قال الدكتور سيرجي كاراجانوف، رئيس مجلس الشؤون السياسية والدفاعية الروسية، إن روسيا تحلت بالصبر طويلا أملا في أن تميل الكفة في نهاية المطاف إلى رجاحة العقل، متابعا: «أما الآن فنأخذ منظومتنا النووية بعين الاعتبار، فضلا عن خفضنا سقف إمكانية اللجوء إلى السلاج النووي».
وأضاف، خلال لقاء خاص مع حسين مشيك، مراسل قناة القاهرة الإخبارية في موسكو، بدأنا نأخذ مسار الارتقاء في سلم التصعيد، ونحن نثبت لخصومنا في الولايات المتحدة والغرب أننا على أهبة الاستعداد لاستخدام السلاح النووية حال اقتضى الأمر إلا أننا لا ننوي استخدامه انطلاقا من أن الإقدام على خطوة كهذه خطيئة أخلاقية في حق أنفسنا.
وتابع: بطبيعة الحال باستطاعتنا استخدام السلاح النووي وإحراز النصر على الصعيد العسكري، لكننا لا نسعى لإشعال فتيل حرب نووية في العالم، أما في حال كان هذا الخيار الأخير المتاح فسنضطر إلى اتخاذ القرار بتفعيله.
كارجانوف: العالم بدأ يخرج من منظومة الطغيان الغربي
وواصل: وفي الوقت ذاته نكافح في سبيل الحرية للعالم أجمع الذي نرى رؤى العين أنه بات أكثر حرية فعلا، إذ أنه بدأ يخرج تدريجيا من قيود منظومة الطغيان التي كبله الغرب بها منذ 500 سنة مضت.
وواصل: توهم خصومنا في الغرب أنهم باستطاعتهم إشعال فتيل حرب كبيرة دون المخاطرة بأن الثمن هو تدميرهم لكنهم يدركون هذا الآن، متابعا أن الأمريكيين يتراجعون شيئا فشيئا فهم لا يريدون التصعيد النووي لأنهم لا يريدون أن يكون مصيرهم الفناء، أما بالنسبة للأوروبيين فآمل أن يستعيدوا رشدهم في أسرع وقت وإما سنضطر إلى إعادة الوعي إليهم عنوة.
كارجانوف: خطوة كبيرة على طريق تأسيس نظام عالمي جديد
وأضاف أن الأمريكيين باتوا على قناعة أن آمالهم في كسر روسيا ظلّت مجرد آمال، مشيرا إلى أنّ حل الأزمة الأوكرانية الأوسط هو ضم الأراضي الروسية التقليدية إلى الوطن الأم، أي شرق وجنوب أوكرانيا، واجتثاث نظام أوكرانيا بالكامل، ونزع السلاح.
وعن قمة بريكس، أكد أنّها تعد خطوة كبيرة على طريق تأسيس نظام عالمي جديد، مؤكدًا أنها خطوة ليست محورية بعد، لكنها كبيرة، أما النظام القديم الذي أسسه الغرب في المجمل بعد الحرب العالمية الثانية فهو يتهاوى، بجانب تراجع دور هيئات الأمم المتحدة على نحو جذري، كما سيضعف الاتحاد الأوروبي، وعاجلا أم آجلا سيتراجع دور الناتو إذ سيصبح أضعف.
روسيا والصين والهند قوى عظمى محورية
وأكد سيرجي كاراجانوف، أنّ روسيا والصين والهند قوى عظمى محورية في الإقليم، وهو ما لا يريده الغرب وفي مقدمتهم أوروبا، ويبدو أن واشنطن معنية باستمرار الحرب في الشرق الأوسط، خصوصًا أنّ أمريكا لم تعد تعتمد على صادرات الحرب في الشرق الأوسط ما يعني أن نطاق الحرب قد يتسع.
وأشار إلى أنّ موسكو تسعى للعب دور الطرف الذي يُحقق التوازن، إذ عملت موسكو باستمرار إلى إيجاد حلٍ عادلٍ للقضية الفلسطينية، استنادًا للمعايير السياسية والأيدولوجية.
0 تعليق