سر تناول المسيحيين البلح والجوافة في عيد النيروز.. ما علاقتهما بالاستشهاد؟ - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة حذف

مناسبة سعيدة احتفل بها المسيحيون اليوم الأربعاء، وهي عيد النيروز أو رأس السنة القبطية، والذي يوافق يوم 1 من شهر توت من كل عام قبطي، ورغم أن الاحتفال بالعيد قديمًا كان مرتبطًا باكتمال موسم فيضان النيل، وهو سبب الحياة في مصر، فإنه بعد عصر الإمبراطور الروماني دقلديانوس الذي تولى الحكم عام 284م، وعذَّب المسيحيين وقتل عشرات الآلاف منهم، ارتبط بالشهداء في الكنيسة القبطية، وصار من طقوس الاحتفال به تناول البلح والجوافة.. فما سبب ربط هاتين الفاكهتين بعيد النيروز؟

أصل الاحتفال بعيد النيروز

قبل توضيح سبب تناول المسيحيون للبلح والجوافة خلال الاحتفال بعيد النيروز، يمكن توضيح أن النيروز أو أول أيام السنة المصرية هو واحدًا من الأعياد التي تحتفل بها الكنيسة القبطية كل عام، ولأن 1 توت أي بدء السنة القبطية كان يوافق موعد اكتمال موسم فيضان النيل، فقد سُمى هذا اليوم بـ«nii`arwou» أو «ني يارؤو» بمعنى الأنهار، إلا أن اليونانيين عند دخولهم إلى مصر أضافوا حرف الـ«س» إلى الكلمة - كعادتهم - فأصبح نطقها «نيروس» فظن العرب أنها «نيروز» بالفارسية، ومن هنا أتى الاسم.

8209900681694500663.jpg

عيد النيروز وعلاقته بالشهداء

وجاء ربط عيد النيروز بعيد الشهداء لأنه مع بدء عصر الإمبراطور الروماني دقلديانوس سنة 284م تم تصفير عداد السنين، فأصبحت سنة 284 ميلادية توافق 1 قبطية وتوافق 4525 توتية «فرعوينة»، وأصبح رأس السنة القبطية بمثابة تذكرة بعصر الإمبراطور دقلديانوس والشهداء الذين سالت دمائهم دفاعًا عن الإيمان، حسب ما ورد على موقع «الأنبا تكلا هيمانوت» الخاص بتراث الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

تناول البلح والجوافة خلال عيد النيروز

وحول سبب تناول المسيحيين للبلح والجوافة خلال الاحتفال بعيد النيروز أو ذكرى الشهداء، فإن ذلك جاء نتيجة لسببين، أولهما أن الاحتفال بالعيد كان يوافق موسم حصاد هذه الفاكهة، واعتادت الكنيسة بعد انتهاء صلاة القداس في الأعياد توزيع «بركة» على الشعب، وكانت هذه البركة عبارة عن ثمرات من البلح والجوافة، حسب توضيح القس ثيؤفان شاكر، كاهن كنيسة مار جرجس بالعجوزة، خلال حديثه لـ«الوطن».

1454974831726070811.jpg

وأضاف «شاكر» أن هناك بعض الدلالات الرمزية ناتجة عن تأملات واجتهادات شخصية للبعض حول ربط فاكهتي البلح والجوافة بالاحتفال بعيد النيروز، بينها أن البلح يرمز إلى الشهداء وحلاوة الإيمان؛ إذ يشير اللون الأحمر إلى دم الشهداء الذي سُفك بغزارة دفاعًا عن إيمانهم، ومذاق البلح الحلو يشير إلى حلاوة الإيمان، فيما تشير النواة الصلبة داخل البلح إلى صلابة وقوة إيمان الشهداء وثباتهم على مبادئهم وإيمانهم في وجه كل ألوان العذابات التي ذاقوها على يد الإمبراطور دقلديانوس وغيره من أباطرة الرومان.

دلالات رمزية في الجوافة

كما تحمل الجوافة بعضًا من الدلالات الرمزية التي تتوافق مع فكرة الاحتفال بعيد النيروز أو ذكرى الشهداء، منها أن الجوافة دائمًا ترمز إلى النقاء والخصوبة؛ إذ أن بياض لب الجوافة يشير إلى نقاء قلب الشهداء وطهارتهم، والبذور الكثيرة في الجوافة تدل على كثرة عدد الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل المسيح، كما أن الجوافة ترتبط بفصل الربيع ورمزيتها للخصوبة والتجدد، وهو ما يتوافق مع معنى عيد النيروز.

18357442521726070813.jpg

وتتمثل أهمية الاحتفال بعيد النيروز في التذكير بالتضحيات؛ إذ تساهم هذه العادة في تذكير الأجيال الجديدة بتضحيات الشهداء من أجل الحفاظ على إيمانهم، وأيضًا تعزيز الروحانية والإيمان لدى المسيحيين، إلى جانب ربط الماضي بالحاضر وإحياء التراث المسيحي.

أخبار ذات صلة

0 تعليق