خالد ميري يكتب: دموع التماسيح - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تباكى البعض في مصر على هزيمة هاريس والحزب الديمقراطي، كانوا يدّعون الإيمان بالحرية والليبرالية، وعندما اختار الشعب الأمريكي من يريده بإرادته الحرة ذرفوا دموع التماسيح ببوستات ماسخة لا طعم لها ولا لون.

الشعب الأمريكي كانت رسالته الأهم في الانتخابات أنه يريد العودة للأخلاق والقيم ويرفض الحرية المنفلتة بلا حدود، يرفض أجندات فرض الشذوذ والتحول الجنسي والإجهاض بلا حدود ولا عواقب، ترامب كان واضحاً بإعلانه قبل الانتخابات أن الله خلق البشر من ذكر وأنثى ولم يخلق جنسًا ثالثاً من الشواذ والمتحولين جنسيًا، وأعلن بعد الانتخابات إلغاء مزايا المتحولين جنسيًا بالمدارس.

طوال السنوات الماضية كان اللوبي الصهيوني يقود حربًا شرسة ويستهدف عالمنا العربي والإسلامي لفرض الشذوذ وكل ما هو ضد الأديان والقيم والأخلاق.. في الانتخابات الأخيرة حتى الشعب الأمريكي قال لا لهذه الفوضى المدمرة.

الشعب الأمريكي اختار من يريد، وعلينا احترام قرارهم، فهذه دولتهم وحياتهم، لكن أن يبكى البعض لخسارة هاريس وحزبها فهو مشهد غريب ومثير، كانوا يريدون حزبًا يرفع شعار التدخل في شئون الدول الأخرى لفرض أجندات سياسية وأخلاقية، وقطعاً يرصد الدولارات الخضراء لتمويل نشر هذه الأفكار ودفعها لمن يريد، واضح أن دموع التماسيح لم تكن حزناً على الديمقراطية ولكن حزناً على الدولار الأخضر والحنفية التى سيتم إغلاقها.

في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة بدا واضحاً أنه لا فرق بين من يقود أمريكا، سواء ديمقراطى أو جمهورى، الكل هناك في خدمة إسرائيل وأجندتها الإجرامية وحربها التوسعية وخططها الاستعمارية، وماذا كان يمكن أن يقدم رئيس جمهورى لإسرائيل أكثر مما فعله بايدن ووزير خارجيته بلينكن وهما يفخران بأنهما صهيونيان حتى النخاع، إذاً دموع التماسيح لم تكن حزناً أبداً على دعم جديد أمريكى لإسرائيل ولا على قضايانا القومية والعربية، كانت حزناً على حنفية دولارات أُغلقت، كانت حزناً على سند يمنحهم القوة لمحاولة إشعال أى فتيل للفوضى تحت الحماية، فحرب الإبادة الصهيونية على غزة كشفت بوضوح أن الحزب الديمقراطى والغرب لا يعرف أى قيمة للحرية أو حقوق الإنسان إلا الحرية التى تمنحهم حق الوصاية على العالم وفرض أجنداتهم الدنسة، وهو أمر للأسف الشديد لا يحدث إلا بمساعدة من بكوا عليهم وذرفوا دموع التماسيح.

هى انتخابات كاشفة داخل أمريكا وداخل عالمنا العربى ومنطقتنا.. انتخابات أعادت ترامب من الباب الواسع، وكل اختيارات الرجل لإدارته الجديدة تؤكد أنه ينحاز لأهل الثقة وليس أهل الخبرة، كلهم قيادات معروفة بالولاء الشديد لترامب وأجندته السياسية والأخلاقية، ونائبه كاثوليكى متزمت وليس صهيونياً.. الرجل سيوقف فرض أجندات الأخلاق الشاذة داخل مجتمعه، وهذا أمر سيؤثر قطعاً على محاولات تصديرها إلينا بكل الطرق عبر كل قنواتهم ومنصاتهم الإعلامية.

ترامب كان واضحاً وهو يؤكد للمبعوث الإسرائيلى أنه يريد وقف الحرب على لبنان قبل تسلمه السلطة في ٢٠ يناير القادم، كما يريد وقف حرب الإبادة على غزة قبل أن يتسلم السلطة، يريد أن يبدأ «على نضافة» من غير حروب مدمرة، يريد التجارة والاقتصاد والأموال، وهى أمور لا تستقيم مع استمرار الحروب، وكان واضحاً أيضاً من مكالمة المستشار الألمانى مع بوتين لأول مرة منذ عامين أن أوروبا بدأت تفكر جدياً في محادثات سلام لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، فترامب قالها صريحة إنه سينهى الحرب ولن يدفع لجوال أوكرانيا مليارات الدولارات لتستمر الحرب.

المشهد العالمى يسير سريعاً نحو التغيير، وتأثير الانتخابات الأمريكية بدا واضحاً للعيان، فأمريكا ما زالت القوة الأولى عالمياً والأكثر تأثيراً على سياسات وقرارات المستقبل القريب.

منتخب حسام حسن:

يسير منتخب مصر بخطوات واثقة ناجحة تحت القيادة الفنية لحسام حسن، مسيرة المنتخب تؤكد أن قرار اختياره للمهمة كان ناجحاً، والمهم أن يلقى الدعم الكامل من الجميع حتى نستكمل الخطوات بالوصول لكأس العالم والمنافسة على لقب أفريقيا القادم.

تغير حسام حسن كثيراً منذ تسلم المهمة، لم يعد بهذه الحدة الزائدة ولكنه احتفظ بغيرته الشديدة على بلده وعلمها، استطاع احتواء النجوم الكبار ومنحهم حقهم كاملاً وفي مقدمتهم نجمنا الأشهر والأنجح مو صلاح.

المنتخب بعد تعادل كاب فيردى أثبت أن حسام قائد فنى ناجح، وفي المستقبل القريب ننتظر النجاح الأهم بضمان التأهل المبكر لكأس العالم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق