حقيقة ارتفاع أسعار كروت الشحن وباقات الإنترنت، انتشر مؤخرًا خبر يفيد بأن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يعتزم رفع أسعار كروت الشحن وباقات الإنترنت في مصر، جاء ذلك بعد إعلان الجهاز عن منح تراخيص الجيل الخامس (5G) لشركات الاتصالات الأربع: WE، فودافون، اتصالات، وأورنج، خلال مؤتمر تسليم التراخيص، وذلك بهدف تحسين جودة الخدمات المقدمة للعملاء.

ووفقًا لتصريحات مصدر مطلع داخل الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لـ"الجمهور"، فإن هذه الزيادات تأتي نتيجة التكاليف الباهظة التي تتحملها شركات الاتصالات بسبب التزاماتها المتعلقة بتسديد قيمة تراخيص الجيل الخامس، إضافة إلى الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها الشركات في تطوير بنيتها التحتية لتلبية احتياجات السوق المحلية.

طلبات رسمية لزيادة أسعار الخدمات

أوضح المصدر أن شركات الاتصالات الأربعة قدمت طلبات رسمية للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لرفع تكلفة الخدمات التي تشمل كروت الشحن وباقات الإنترنت، وذلك نتيجة الارتفاع الكبير في تكلفة الأجهزة المستوردة وزيادة تكاليف التشغيل والعمالة. 

وأشار إلى أن تذبذبات سعر صرف الدولار في الأشهر الأخيرة كانت أحد العوامل الأساسية التي زادت من الضغط المالي على الشركات، ما دفعها إلى المطالبة بزيادة الأسعار.

دراسة الزيادة مع مراعاة المستهلك

أكد المصدر أن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يقوم حاليًا بدراسة طلبات الشركات، مع التركيز على عدم إلحاق ضرر كبير بالمواطنين نتيجة هذه الزيادات.

 وأشار إلى أن الجهاز يسعى لتحقيق توازن بين حاجة الشركات لتغطية تكاليفها المرتفعة وبين قدرة المواطن على تحمل تلك الزيادات.

الزيادة لن تكون مبالغًا فيها

رغم أن حجم الزيادة لم يتم تحديده بشكل نهائي بعد، أوضح المصدر أن الزيادات لن تكون مبالغ فيها أو تتجاوز القدرات المالية للمستهلكين. وقال إن الجهاز يأخذ في اعتباره الظروف الاقتصادية الحالية، مؤكدًا أن أي زيادات سيتم تطبيقها بشكل مدروس ومرحلي بما يضمن عدم الإضرار بالمستخدمين بشكل كبير.

صرح محمد شمروخ، رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، بأن الجهاز يدرس حالياً طلبات شركات الاتصالات الأربعة، WE، أورانج، فودافون، واتصالات، المتعلقة بزيادة أسعار الخدمات التي تقدمها، وذلك نتيجة لضخ هذه الشركات استثمارات كبيرة في السوق المصرية.

 الشركات تواجه تحديات كبيرة تتعلق بتدبير الأموال اللازمة لتسديد قيمة الحصول على تراخيص تشغيل الجيل الخامس

وأوضح شمروخ في تصريحات خاصة لموقع «الجمهور »، أن الشركات تواجه تحديات كبيرة تتعلق بتدبير الأموال اللازمة لتسديد قيمة الحصول على تراخيص تشغيل الجيل الخامس، والتي يجب دفعها دفعة واحدة.

وأكد رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، أن شركات الاتصالات مطالبة بتوفير هذه المبالغ خلال فترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، على أن يتم تسديد هذه القيمة بالعملة الصعبة، مما يضيف عبئاً إضافياً على الشركات في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.

وأضاف، أن الزيادات المتوقعة في الأسعار ستشمل خدمات متعددة مثل باقات الهاتف المحمول، وكروت الشحن، كروت الفكة، خدمات الإنترنت المنزلي، والإنترنت الهوائي، بالإضافة إلى أسعار الاشتراك في خدمات الكول تون والخدمات الصوتية الأخرى. 
وأشار شمروخ إلى أن هذه الزيادات تأتي ضمن مطالب شرعية للشركات لضمان استمرارية تقديم خدمات بجودة عالية وتلبية احتياجات السوق المحلية في ظل ارتفاع تكلفة الاستثمارات.

وفي الختام، أوضح شمروخ أن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يعمل على دراسة هذه الزيادات بعناية، وسيتم الإعلان عن التفاصيل النهائية فور الانتهاء من المراجعة والتنسيق مع الشركات، بما يضمن تحقيق التوازن بين مصالح الشركات والمستهلكين.