المحاسب إبراهيم أبو هاشم: يوجد جانب مجهول من بطولات لطوائف عديدة كانت موجودة خلال الحرب في السويس، وكان لها أثر كبير في المعركة، وإنقاذ السويس ومصر خلال المعارك، من النكسة إلى الانتصار، موضحًا أنه بعد ضرب المدمرة إيلات، تعرضت السويس لانتقام العدو، وفي اليوم التالي للعملية شنت القوات الجوية الإسرائيلية هجومًا مكثفا على معامل تكرير البترول والشركات ونشبت حرائق استمرت عدة أيام، وقامت قوات الشرطة والدفاع المدني والعاملون بالتعاون وأخمدوا الحرائق، وكان شهداء اليوم أكثرهم من قوات الشرطة، وتم نقل شركات البترول للدلتا للمحافظة على تغذية المحافظات بالوقود، حيث قام العاملون في شركة السويس لتصنيع البترول، تحت قصف النيران المتواصل، بتفكيك الأجهزة الخاصة بالشركة، وتم نقلها إلى الدلتا، حيث تمت إقامة معملين في مسطرد وأصحبت أكبر شركة لتكرير وتصنيع البترول في جمهورية مصر بأيدي عمال السويس لتصنيع البترول. كما قام عمال شركة النصر للبترول بنقل مصنعهم بعد تفكيك الأجهزة ونقلها إلي محافظة الإسكندرية، وأصبحت شركة العامرية لتكرير البترول كبرى شركات التكرير.

كما كانت شركة النصر للأسمدة والصناعات الكيماوية، كانت ملحمة أخرى، وتمكن العاملون من فك المصانع وكانت توجد معدات مصنع جديد نقلوه إلى مدينة طلخا وأصبحت شركة طلخا للأسمدة أكبر الشركات، وهذه صفحات مجهولة من نضال شعب السويس، والتي استشهد خلال عمليات النقل والتفكيك عدد من العاملين لكنهم تاهوا مع الزحام ولا يذكرهم أحد.

وفي نهاية حديثه، أكد إبراهيم أبو هاشم، أنه كان متابعًا جيدًا للأحداث، نظرًا لكون شقيقيه الشهيدين أحمد ومصطفي أبو هاشم من العاملين بشركة السويس لتصنيع البترول وكان هو وقتها في منظمة الشباب الاشتراكي وبعد العودة أصبح أصغر أمين شباب لمنظمة الشاب الاشتراكي في السويس.

وأكد الحاج أحمد غزالي، نجل شاعر المقاومة الكابتن غزالي، أن تاريخ والده في المقاومة بالكلمة والأشعار، يفتخر به، ويحاول استكمال المشوار بالمحافظة على رصيد والده من الأغاني والأشعار، وكذلك المكتبة الغنية بمختلف أنواع الكتب، وترديد الأغاني والأشعار في كل محفل جماهيري تتم دعوته إليه، مشيرًا إلى أن والده كان بطلا رياضيا ويتواجد بين الشباب كونه بطلا في المصارعة، مما يوحي بأن كل شاب من السويس كان يتمنى الاستشهاد والمقاومة وليس كبار السن فقط.

اقرأ أيضاً
في احتفالية نقابة المهندسين.. 4 من أبطال حرب أكتوبر يتحدثون عن أسرار النصر العظيم

أمين عام «المهندسين»: حرب أكتوبر شكلت منعطفا تاريخيا قلب موازين القوة

نقيب المهندسين: حرب أكتوبر ملحمة تمنحنا الأمل لتحرير باقي الأراضي العربية المحتلة

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق