تورَّطت جماعة الإخوان الإرهابية في استهداف الشباب عبر الإنترنت، بغية تجنيدهم واستدراجهم نحو الفكر المتطرف على مدار تاريخها الدموي، وبدأت تعتمد بشكل أساسي على استغلال منصات التواصل الاجتماعي لاستقطاب الشباب، مستخدمة أدوات حديثة وأساليب نفسية تركز على اللعب بمشاعرهم وتضليلهم بمعلومات غير دقيقة، ما يعزز دوافع العنف والتحريض على الوطن.
انتشار التكنولوجيا
وتبيّن أنّ الجماعة الإرهابية تستغل الشباب بوصفهم الفئة الأكثر تأثرا بالأفكار الجديدة، لا سيما في ظل تأثير العولمة وانتشار التكنولوجيا، وتستهدف الجماعة الشباب في لحظات ضعفهم، خاصة عندما يشعرون بالإحباط أو الحاجة إلى الانتماء، وتقدم الجماعة الإرهابية نفسها على أنّها توفر الإجابات والحلول، ما يجذب الشباب المترددين أو غير الواثقين.
استدراج الشباب
وأسهمت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في تسهيل عمليات التجنيد، حيث تستخدم جماعة الإخوان قنوات متعددة عبر الإنترنت لاستدراج الشباب نحو محتوى يروّج لخطاب الكراهية والعنف، والبداية تكون من خلال صفحات ومنتديات سرية تمثل واجهة جذابة للحوار والنقاش حول قضايا مجتمعية ودينية، ثم يتطور الأمر إلى تشجيع الفكر المتشدد، وفي أول الأمر يقتصر الموضوع على مشاركات ومقاطع فيديو، لكن سرعان ما تتحول هذه النقاشات إلى دعم علني لأفكار متطرفة ودعوات لمعارضة الدولة بكل الوسائل.
وتظهر البيانات المتاحة أنّ جماعة الإخوان دائما ما تحاول استغلال حاجات الشباب للاندماج الاجتماعي وتجندهم باستخدام أساليب تعزز الرفض والتمرد، ويحذر المتخصصون في الأمن السيبراني من خطورة الممارسات التي تكمن في إخفاء الجماعة لأساليب التجنيد تحت مظلة النقاش الفكري، ما يصعب اكتشافهم ومكافحة تأثيرهم على الشباب، والكشف عن هذه الممارسات وتوعية الشباب بأهمية التأكد من مصادر المعلومات يعزز مناعة المجتمع ضد محاولات الاستقطاب الممنهج التي تمارسها جماعة الإخوان، والتي تستهدف بشكل رئيسي تدمير الأجيال الشابة وإضعاف الدولة المصرية.
ورغم كل الجهود التي تبذلها الجماعة الإرهابية إلا أنها فشلت فشلا ذريعا في استقطاب الأعداد المتوقعة من الشباب، بل بالعكس تراجع عدد كبير من مؤيدي هذه الجماعة عن دعمهم لها بعدما تأكدوا من مخططهم الدنيء لاستهداف الوطن.
0 تعليق