لا يختلف اثنان على أن قضايا المحاكم وقصص الجرائم تشغل تفكير وبحث الكثير من الناس، فما بالك بالحوادث التي تكون دائما تحت المجهر في الصحف وتجذب محبي الحكايات الغريبة الي لا نعتاد عليها في حياتنا، والتي كان آخرها واقعة لا تخطر على بال مؤلف أفلام كوميدية إذ تعرضت فتاة سنغافورية للاعتداء من شقيقيها بسبب تنظيفها لغرفته.
نظرت محكمة في سنغافورة قضية أغرب من الخيال، بسبب موضوعها، فدائمًا ما نسمع أنه لابد من أن يكون البيت مرتبًا ونظيفًا؛ لكن من النادر أن نرى قضية تُرفع بمحكمة الأسرة بين أشقاء اعتراضًا على تنظيف الأخت غرفة أخيها، وهذا ما حدث بدولة سنغافورة، فما القصة؟
الحكاية كانت بدايتها بذهاب شقيقين إلى محكمة الأسرة ووقفهما أما القاضي وبدءا في سرد قصتهما إذ اشتكى الأخ من أخته لأنها دخلت غرفته مرارًا على مدار 8 سنوات وقيامها بتنظيف الغرفة خوفا من الأمراض وعليه؛ ليقوم بضربها حتى لا تنظفها مرة أخرى.
حيرة القاضي واستدعاء شاهد
تعجب القاضي وشعر أن ما يرويانه غير صحيح وكان في حيرة من أمره فاستدعى شقيقهما الثالث لأخذ أقواله والذي بدوره أكد أن شقيقته تدخل الغرفة بالقوة بعد نوم شقيقهما حتى لا يشعر بها ثم تبدأ بالتنظيف «نحن على هذا الوضع منذ 8 سنوات وأن شقيقه يحاول منع الأخت لكنها دائمًا تنتصر وتنظفها رغمًا عنه وأنها لا تتقبل رفض شقيقنا، وتحاول الدخول عبر وسائل أخرى إذا حاول قفل الباب».
دفاع الأشقاء أمام قاض المحكمة
الأخ في دفاعه قال إنه شعر بأن خصوصيته انتهكت؛ مما تسبب له في ضغوط نفسية شديدة لدرجة أنه دخل مستشفى صحة عقلية عدة مرات، بينما دافعت الشقيقة أنها لا تريد أي أذى لشقيقها بل أنها أرادت فقط تنظيف الغرفةو طلبت حماية القضاء لها من اعتدائه عليها.
حكم القاضي في القضية
طمأن قاضي المحكمة الفتاة قائلا إنه مخوّل بإصدار أمر حماية بموجب ميثاق المرأة، مع وجود شرطين يجب الوفاء بهما هما أنه يجب أن تقتنع المحكمة بارتكاب العنف الأسري والثاني يجب أن يكون الأمر ضروريًا لحماية أحد أفراد الأسرة.
وأرجع القاضي تصرفات الفتاة بأنها سببت مضايقات بقصد التسبب في أذى نفسي وانتهاك خصوصية شقيقها فذلك من الممكن أن يسبب ألما نفسيا لهُ، فهي مخطئة، إلا أنه رأى أن قيام أحد الأخوة بتنظيف غرفة شقيق له مادام أنه غير ضار بل أنه عمل محب ولا يرتقى لمستوى الأذى، «لكن كل حالة لها شأنها الخاص وما قد يكون غير ضار لشخص قد يكون مؤلمًا لشخص آخر».
وأصدر القاضي قرارا بالحماية الشخصية للفتاة، ولشقيقها بالخصوصية وترك تنظيف غرفته له وحده، رغم قولها أنها اضطرت إلى تنظيف الغرفة لأسباب صحية، إذ أن أشقاءها يتركون الغرفة دون تنظيف حتى تمكنت «السحالي» بالدخول إليها.
0 تعليق